الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أصدح بمليء شوقي - ثابت المرامي
الساعة 12:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

أصدح بمليء شوقي أنك عالم أخرمن الكلمات , وأنني حين أزور شرفات حائطك . أعود محملا بالعطر وبقايا العشق المتناثر فوق همسات هذه الصفحات , فأنا لا أخبأ وجهي حين أداهم مخابئ الأحلام ,ولا ألملم جميع خيوطي حين أغادرها , عندما تمر اللحظات وأنا أتصفح ما صنعته يداك في مزارع اللغة , تشهق في جوف السماء غيوم , يبرق فيها حرفكِ , تعزف الدنيا سيمفونية الأحاسيس , فتشقين سكون المشاعر إلى لحظة سكون في ليل موحش يحمل في جعبته شبح الذكريات ووجع هذه الأرض .

الم تقولي أننا لسنا سوى محض ذكريات , و أنا أقول أننا لحظة أنمزج فيها خوف وكبرياء شعور غريب مزج هذين النقيضين , ألتفت حولي لم أجد غير تبعثر خطواتي لأجد مخرج , ولكن لا جدوة من ذلك , أرجع إلى خيالي , وفي غمرة كاذبة أحس أنني نورس يحلق عاليا من شدة الفرح , فرح ماذا ,, لا أدري, وكأن الدنيا تهديني لحظات فرح مسروقة من فم الزمان , من عمر يعجُّ بالصور والأفلام الرومانسية العتيقة التي شاهدتها . 
 

آآآه ,, كم سررت لقدوم ذلك الحضور الذي طالما انتظرته لأنني احتاج وجوده دوما في عمر الكلمات , فمنذ أن تكسرت دواخلي بالضربات القاضية , وبابتسامة ذلك الكأس الملعون , الذي كان يسيح في يدك وأنتي تقبيله بإرتشافات , كأنها شهقات , وكأنني أراه يغيضني ويضحك علي ساخراً كون يدك تحتضنه وتقبله ,, لن أخفيك سرا بعد أن غادرت المكان حطمته إلى أشلاء حتى يكون عبرةً لبقية كأسات العالم التي ستشربين فيها , ترجاني فلم أرحمه . فمات شهيد شفتاك , حادثة مريعة لذلك الوعاء البلاستيكي ولو اضطرني أكثر نثرت عليه قطرات من حنان شفتاك كعطيش الصحراء ثم كسرته إلى ماضي .. هكذا انتعش قلبي فتبعك دون التفاتة للوراء بعد جريمة الغيرة التي قمت بها من أجلك ..
 

حينها رجعت إلى زاويتي ومررت بكلماتك من جديد فلامست أحاسيسي بعذوبتها عنان السماء واغتسلت يداي من دم ذلك الوعاء منتشياً بأنك في الحياة رمز الجنون ..
 

يا أنتي 
تبعثرت روحي على شواطئ غربة الذات المقيمة داخلي , حاولت أن الملم شيئ منها وأختزنها بخوابيء الزمن علها تشكل روح جديدة تنتشلني من غربة الروح وتنفض عن كاهلي غبار حزن بدا غبي حين رآك , فطار كخفاش ليل أزعجته خيوط الفجر .. 
في ذلك المساء ,, أمسكت بقلمي البائس ليفيض علي ورقتي الملساء وأطلقتُ عيني في الفضاء تتملكنّي الوجوم ,, لا طير من طيور الأفكار يهبط علي ذاكرتي المرهقة .. يحسبونني أفكر .. يسألونني !!
لا أجيب فأذني قد أصابها صمم اللامبالاة بعد أن حطمت ذلك الكأس ,, فتشتُ في فضائي عن شئ طالما بحثت عنه , لم أجد غير غيمات , ترسم أشباحاً وسحابات من دموع العشاق تجمع بين الأحمر والأبيض والأسود , كأنها علم الوطن .

 

وغروب الشمس يزلزلني , ويرهبني ,, يتناثر صمتي وشرودي , ويؤذن صوت الغسق في قلبي ألبي فوراً للروح نداءها . 
فيفيض الدمع ليُكمل شبرا نقص في غيابي , أغوص في بحر دموع كي يتطهر ثوبي وأعود لأرضي أراقب شجرة زرعتها بسمتك بالأمس , لكني أراها مرتجفة من البرد تتساقط أوراقها الذابلة ,, تفزع روحي للمنظر , تصرخ , أسألها عن أحلامي الجديدة التي علقتها علي أغصانها فمالت خجلاً .. وظلت الأوراق تتساقط في صمت أنثى , و تنحني الأغصان صاغرة .. حتى أضحت شجرتى مزينة كشجرة رأس سنة المسيح , لكنها تمسي بحذرٍ في أرض الأمل الأجدب ناظرة لشمس المغيب على التراب البائس راجية ساعة توهج , ساعة تثبت فيها جذورها بأنها تقدر علي إنجاب غصن جديد . 
ومن جديد أفتح عيني علي قلمي , وورقتي , وفنجان القهوة البارد , أرتشف رشفة .. وأعود لشرود أكبر.... هو أنتي ....!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً