الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
في الزنزانة - مروان الشريفي
الساعة 19:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


"انهضوا يا كلاب" 
 

اصبحت هذه الكلمة بمثابة تنبيه له ومن معه في الزنزانة بعد منتصف كل ليلٍ, ليبدأ بعدها جمعهم في مساحة ممتلئة بالوحوش البشرية, حين ينتهوا منهم ويزعجهم الأنين يتركوهم لأخرين يسحبوهم تترا إلی أماكنهم المظلمة, من يفيق منهم يحمل جسده المنهك متجهًا نحو الزاوية, هناك يوجد الماء وبعض من كسر الخبزِ التي تمنحهم مواصلة الحياة لمنتصف ليلٍ آخر.
 

فز من نومهِ بعد ان أزعجه "السعال المتكرر" لأحدهم, لا يعلم كم من الوقت قضاه نائمًا, رفع رأسه نحو الأعلی حاول أن يتذكر وجوه رفاقه في ساحات النضال, ممتنًا للقدر لو جمعه مع واحدٍ منهم في هذا المربع الضيق, رسم في خياله نجومًا كثيرةً في ليله الحالك, تمتم ببعض الهتافات الثورية, حين أزعجه شخير من بجانبهِ, ألصق أحد أذنيه للجدار مغطيًا الأخری بيده المتعافية, تخترق تلك الكلمة الجدار, نهض ومن معه لتلقي الجرعة المعتادة في هذا المكان, حين اعادوه شعر لأول مرة أنهم لجّوا في تعذيبه , أيقن بإن من في الساحات لقنوهم درسًا جديدًا في الثبات.
قال بعد إن ألجم نحيبه: كم سنظّل هُنا؟ 
رفع ذلك العجوز رأسه قائلاً: ألاَّ يكفيك ما يضعونه في تلك الزاوية لتسأل مثل هذا السؤال.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص