الأحد 02 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
قراءة نقدية في المجموعة القصصية تأسره كعادتها للقاصة . أسماء عبد العزيز- بلقيس كامل
الساعة 05:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


يطل علينا الغلاف بصورة فتاة تمسك  زهرة الفخ كما تسمى التي تتغذى هنا على الفراشات و نرى تساقط قطرات الدم نتيجة الأشواك التي تنهش في عنق و أنامل تلك الفتاة وهي تأبى إلا التمسك بها فهي ترى الجمال و تتغاضى عن القبح ... تشعر بالتفاؤل و تتغاضى عن الفراغ القاتل المحيط بها فهي تسمو فوق السحاب و تترقي بالأمل و تتمنى النجاة لتزرع تلك الأرض الجدباء خلفها و تسيقها بدمائها لتزهر ورد جوري يعبق فرحا ً و ينشر السعادة . 
 

أسماء سطرت لنا ثمان عشر قصة قصيرة بعناوين لافتة مثل مشاعر كهربائية  كناية مأساة انقطاع الكهرباء وما خلفته على العائلات  و دورة تدريبيه كناية عن أعذار الخيانة و ممنوح للغاية كناية عن المنع التام بمفردات بسيطة و تراكيب لغوية سهلة تحمل رغم بساطتها معاني كبيرة و تسلسل منساب كالشلال من قصة الى أخرى بنغمات مختلفة . من الملفت عدم إطلاق أسماء علم للشخصيات في القصة و كأن الكاتبة قصدت ذلك لتعبر عن وجود أي فتاه و كل فتاه في قصصها باستثناء أسم " أسماء " في قصة " عرض وزير" حيث ان الكل يعرف أسمها فقط و هي لا تعرف أي شخص في تلك الدورة التدريبية الي اقل ما يمكن وصفها بالغرابة التامة .... 

 

نبدأ مشوارنا ب قصة " تأسره كعادتها " تحكي عن طغيان السلطة وسواء استعمالها و مدى براءة و سذاجة القادمين من خارج المدينة و استغلالهم و يحضر هنا لقب الوزير و يعاود الظهور في قصة "عرض وزير" لتعكس نفاق ما يحدث خلف الستائر والوجوه الباسمة في الظاهر مجاملة لأصحاب السلطة و تملقهم و شرارة النظرات في غيابهم  ... واقع مرير يتكرر من يؤدونه في كل دائرة حكومية ... وللمرة الثالثة يحضر الوزير في قصة " قطع و سكر" بكبريائه و يتصرف بتعال و يتجاهل الآخرين ... في القصة الثانية بعنوان " ممنوح للغاية " تلخصها أغنية فيروز أهواك بلا أمل  والحكمة القائلة إرضاء الناس غاية لا تدرك . ثم تنقلنا الكاتبة الى عنوان جديد" تفاصيل "  حيث نجد فيها نقد للمعاملات الحكومية و مدى سخريتهم من الأشخاص و كذلك قصة "تفاصيل " التي تتحدث عن الثيم ذاته المتعلق بالدوائر الحكومية و كيفية قتل الوقت لنقاشات تافهة ... هناك خيط متصل بالقصة الأولى حيث شبهت البطلة بالبصلة ( طبقات و طبقات من الأقمشة كناية عن طريقة ارتدائها لملابس كثيرة , وهنا في قصة "تفاصيل " ناقشت قضية النقاب ) ... 
 

في قصة " غياب " تحكي عن المختفين قسريا ً  و مأساة المختطفين و التقطت لنا لحظة رجوع طفل الى حضن امه بعد طول غياب وامتزاج مشاعر الفرح بالحزن  ... في قصة " لحظة " نرى شخصيات متعددة في كبينات الهاتف حيث لخصت حيوات المتصلين ف بين ثأر يبحث عن فريسته و بين فتاة تخون أسرتها مع عاشق خفي و طفل يسرق ثواني مع ابيه و عجوز تبحث عن مأوى بعد تقدمها في العمر ... قصص مؤثرة تحكي واقع مرير .. و منها الى قصة " بيتزا " التي تحكي عن ثورات الربيع العربي و كيف ان تقليد الآخرين بدون وعي يصل بنا الى نهايات لا تحمد عقباها .. ف الطباخين هم صناع القرار و البيتزا سياسة الدولة و نظام حكمها العتيق والاجتماع كناية عن حوارات السلم التي لا تنتج سواء مزيدا ً من الحروب و ثلاثة عقود رمزية حكم بائد و في الاخير اذا كثر الطباخين فسد المرق .. ويجب نقل كل شيء ... " "مشاعر كهربائية " تحكي عن مأساة انقطاع الكهرباء و رصد لحظات عائلية في غيابها و سؤال يُطرح لو كانت الكهرباء كائن حي بماذا تشعر بعد كل هذا الهوان و الاعتداءات المتكررة الإجابة بالتأكيد الانتحار ... أما في قصة " جريمة  " سوء الظن و محاولة قتل الجمال و طمس ملامح العلم بسبب إشاعة و رؤية الأمور من منظور واحد ضيق للغاية .. "شارع الخوف " من أجمل القصص التي اعجبتني فعلا .. حين تضج افكارنا و تطفو اكبر مسببات القلق .. حين نشعر بالخوف و نتخيل تواطؤ كل الأشياء ضدنا و نتذكر أخطائنا و نلوم ذواتنا و نكون اقرب للصراحة و المكاشفة لمحاسبة الذات ... و نتفاجأ انه لم يكن هناك داع لكل ذلك لو امتلاكنا الجرأة و توقفنا لنواجه تلك المخاوف 
 

"شمس الحور " تحكي عن سوء اختيار شريكة العمر و التسرع في الارتباط و مشاكل عائلية تثقل الهموم و تنهي العمر 
"شبح " تناقش قضية عمالة الأطفال و كيف تقضي على مستقبلهم و تجعلهم لا مرئيين بالنسبة لنا 
"معروف " ومضات عن الأشخاص الذين نعرفهم و نقابلهم في مواقف مختلفة في حياتنا اليومية مثل الباص ...
" خادم" كما تدين تدان  نظرتنا الدنيوية للمظاهر و تحجيم الشخوص في مقابل كسر وقتل البراءة بالرسائل السلبية و عدم رؤية الجمال الحقيقي  فالجمال جمال الروح ...
"دورة تدريبية"   تلخص أعذار المتزوجون لزوجاتهم و تناسيهم للحاسة السادسة عند المرأة قتل بطئ لكل شيء جميل 

 

"مرآة " الاهتمام بالمظهر الخارجي و تجميله على حساب جمال الروح مصيبة الجيل الجديد واتهام المرآة و تحميلها الوزر و الجناية عليها بالتكسير لإظهارها الحقيقة  ...
في الأخير أتمنى لقلم الغالية أسماء الحياة..!! 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص