- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مركز ابحاث: يكشف تغييرات الحوثيين للمناهج الدراسية لغسل أدمغة ملايين الطلاب والطالبات (تقرير)
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
بينما كنت أطالع ذلك الشعاع الساقط من عامود الكهرباء على ناصية الشارع، المنسل عبر إحدى شقوق النافذة، و إذا بي أشعر به يجذبني إليه بشده، فمرقت بأفكاري عبر ذلك الشق أتتبعه حيث كان يجرني رويداً، رويدا باتجاهها.
ذكرى لقاءنا الأول. الصدفة التي أختلقتها باتصال خاطئ، التي تلتها ليالٍ من الوجد والهيام عبر الهاتف، ثم اللقاء الأول والملامسة الأولى، وذلك الطيف الذي بات واقعاً ملموساً، واقعاً يفوق جميع خيالاتي الخصبة الجامحة أحياناً، ولعبة العصا والجزرة التي مارستها عليها عدة أشهر بانتظار هذه اللحظة .
مخاطباً نفسي تساءلت: هل حقاً أحبها؟!
وعلى مايبدو أن الإجابة الراقدة في أعماقي كانت بانتظار أن يطرح هذا السؤال، الذي لم آذن لنفسي طرحه من قبل.
- أنا لاأحب فيها أكثر من تلك اللعنة! لعنة اللحم والدم؛ في الحب بالنسبة لي يأتي الجسد أولاً، وبقية الأشياء قد تأتِ في المرتبة الثانية، العشرين، أو حتى الخمسين .
الجسد أولاً.. و البقية في المقام التالي، حتى الجسد نفسه توجد فيه مقامات، هناك مناطق في جغرافية المرأة تأتي في المقام الأول.
ثم أن المرأة نفسها تدرك ذلك جيداً، تدرك أن جسدها يمثل رقم صعبًا في المعادلة التي تجمعها بالرجل، لذلك توليه اهتماماً كبيراً بتغذيته. أكثر من اهتمامها بتغذية روحها. كيف تولّد لديها هذا الإدراك؟
هكذا أرى المرأة جسد وشهوة، بالنسبة لي أنا على أقل تقدير، أنا الذي أعتنقت لعنة اللحم والدم وآمنت بها منذ صباي. ولطالما حاولت أن أنصف الإناث، في أفكاري، وذلك أضعف الإيمان ولم أُفلح. لم أتمكن يوماً من فهم طبيعتهن وإن حاولت جاهداً، أقف دوماً على عتبة أفكاري عن الأنثى متسائلاً:
- هل تتحمل المرأة مسؤولية الدور الذي تقوم به أم أنها تكتفي بالقيام به فقط ؟
فمثلاً زوجة تدخل المطبخ، وتطبخ الطعام لزوجها وأطفالها؛ هل تتحمل هنا مسؤلية الطبخ، أم أنها فقط تقوم بدور الطباخة؟! والأم التي تربي أبناءها، هل تتحمل مسؤليتهم، أن فقط تقوم بدور المربية؟، حتى هذه العشيقة التي أنتظرها؛ ترى هل تتحمل مسؤلية العشق، أم أنها فقط تمثل ذلك الدور؟ ..
من النافذة المشرعة تقفز قطة على صدري في الظلام، وتقطع خيط أفكاري.. ألقيت بها جانباً بكل ما أوتيت من قوة، أطلقت صوت مواء حاد وعادت تقفز من الشرفة إلى الخارج، كان جسدي يرتعد كاملاً نتيجة الخوف والارتباك الذي سببته لي تلك القطة. بقيت متخاذلاً في مكاني لا أقوى على حراك، محاصراً بالظلام من الخارج، وبالسأم والضيق من الداخل.
طرق الباب؛ هرعت صوبه متخبطاً في الظلام متجاهلاً تلك الشمعة على يساري. فتحت الباب فانسكب عطرها إلى إعماقي وأمست براكين الانتظار، التي تفور حممها بداخلي، برداً وسلاماً.
دلفتِ إلى الداخل، أغلقت الباب بخفة، إلا أنني قد سبقتها إلى الحجرة وأوقدت شمعة أخرى، تأملتها وهي تثني ردفيها المثقلين بخمرة الأنوثة، لم يتفوه أحدنا بكلمة واحدة، تركنا عينينا تقول ما عجزت عن قوله ألسنتنا.. تتعاتب، وتتصالح.. قوة ما تشدني نحوها وأخرى تجذبها بأتجاهي.. طوقتها بذراعي وضممتها إلى صدري بلهفة العاشق العذري، وبعد أن تمنعت، أذعنت..
كانت تطرق بعينيها في إتجاه الشمعتين، حين كانت عيني تلتهمها لقمة واحدة، بأطراف أناملي رفعت ذقنها ولثمت شفتيها الشهيتين، أزاحت وجهها وترنحت إلى الخلف، جذبتها بشدة فترنحت، وشمت قبلة على عنقها، خلعت جلبابها بخفة، وبخفة أكبر بقية ثيابها، تحسست صقيع أطرافها وإستدارة نهديها الناعمين، كانت مستسلمة تماماً لعبث أناملي التي تستكشف جغرافية ذلك الجسد الأنثوي المُثمل، أطبقت كفي على ظهرها وتركت شفتي تلثم كل موضع على جسدها. تماهينا معاً، انصهر كلٌ منا بداخل الآخر وطفنا حدائق بابل، وبرج إفل، ومدائن كسرى. إلى أعماق اللذة والألم غصنا، سكارى منتشين باللذة كنا.
كل هذه النشوة تشق رأسي، وأعود من بعيد جداً من أحلام اليقظة لأجد نفسي غارقاً في العرق والظلام، أول ما تبادر إلى ذهني تلك اللحظة (الشيطان)، مشهد محموم كهذا ليس إلى من صنع الشيطان، خاطبته جهراً:
- أدرك وجودك وأستشعره، لا حاجة لك أن تختبئ، بأمكانك أن تتجلى على أي هيئة شئت فلن تخيفني، على النقيض تماماً في لحظة كهذه سيسليني كثيراً أن أحادثك لبعض الوقت. كنت على يقين أنك ستكون حاضراً؛ حتماً لا يمكنك أن تفوت أمسية كهذه.
- أصبت. حتماً في أمسيات كهذه عادة ما أكون حاضراً، ولكن حين يتعلق الأمر بك أنت أتردد كثيراً، وحين أحضر، أحضر من باب التعلم ليس إلا، لطالما كنت تلميذاً في حضورك.
-لا.. لا تتواضع! هذه الصفة بالذات لا تليق بك، فقط كن على طبيعتك. دعك من هذا كله، كما تعلم إنها لم تأتٍ بعد، على ما يبدو أحدنا لم يقم بعمله بشكل جيد.
- بالنسبة لي هممت أن أتدخل ذلك المساء حين كنت أنت تحاول أقناعها بالمجئ، ثم اكتفيت بالملاحظة والإنصات، لو أنني حاولت أغواءها في تلك اللحظة لما أجدت ذلك بطريقة أفضل منك.
-أصمت.. لم تصر على إستفزازي، بمحاولتك إظهار ما لا يليق بك؟ أي شيطان وضيع أنت؟. آسف على ثورة غضبي هذه، بأمكاننا أن نغير الموضوع إن شئت، هناك سؤال يتعلق بك يشاغلني منذ زمن. هلا أخبرتني لماذا طوال هذه العقود والأزمنة لم تفكر ولو مرة واحدة في التوبة؟... كنت أعلم أن هذا السؤال سيعكر صفوك، وأنك لن تجيب عنه مطلقاً؛ إرحل. لم أعد أطيق محادثتك.
الساعة الآن تجاوزت السابعة والنصف، والشمعة بدأت ترقص رقصتها الأخيرة، وتلك الفتاة على الطرف الآخر من الهاتف لا تفتأ تخبرني بأن الرقم مغلق أو خارج نطاق التغطية. وهي لم تأتِ بعد وما زلت أنا والشيطان ننتظر.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر