الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أيوب.. - يحيى الحمادي
الساعة 05:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مِن شُرْفَةٍ يا صِراعَ الحُلمِ والكِبَرِ
يُطِلُّ (أَيُّوبُ) لَحنًا ذابلَ الوَتَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ قَلبًا شاحِبًا.. غَدَرَت
بهِ الصِّراعاتُ غَدْرَ القَحطِ بالثَّمَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ جُرحًا.. صَمتُ صاحِبهِ
إطلالَةُ الرُّوحِ بَينَ السَّمعِ والبَصَرِ
.

 

وبَينَ جَنبَيهِ خَوفٌ واقِفٌ, ومُدًى
صَلِيلَةٌ, واحتِشادٌ حُفَّ بالخَطَرِ
.

 

ووَردَةٌ حَاصَرَتهَا النَّارُ فانكَفَأَت
كَطائرٍ مَزَّقَتْهُ الرِّيحُ بالمَطَرِ

*****
 

مِن شُرفةٍ خَلفَ هذا اللَّيلِ مُشرَعَةٍ
على الأَسَى, واضطِهادِ اللَّيلِ لِلقَمَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ شَعبًا رَوَّعُوا غَدَهُ
وأمسَهُ بالصِّراعِ الزائِفِ القَذِرِ
.

 

وأَشعَلُوا اللَّيلَ.. حتى لا نَجَاةَ بهِ..
مَن لَم يَمُتْ بالشَّظايا ماتَ بالسَّهَرِ
.

 

ما أَقذَرَ الحَربَ يا أَيُّوبُ فِي وَطَنٍ
صُعُودُهُ كُلَّ يَومٍ صَوبَ مُنحَدَرِ
.

 

يُقاتِلُ الشَّعبُ فِيها نَفسَهُ ويَرَى
رَدَّ الأَعَادِي طَريقًا غَيرَ مُختَصَرِ

*****
 

مِن شُرفةٍ غادَرَتها كُلُّ أُغنيةٍ
وطائرٍ, مُذْ رَمَاها كُلُّ مُحتَقَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ أَرضًا أَهلُها سَفَكُوا 
ضِياءَها, كي يُعيدُوا عَصرَها الحَجَرِي
.

 

ثارُوا على كُلِّ نَبضٍ في جَوَارِحِها
وخَلَّفُوا الجسمَ لِلطاعُونِ والجُدَرِي
.

 

ومَزَّقُوا وَجنَتَيها بالصِّراعِ على
تَقَاسُمِ الوَهْمِ بَينَ الطَّيفِ والأَثَرِ
.

 

لَم يَحذَرُوا الغَدرَ بعدَ البَطشِ, فانتَكَسُوا
هَل يُهلِكُ الناسَ إلَّا قِلَّةُ الحَذَرِ!

*****
 

مِن شُرفَةٍ حُوصِرَت بالمَوتِ, لَيسَ بها
مِن مُؤْنِسٍ, أو حَبيبٍ ساعَةَ الكَدَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ حُلمًا نازِفًا دَمَهُ
على المَوَاقِيتِ.. حتى لَاتَ مُصطَبَرِ
.

 

جِرَاحُ أَيُّوبَ زادَتْ حَولَ شُرفَتِهِ
وقَلبِهِ, واستَبَاحَت وَردَهُ (الصَّبِرِي)
.

 

كَأَنَّمَا كُلّ جُرحٍ في البلادِ على
ضُلُوعِهِ السُّمْرِ صَخرٌ حَطَّ مِن سَقَرِ
.

 

وقَلبُ أَيُّوبَ أَرضٌ.. كُلُّها مُدُنٌ
حَبيبةٌ, زَرعُها لِلطَيرِ والبَشَرِ
.

 

في قَلبِ أَيُّوبَ أَلقَى شاعِرٌ يَدَهُ
فَلَم يَجِدْ غَيرَ شَعبٍ بالإِخاءِ ثَرِي
.

 

مَن أَيقَظَ الحَربَ في عَينَيهِ! فازدَحَمَت
دُرُوبُهُ بالنُّعُوشِ الغُبرِ والصِّوَرِ!
.

 

مَن حَوَّلَ الشَّعبَ قطعانًا تُساقُ إلى
هَلَاكِهَا فاستَطَابَ القَفزَ في الحُفَرِ!
.

 

ما أَبشَعَ الحَربَ يا أَيُّوبُ.. كَم قَتَلَت
وكَم سَعَت لِاغتِيالِ الدِّينِ والفِطَرِ

*****
 

يا (بابَ مُوسَى) سَلامٌ.. هل أُصِبتَ كَمَا
قالَ المُذِيعُ؟ :وماذا قالَ في الخَبَرِ؟!
.

 

قالَ الذي كُنتَ تَخشَى قَبلَ أنْ يَصِلُوا
صَارَ "اليَهُودِيَّ" هذا الكَادِحُ (الحُجَرِي)
.

 

مَوْتانِ في البَابِ.. مَوتٌ سَاقَهُ نَفَرٌ
إلى البلادِ, ومَوتٌ جاءَ بالنَّفَرِ
.

 

في البابِ قَتلَى وجَرحَى لَستَ تَعرِفُهُم
عاشُوا وماتُوا لِزَرعِ الحُزنِ في الأُسَرِ
.

 

قَتلَى وجَرحَى.. و ا يَدري القَتيلُ ولا
يَدري الجَريحُ لِماذا جاءَ لِلقَدَرِ!
.

 

حُزنٌ ثَقِيلٌ.. وخَوفٌ كَم تُضاعِفُهُ
هذي المَتَاهَاتُ بَينَ المَوتِ والسَّفَرِ
.

 

ما أَطوَلَ الحَربَ يا أَيُّوبُ إن رَبَطَت
رُجُوعَهَا بانتِصارٍ غَيرِ مُنتَظَرِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً