الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تغطية لحفل توقيع"بريد الفراشات" للشاعرة حسنة أولهاشمي - حسن بواريق
الساعة 11:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

التغطية الكاملة لحفل توقيع " بريد الفراشات " للشاعرة المتميزة حسنة أولهاشمي يوم 25 أكتوبر بالدار البيضاء
 

عاش فضاء نادي الهمداني يالدار البيضاء بالأمس للاحد 25  أكتوبر 2015 حفلا بهيجا من تنظيم مجموعة غاليري الأدب احتفاء بالشاعرة المتميزة والمتفردة الاستاذة حسنة أولهاشمي
 

حضر الحفل ثلة من المبدعين والمثقفين من صديقات وأصدقاء الشاعرة في مقدمتهم القاصة المغربية القديرة السعدية باحدة والزجال الكبير شيخ الزجالين المغاربة السي ادريس أمغار المسناوي والفنان المغربي العالمي محمد سعود مصمم لوحة الغلاف اضافة الى العديد أعضاء الغاليري وكذا أفراد عائلة المحتفى بها وعلى رأسهم والدتها والذين تجشموا عناء السفر من مختلف المدن المغربية من تيفلت القنيطرة ومن سلا والرباط والجديدة وأبي الجعد وقد أدارالحفل بحنكة ومهارة المدير العام للمجموعة الأستاذ القدير مصطفى لغتيري ، الذي استهله بالترحيب بالشاعرة حسنة أولهاشمي وبالحضور ونوه في كلمته بديوان بريد الفراشات وبالشاعرة مشيدا بخصالها الحميدة وليعطي الانطلاقة لابتداء فقرات الحفل بأول فقرة المخصصة للقراءات النقدية في الديوان , لتتناول رئيسة الغاليري الشاعرة القديرة سعدية بلكارح الكلمة من اجل تقديم قدمت قراءة عاشقة في ديوان ( بريد الفراشات ) والتي استهلتها بكلمة جميلة في حق المحتفى بها ومما جاء فيها
 

( الى القامة البهية , شاعرة اللغة وانهار الجمال , الى الدفق الغزير , الى الماتحة من ينابيع الفصاحة حسنة أولهاشمي .... ) لتسترسل بعد ذلك في قراءة ورقتها حول الديوان والتي سأدرجها مستقلة في مكان آخر بصفحات الغاليري , وبعد ذلك قدم الاستاذ مصطفى لغتيري الورقة النقدية الثانية
تحت عنوان ( مميزات الشعرية في " بريد الفراشات " للشاعرة المغربية حسنة أولهاشمي ) جاء فيها

 

لم يعد خافيا على أحد أن القصيدة المعاصرة قد أولت اهتماما كبيرا للصورة الشعرية كتقنية كتابية، تسعفها في تعميق المعنى عموديا، والحفر عميقا في أرضية الدلالة، كما أنها تساهم في التجسيد البصري لما تسعى هذه القصائد إلى التعبير عنه، وقد وعت الشاعرة المغربية حسنة أولهاشمي هذا التحول العميق في تقنيات الكتابة في قصيدة النثر، لذا ف"المطلع على قصائد ديوان"بريد الفراشات" سيلاحظ -لا محالة- هذا الحضور القوي للصور الشعرية" كما جاء في تقديم الديوان.
ومن خلال تأملنا في الصور الشعرية، التي زخرت بها قصائد الديوان استوقفتنا مجموعة من الملاحظات، التي نرى أنها تستحق الاهتمام، محاولين إثارة الانتباه إليها بنوع من الإيجاز غير المخل بالمعنى، آملين أن يتوسع النقاد فيها بكثير من التفصيل:

 

- الحركة:
على عكس الصورة الشعرية في القصيدة التقليدية، التي توسلت بالتشبيهات والاستعارة والمجاز عموما، محاولة أن تقدم نوعا من المشهدية الشعرية المختزلة، غير أنها ظلت صورا ثابتة تغلب عليها السكونية، وهذا ما نلمس أن الشاعرة حسنة أولهاشمي تجاوزته بكثير من التفوق، فصورها الشعرية تتميز بكثير من الحركة، ولعل توظيفها للفعل في نسج هذه الصور قد ساعد على تحقيق ذلك، ومنها قولها:
رسمتني زرقة تمتص شرود السماء
الشمس تروض شروقك
على رقصة المساء.

 

فالقارئ سيلاحظ- بدون شك- الحركة والتوتر اللذين يميزان الصورة الشعرية في هذا المقطع الذي ليس سوى نموذج لتعامل الشاعرة مع صورها، حيث نجد طغيان للفعل، والفعل المضارع تحديدا، لأن هذا الفعل يتميز ببعده الحركي التجسيدي، الذي لا غبار عليه، تقول الشاعرة:
أتسلق قمة الحنين
يدحرجني صخر الغياب
أسقط في مهد تيهك.

