الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أمين دراوشة يحلل نظرة المجتمع الإسرائيلي إلى الفلسطينيّ في كتابه "الأنا والآخر في الرواية الإسرائيلية" - عزيزة علي
الساعة 14:02 (الرأي برس - أدب وثقافة)



عمان- يدرس الكاتب أمين دراوشة من خلال كتابه "الأنا والآخر في الرواية الإسرائيلية"، الصادر عن مركز أوغاريت الثقافي، رام الله- فلسطين، جدلية الأنا والآخر في الرواية الإسرائيلية.
 

يناقش الكتاب وفق الروائي والناقد وليد أبو بكر الذي كتب مقدمته أربع روايات إسرائيلية معروفة، لكتاب معروفين، تعاملوا فيها مع شخصيات فلسطينية، إضافة إلى الشخصيات الإسرائيلية، وأوضحوا من خلال ذلك نظرة المجتمع الإسرائيلي إلى الفلسطينيّ، الذي يشكل أحد مكوناته منذ البداية، ويشكل من بعض وجهات النظر ـ تهديداً ديموغرافياً لوجوده، يستحقّ المعالجة التي تتفاوت بين كاتب وآخر، ومرحلة وأخرى، وإن لم تتجاوز النمط الأول الذي بني عليه موقف الإسرائيلي من الفلسطيني كتهديد، فرداً أكان أم مجتمعاً.
 

ورأى أبو بكر أن التعرف على الإنتاج الثقافي الإسرائيلي يمثل طريقة لا غبار عليه بالنسبة للفلسطيني القادر على ذلك، كما أن نقله، أو نقل انطباع عنه إلى القارئ، يتحول إلى نوع من الواجب، حين تتوفر هذه القدرة.
 

ونوه أبو بكر إلى "أن دارسي الأدب يعرفون أن الرواية هي المعبر الأكثر أهمية عن حياة أي مجتمع، لأنها، حين تكتب بصدق وحرفية، تستطيع أن تنقل صورة أقرب إلى الواقع، لقاطع من هذا المجتمع، بكل ما يمثله من عناصر تساهم في تكوين اتجاهاته وسلوكياته، ما يوفر سبيل معرفة تكون متاحة لمن يسعى إليها، ربما تتفوق على كثير من السبل الثقافية الأخرى، التي لا يكون لها تماس مع أعماق المجتمع، مثلما يكون للعمل الروائي".
 

وقال أبو بكر إن الرواية الإسرائيلية خطت خطوات واسعة في محاكمة بعض الأوهام التي قامت عليها "الدولة"، وعلى رأسها إنكار وجود أصحاب الأرض التي اغتصبت بالقوة وبالتآمر، وإنكار كل الممارسات غير الإنسانية التي مورست بحق الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض، من قتل وطرد وتطهير عرقي وسياسة تمييز عصري لا تتوقف.
 

وقال أبو بكر إن الكاتب الإسرائيلي اعتاد على التعامل مع الوجود الفلسطيني من خلال الإصرار على تسميته بالعربي، دون خصوصيته الفلسطينية، لأسباب تتعلق بالإيديولوجية التي أصبحت لديه جزءا من اللاشعور أيضا، وهي التي تهجس له بأن فلسطين لم تكن قط لشعب فلسطين، وإنما كانت تقع "تحت احتلال عربي، جاء من الصحراء، واستمر طويلا حتى حررتها الحركة الصهيونية بعد ألفي عام"، ما يعني انتساب عرب هذه الأرض إلى الأعراب "بدو الصحراء"، بما تحمله الصفة من معنى مبطن، يعني أن عرب فلسطين لهم مكان خارجها، بينما ليس لليهود مكان آخر، وهو ما يشكل جزءا من المزاعم التي قامت عليها الصهيونية.
 

ورأى أبو بكر أن الرواية تسللت إلى هذه المواضيع التي تعد حساسة، أو نوعا من التابو لدى أصحاب السيادة في إسرائيل، عبر السنين. إلا أن استمرار الصراع، وتأثيره على الحياة اليومية في إسرائيل، جعلا موضوع الآخر العربي هاجسا لدى الكاتب الإسرائيلي، لا يستطيع أن يقفز عنه، مثلما فعل من سبقوه، لأن بعض أولئك السابقين لا يعرفون هذه الأرض إلا من خلال صورتها في التراث الديني، وبعضهم الآخر أغفل ما تلمسه حواسه، ليتعلق بما روي له من أساطير، هي التي تشكل لديه تلك الصورة الوهمية.
 

وأشار أبو بكر إلى أن الكتابات الإسرائيلية الأولى، كانت تخلو من وجود العربي على الإطلاق، وبعضها الآخر ظهر فيه العربي مثل شبح، ثم تحول هذا الشبح بالتدريج إلى نمط له صفات سلبية ما تزال الكتابات الإسرائيلية تحتفظ بها، مهما بذل أصحابها من جهد من أجل التجرد، لأنها دخلت في ثقافتهم بشكل غير عقلاني، وأصبح لا شعورية إلى حد بعيد.
 

واستعرض أبو بكر الروايات التي درسها المؤلف: "تتصاعد في الزمن، من رواية أ. ب. يهوشواع "العاشق"، التي اعتبرت أول رواية إسرائيلية تمنح الفلسطيني مساحة واسعة داخلها، خصوصاً أنها كتبت بعد حرب أكتوبر 1973، مروراً برواية ديفيد غروسمان "ابتسامة الجدي"، التي ناقشت الاحتلال الإسرائيلي وآثاره السلبية على المجتمع الإسرائيلي نفسه، إضافة إلى نهوض المقاومة الفلسطينية، رغم سلبية الموقف منها؛ وصولاً إلى رواية أشكول نبو "أربعة منازل وحنين" التي تعالج الوجود الفلسطيني، من خلال الحنين الذي لا يفارق صاحبه إلى الماضي الذي كان له، وصولاً إلى رواية عوز شيلاح "أراض للتنزه" التي توحي أن ما رصده كاتبها من محاولات إخفاء الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، أو إنكاره، هي التي قادته إلى مفارقة الأرض كلها".

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً