الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مسالك القراءة والقراءة المضادة - د . حسن اليملاحي
الساعة 16:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

- تقديم:

من عادتي المواظبة على حضور الموائد النقدية التي تهم توقيع بعض المتون السردية او الشعرية والنقدية، أو قراءتها نقديا. وقبل هذا، أحرص على قراءة المتن المحتفى به قبل موعد اللقاء يكثير،كي أتبين الأمر وأكون في الصورة.ومن خلال هذه المواظبة - التي دامت طويلا - خلصت إلى جملة من الملاحظات، أختصر البعض منها في الآتي:
 

- دعاوي القارىء:
- أ- الكثير من القراءات تأتي مواكبة للنص، وهي تفككه وتعيد تركيبه من حيث الدلالة والمبنى. كما تساهم هذه القراءة في تسليط الأضواء على مناطق النص الظاهرة والغابرة،فتجعل المتلقي الحاضر كما لوأنه قرأ النص من خلال الحصيلة التي يوفرها له الناقد. فيسارع الحضور للبحث عن العمل، والعمل على اقتنائه والحصول عليه.

 

-ب- أمام بساطة بعض الأعمال،يلجأ بعض القراء إلى الثناء عليها وعلى صاحبها من دون مصوغات نقدية.وذلك من خلال اللجوء إلى بعض الحيل والتلاعب بالكلمات الكاذبة التي تروم تعويم الجمهور وإيهامه بأهمية هذا العمل.
 

في حقيقة الأمر فإن مثل هذه القراءا ت التي تعتمد الافتراء والكذب مرجعا وأفقا لها، تمثل من حيث القيمة إساءة بالمعنى الرمزي لصاحب النص والكتابة والجمهور،لأن القراءة - في النهاية - هي بمثابة ميثاق وجب احترامه. 
 

- ج- بعض القراءات لا ترتبط بالنص وتبتعد عنه. ومن بين أسباب هذه المعظلة، عدم إيلاء هذا المتن الوقت الكافي لاستكناه معالمه الفنية والجمالية والموضوعاتية.إلى جانب فقدان - هذه القراءات للجانب المنهجي الذي يسمح معه بترويض النص وتطويعه.فتتحول معه هذه القراءة - بحضور المحتفى به - إلى فرجة بطلها القارىء.
 

- في دعاوي المحتفى به: 
 

أمام الحالة هذه،لابد من الوقوف بين يدي موقف الكاتب،واستعراض رأيه في الموضوع.وفي هذا الحالة نشير أن رأي الكاتب لا يخرج عن رأيين:
 

- الأول: 
 

يتمم القراءة ويجيب عن بعض الأسئلة التي انتهت إليها. فتكون قراءة الكاتب منسجمة مع قراءة القارىء من خلال التماهي مع أفقها.هكذا تتحقق المتعة وتعم الفائدة لدى جميع الحضور. 
 

- الثاني:
 

يتحفظ عنها -أي القراءة- ،ويتجنب الخوض في ما انتهت إليه،من خلال الثناء عليها وعلى صاحبها، مطبقا في ذلك قاعدة" لكل مقام مقال. والحق أن ما يهم الكاتب هنا،هو التواصل مع الجمهور وإبلاغه مع عجزت عن إيصاله هذه القراءة.
 

وقد نجد أنفسنا أمام كاتب من نوع ثالث، وهذا النوع يحسم المعركة منذ البداية من خلال اقتراح من سيقرأ له.لأنه- مبدئيا- يعترف بكفاءات وتجارب بعض القراء في القراءة. ويبدو أنه- الكاتب- مل من سماع بعض الأسطوانات النقدية التي تتردد في أكثر من محفل، أو لا يريد سماعها. 
 

خاتمة:
 

أعتقد أنه للنهوض بالقراءة والإبداع، لا بد من الالتزام بمعايير القراءة والكتابة.وهكذا سيبدو العالم أفضل بكثير مما عليه. نفكر هنا في عالم الكتابة.لأن القراءة - في النهاية - هي كتابة على كتابة.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً