الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
قصة قصيرة
البطل لا يموت - نور الدين الفيلالي
الساعة 10:45 (الرأي برس - أدب وثقافة)


 

تتبع الصغير نهاية فيلم "عمر المختار"، كان عيد الأضحى على الأبواب فجادت إحدى القنوات الفضائية ببرمجته، كتم غضبه وحيرته وهو يرى البطل يموت... أمر لم يستسغه ولم يعهده في باقي الأفلام. 
لم تمر إلا أيام قليلة حتى شاهد الصغير الحلقة الأخيرة من مسلسل "صدام"، شاهدها بعد طول انتظار، كان يتتبع جل حلقات هذا المسلسل، مرات عديدة كان أبوه ينهاه عن مشاهدة حلقة ما، فيستغل غيابه ليشاهدها معادة في قناة أخرى.
* * * * *


الحبل يلف العنق وبطل المسلسل يتلو الشهادتين في ثبات وهدوء، وأصوات تتعالى هنا وهناك... 
ينتظر الصغير نجاة البطل، يطرح كل السيناريوهات المحتملة التي قد يعتمدها المخرج لإنقاذ البطل... 
- قد يتمزق الحبل تلقائيا...
- قد تمزقه طلقة نارية من صديق البطل أو من قناص مأجور، كما حدث في الفيلم الأمريكي...
- قد يتدخل أحدهم في آخر لحظة، ويقدم أدلة تبرئ البطل، مثلما حدث في الفيلم العربي...
- قد...قد...قد...
ويسقط البطل جثة هامدة... 
ويتسمر الطفل جثة صامتة...
ازدادت حيرته أكثر، وجد نفسه أمام نمط جديد من النهايات، تساءل مع نفسه:
- هل يكون المخرج واحدا؟ أم هو مجرد تشابه في النهايات؟
* * * * *

 

انطوى على نفسه مدة، وقاطع التلفاز، انتبه والداه للأمر، اقتربا منه واستدرجاه ليشاركهما متابعة فيلم الليلة، لبى طلبهما في الجلوس قبالة التلفاز، لكنه ظل شاردا غير مكترث بأحداث الفيلم، فقط ينتظر نهايته. 
كان الفيلم أمريكيا، البطل يحمل مسدسا ذخيرته لا تنضب، ويركب حصانا لا يتعب، ويضع قبعة سوداء، أعادت صورته إلى ذهن الطفل صورة بطل المسلسل في إحدى الحلقات، وهو يطلق رصاصا من بندقيته بيد واحدة...
استسلم لإغفاءة خفيفة، رأى فيها بطل الفيلم مكبل اليدين إلى الخلف، ورأى أشخاصا ملثمين يضعون الحبل على عنقه...
* * * * *

 

استفاق مذعورا على موسيقى الجنيريك، رأى الكتابة صاعدة في شاشة التلفاز: 
- أبي هل مات البطل؟ 
- لا يا بني، فالبطل لا يموت.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص