الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
خمرة بوح - ثابت المرامي
الساعة 12:16 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

جسدك الناحل يقتل فيني الأزمنة ويشرب خمرة الوجع بين أوصال هذا التراب , أتدرين أمزجي كل أجساد النساء التي لا تعنيني وإصنعي منهن ممسحة لنظاراتك التي تحمل في عدساتها سحر وبرق وانظري إلى صدري . وخذي منه ما شئت من الكلمات واصنعي منها لحنا أو أغنية أو قنديل , أو عقداً من ورود وغزل بنات . وما بين الكلمات مقاطع من صمت وهوامش بيضاء وشطآن ,, 
 

خذي ما شئتي من كلمات .. وأدخليها في مغزل واغزلي منها قصيدة أو قرطاً لآذناك أو عقداً تتدلى منه قيثارة واجعليها ترقص وتغني , اصنعي منها صورا بألوان حلمك , اصنعي منها صلاه بحجم فرحك وحزنك , 
 

اجعليها سفينة ورقيه واصعدي بها أنهارا وينابيع من فردوس , خذي ما شئتي من كلمات واجعليها ولولة , زمجرة , صراخاً , جرحاً , عزله , حباً ناقصاً يبحث عن ضياع .. 
 

خذي ما شئتي من كلمات واصنعي منها أزهارا أو أسلحة .. وان لم تعجبك اصنعي منها أنفاسك أو نبضات قلبك , اصنعي منها أعرافاً جيده بعلم جديد تغير أشكال الوجود , أو بصاقاً في وجه العقبات التي تمنع حريات الإنسان .. وإن لم تستطيعي أصنعي مغفرة كبرى من كتان أبيض تغطي به من لا يعلمون ماذا صنعت أيديهم . أصنعي منها سوطاً لا يرحم , او كلباً مضروباً عاد الى سيده يتوسد حضنه .. 
 

خذي ما شئتي من القصائد واصنعي منها انطلاقات لا تحصى , اجعليها تعيد هذا العالم المجزرة إلى رشده حتى آخر قطرة فيه .. اصنعي منها درعاً ضد الهمجية المتحضرة التي تتهجي برقية موتى مجهولين ..
 

خذي ما شئتي من كلمات واصنعي منها ربيعا عائداً بكل اللهجات بكل اللغات التي ستغني لنا . اجعليها تغني فالغناء روح الحياة , او اصنعي منها حجارة مبعثرة تقذفين بها كل غبار القيلولات , خذي ما شئتي من الكلمات وأخرسيها لأنها لا تعلم آنها تقتات منك ومني كل هذا الهباء ,
أتعلمين سيدتي .. يا من تعشقين هذا التراب ,أرفعي إلى إذنك ترنيماتي ليثمل ما تبقى من جسدك المثقل بوطن الغباء ..

 

أو صدقيني ,, أصغي إلى أنشودة الدنيا عميقة الألحان ولا تنطقي بكلمة , لأن الكلمات ماتت على عتبات عقول تنفث النار ..
أتعلمين ... أرجوكي أصنعي لي ناي من صوتك وغنيه ...!!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص