الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
ﻏﺰﻝ ﺃﺻﻔﺮ - أحمد جابر
الساعة 19:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺸﻮﻕ ، ﻭﺧﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻝ ، ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺾ ، ﻛﻞ ﺷﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ، ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﻳﻔﺴﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ، ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻳﺪﻱ ﺑﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻻﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ، ﻣﻠﻤﺴﻬﺎ ﻧﺎﻋﻢ ﻳﻨﺴﺎﺏ ﻛﺎﻟﺤﺮﻳﺮ ، ﺃﺟﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺃﻣﺎﻣﻲ ، ﺗﺘﻌﺮﻯ ﺩﻭﻥ ﺣﻴﺎﺀ ، ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻳﺮﻗﺒﻨﺎ ﺑﻌﻴﻦ
ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ، ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺟﺎﺣﻈﺘﺎﻥ ، ﻳﺨﻔﻲ ﺧﻠﻔﻬﻤﺎ ﺭﻋﻮﻧﺔ ﺫﻛﻮﺭﻳﺔ ، ﻛﻢ ﺃﺭﻏﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﻔﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻼﻡ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺠﻠﻰ ،ﻭ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻬﺎ ، ﺗﺒﺪﺩ ﻣﺪﺍﺩ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻓﻴﻨﻜﺴﺮ ﺗﺤﺖ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ ، ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ، ﺍﺗﺼﻔﺢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺃﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ، ﺃﺣﺸﺮ ﻭﺟﻬﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ، ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻴﻪ ، ﺗﺸﻌﺮ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﺃﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺎﺳﻨﺠﺮ ، ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻧﻲ ﺃﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ، ﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ، ﺍﻏﻠﻖ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ، ﺃﻋﻮﺩ ﺃﻓﺘﺶ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺘﺐ ، ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻹﻋﻴﺎﺀ ، ﺃﺗﺜﺎﺀﺏ ﺑﻜﺴﻞ ، ﻭﺍﻓﺘﺢ ﻓﻤﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ، ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻳﺘﻜﺪﺱ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻋﺒﺜﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻴﻪ ، ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺗﺤﺘﺮﻕ ، ﺗﺬﺭﻑ ﺩﻣﻮﻋﺎ ﺳﺎﺧﻨﺔ ، ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻟﻢ ﺃﺑﺎﻟﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻐﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻭﺃﻟﻢ ، ﻏﻔﻮﺕ ، ﺩﺍﻫﻤﻨﻲ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ، ﺟﺜﻢ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻮﻕ ﻋﻴﻮﻧﻲ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻠﻜﻨﻲ ، ﺃﺷﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ، ﺟﻮﺍﻟﻲ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻘﻲ ﻣﺼﺮﻋﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺃﺧﺬ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺭﺟﺎﺀ ، ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ، ﺃﻃﻠﻖ ﺻﺮﺧﺎﺗﻪ ، ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ، ﺭﻛﻠﻮﺍ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﺃﻓﻘﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻲ، ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻠﻲ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ، ﺍﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ، ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺗﻄﻠﻖ ﺷﺮﺍﺭﺍﺕ.


ﻭﻟﻬﺐ ، ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﻳﺘﻤﺘﻢ
ﻟﻲ :
ﻻ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﻟﺪﻱ ﻃﺎﻗﺔ ﺷﻤﺴﻴﺔ ، ﻟﻦ ﻧﺪﻋﻚ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ !!!!

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص