أكد وزير خارجية المجر بيتر زيجارتو، أن مصر تلعب دورا مهما في محاربة إرهاب “داعش” الذي يشكل تهديدا عالميا بشكل يومي، مضيفا أن المجتمع الدولي يجب عليه أن يكثف من جهوده لمواجهة هذا الخطر لأنه لكما كان النجاح أقل في هذه الجهود كلما شكل ضغطا علي هجرة اللاجئين إلي أوروبا.

وقال وزير الخارجية المجري -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط عقب مباحثاته اليوم السبت مع وزير الخارجية سامح شكري- إن المجر لم تتلق حتى الآن أي أدلة تثبت سقوط الطائرة الروسية بفعل قنبلة، وبالتالي لن تتخذ قرارات تقود إلى نتائج تؤثر بالسلب على الاقتصاد المصري، وإنه من مصلحة الاتحاد الأوروبي و المجر اقتصاديا واستراتيجيا أن تظل مصر مستقرة سياسيا واقتصاديا، ولهذا لم تعدل الحكومة المجرية نشرة السفر الخاصة بالسائحين المجريين، لأننا ندرك أنه سينتج عنها خسائر للاقتصاد المصري وهذا يعرضها لعدم الاستقرار.

وأضاف أن بوادبست تكن احتراما وتقديرا كبيرين لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته لتطوير مصر اقتصاديا واستراتيجيا واجتماعيا، مشيرا إلى أن مصر تعد شريكا وحليفا استراتيجيا للمجر، وتحتل المرتبة الأولى كشريك تجاري للمجر في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأوضح زيجارتو أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 323 مليون دولار العام الماضي مسجلا أعلى قيمة تبادل منذ 25 عاما، كما سجل التبادل التجاري زيادة بنسبة 19 في المائة في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، معربا عن تطلع بلاده إلى التعاون مع مصر في عدة مشروعات؛ من بينها المفاوضات الجارية حول مشروع السكك الحديدية ومشروعات أخرى في الإسكندرية.

وأعرب عن رغبة المجر في تنظيم دورات تدريبية للعاملين في المشروع النووي المصري، مؤكدا امتلاك بلاده خبرة واسعة في هذا المجال، كما توسع من تعاونها مع روسيا في هذا المجال، مشيرا إلى أن 43 في المائة من إنتاج الطاقة الكهربائية في المجر من محطات نووية.

وفيما يخص رؤية بلاده بشأن الأزمة السورية، شدد زيجارتو على ضرورة وجود اتفاق بين حلف الناتو وروسيا حتى يتم حل الأزمة في سوريا، قائلا إنه “بدون تنسيق التحركات فلن يؤدي التحرك الروسي في حل هذه الأزمة بل سيعمقها”.

وحول الأوضاع في ليبيا، أكد وزير خارجية المجر أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد، وأن يوضع إطار مؤسسي لدولة موحدة تعمل على تحقيق الاستقرار.

وردا علي سؤال حول أزمة اللاجئين في أوروبا، قال زيجارتو إن أوروبا تواجه أخطر تحد لها منذ إنشاء الاتحاد الأوروبي، جراء التدفق الهائل للمهاجرين واللاجئين الذين يتوافد عشرات الآلاف منهم يوميا عبر الحدود الأوروبية، وأنهم سوف يشكلون عبئا على كاهل أوروبا في غضون وقت قصير، مضيفا أنه لا يوجد إجماع داخل الاتحاد حول كيفية مواجهة هذا التحدي، لكن هناك إجماع حول أهمية التعامل مع أسباب الأزمة.

واختتم وزير خارجية المجر تصريحاته بالقول “إننا (أعضاء الاتحاد الأوروبي) نحتاج لمواجهة هذا التحدي إلى تحالف استراتيجي مع دول مثل مصر التي تلعب دورا محوريا في استقرار شمال إفريقيا والشرق الأوسط وهي منطقة تعاني من الحروب”، مؤكدا تطلع بودابست إلى التعاون مع مصر.