 

- ميسم الغرابة:
لا بد أن المتلقي لقصائد ديوان "بريد الفراشات" للشاعرة حسنة أولهاشمي سيلاحظ لا محالة نوعا من الغرابة التي تلقي بظلالها على الصور الشعرية في القصائد، ولعل هذا الملمح ليس بغريب عن القصيدة الحديثة، فقد اجترحته موجة الحداثة مع رامبو ووبودلير، صور تجمع ما بين المتناقضات، وتمتح إشاراتها ورموزها من اللاوعي الفردي والجماعي، تقول الشاعرة:
تحمر وجنتا الريح
تهتز تنورة السنين
ويتعرى جحر الأنين.
ومما يزيد من غرابة الصورة الشعرية في الديوان أنها صور مركبة بعيدة عن البساطة، تتراكم بعضها فوق بعض، مكونة مزيجا مركبا ومعقدا ، قد يكون في أحد مستويات التأويل معادلا موضوعيا لتعقيد الحياة، تقول الشاعرة:
تصفف العذارى
على خصر الريح
مقاليع وحجارة
تلملم السواعد رغيفا طازجا
تندلق تراتيل حامية
بين ساقي نار الذاكرة

 

- الحقل الدلالي للجسد:
يتميز معجم الصور الشعرية في القصائد بطغيان الحقل الدلالي للجسد، وهو حقل طاغ على الديوان ككل كموضوعة أساسية فيه، لذا لم تسلم الصورة الشعرية من هذا الحضور، تقول الشاعرة:
شفتاه تتلوان قبلة
لفتها الريح على معصم البحر
حملتها الريح على معصم البحر
وتقول في مكان آخر:
لم يبق في الشاطئ
إلا رسائل تربت على ظهرها يد الرمال.

 

- ازدواجية الرؤيا:
إن قراءة متأنية لقصائد الديوان تشعر المتلقي بنوع من التجاذب ما بين طرفي نقيض، ففي صور بعينها نجد التشاؤم حاضرا بقوة، يمثله التعب والموت والعدم، فيما نلمس في صور شعرية أخرى نوع من التفاؤل والتمسك بالأمل ممثلا في الحلم في كثير من الأحيان.
فبالنسبة للنموذج الأولى المتسم بتشاؤمه المفرط ، نقرأ قول الشاعرة:
تقفز الحيرة على عمر ضئيل
تنبلج أنياب ليل ساخر
يخرس المدى
ويغيب ضوء النجوم.

 

إنه التغني بالغياب والاندثار والعدم، ويبقى الحاضر الغائب هو الموت الذي تحلن الشاعرة عن ظهوره سافرا في صورة شعرية أخرى تقول فيها:
على ساق النخيل
طبعت الريح قبلة وداع قريب
ووعدت قبل الرحيل
بلسعة موت ثائر.
لكن هذه السوداوية تقابلها روح مبتهجة سرعان من تنتفض متمردة منتصرة للحلم والأمل، أي للحياة، تقول الشاعرة:
بأنامل نحيلة تحيك وسادة الحلم
تنسج رسوما من ماء
على أديم أرض دامعة

 

إنه الإيمان العميق بالحق في الحياة والحق في الفرح، رغم الهموم والأحزان الذي تطوق الكائن في وجوده السيزيفي، الذي لا تزيده الأيام غير إمعان في القسوة، بيد أن الشاعرة تنتصر في نهاية المطاف لبهجة الحياة، متخذة من فراشاتها الجميلة رمزا لذلك، تقول الشاعرة حسنة أولهاشمي:
يوم جديد تتسلل بجرأة
تفتح العصافير حقائب السماء
تسابقها الفراشات
تتغنج في فساتين شق صمتها لحن غابر
تتمايل حين تندلق من حلقها
مواويل تسكب جموح بلدة غجرية..

 

 

وبعد هذه القراءة القيمة , تناولت المحتفى بها الكلمة وقالت :
مساء الشعر
مساء المحبة
مرحبا بالحضور الكريم
لقاء اليوم هو فرصة ثمينة , تتلاقي فيها أرواح صادقة , عشقت الكلمة وأخلصت لحفيف سرها , أرواح كريمة وفت وبحب لبت النداء , لنداء القيم , لنداء الأدب , لنداء الشعر كانت الوجهة واحدة , ووازع واحد دفع قلوب الحاضرين بمشاركتنا هذا الحدث , هو وازع النبل ولا شئ غير النبل .. لقاء اليوم يورق بهجة ستخلد في الذاكرة والوجدان , بهعجة تضمر وتظهر ارتباطنا القوي وتعلقنا بفتنة تسكننا , ونأمل أن نسكنها , فتنة الشعر فالشعر نعمة الأدب النفيسة , التي تبيح لعلشقها التيه في متاهة الوجود , بالشعر يتحقق الارتواء بعفوية الكون , وبه نلامس عمقه في نفس الآن , بالشعر نتقفى أثر الحلم مهما بعد ونأى , به نحيى حيوات بديلة تهبنا حق الموت في شساعة الحياة , نطمح لسلمها وأمنها وشغبها ...

 

وجهتي اليوم قلوبكم الرحبة ومبادئكم المتينة , استعرت أجنحة الفراشات لآحلق في علياء روحكم المعطاء , أسرعت لاحتضان نوركم الموزع بسخاء , أحمل في دمي بريدا ملء السماء يصيغ احتراما وحبا نادرين , اليوم كما بالأمس تفعلون سموكم الانساني , آل غاليري ... غاليري بيتنا العتيد , ولجناه كقطعة بياض طرية , كنذف عناد لذيذ , استقبلنا بكرم ومحبة , عند عتبته بصمنا عهد الوفاء ووقعنا وثيقة الجد والتحدي والعطاء , هو الغاليري حاضن رعشلت اقلامنا , صانع فرحنا الطري ... شكرا له ولرائده المتفاني , داعم والمساند الجميع , مدير المجموعة الآستاذ القدير مضطفى لغتيري هذا الفرح الفريد , شكرا لجنوده الأكفاء :
 

الرئيسة الأستاذة الغائبة الحاضرة فينا السعدية باحدة , الرئيسة القديرة المجدة الراقية سعدية بلكارح , الحكيم الأديب العميق والمبدع الانسان سي حسن بواريق , الصامدة المبدعة الرقيقة رحيمة بلقاس , النشيط المثابرسي محمد لفطيسي , الراقية المبدعة الاعلامية اليمنية انتصار التصر ... شكرا وورودا لكل اداريي غاليري ومنخرطيه , لا يسع الوقت لذكر الجميع , كلكم راقيين , كلكم غاليين , بكم ولكم الفخر .. أود أن أشكر لأيضا بحرارة كل الذين تركوا بصمة أضفت بهاء وعمقا للفراشات : الأديب مصطفى لغتيري بي التقديم , الشاعر المغربي القوي مصطفى ملح في كلمة حول الاصدار , ثم الفنان المغربي العالمي سي محمد سعود بلوحته الخالدة الموسومة ب " راقصة الباليه المبتهجة " ... لكل المبدعين والمبدعات الحاضرين أقول شكرا من عمق الروح , حضوركم شرف وقوة , قيمكم تأشيرة قوية لاصرار أكبر , لصمود أمتن , شكرا لما وهبتوه لي من حياة وحبور ... الفراشات بروعتكم تحلق بانتشاء , وبريدها يضاعف امتنانه لكيانكم الآرحب ... أقول أيضا شكرا لعائلتي التي رافقتني , تغمرني كالعادة بدفئها الأبدي , شكرا للمسؤولين على هذا النادي الهادف الجميل ,نادي الهمداني لرجال ونساء التعليم ... شكر ا للبيضاء التي ذوبت لسعة الضوضاء في سخاء الشعر وحرارة الكرم والصفاء . ..
 

ختاما أحبتي أقول : ان كنت حسنة فأنتم لي أعظم ثواب ...
شكرا لكم جميعا والسلام عليكم .

 

 

وبعد هذه القراءة المؤثرة وقف الجميع تحت التصفيقات للشاعرة حسنة أولهاشمي احتراما وتقديرا لها وليهبوا بعدها وبتسابق على المنصة لتسلم نسخة من الديوان وليح

وبتسابق على المنصة لتسلم نسخة من الديوان وليحصلوا على توقيع منها حيث كان الاقبال على المجموعة كبيرا من طرف الحضور .
وبعد أخذ مجموعة من الصورالجماعية تخليذا للذكرى و قبل الانتقال الى الفقرة الثانية في الحفل الخاصة بالشهادات في حق المحتفى بها . قدم لها العديد من الحاضرين ورودا وهدايا تذكارية وقد قام بهذه المبادرة كل من السيدة السعدية باحدة والاستاذة سعدية بلكارح والاستاذتين رحيمة بلقاس وفاطمة الشيري والاستاذ السي محمد لفطيسي والاستاذ ماجد دجام لتشنف بعدها المجموعة الموسيسقية التي حضرت الحفل اسماع المحتفلين بقطع موسيقية وغنائية ويأخذ بعدها الاستاذ مصطفى لغتيري دفة التسيير ويفسح المجال للراغبين في تقديم كلماتهم وشهادتهم في حق شاعرتنا حسنة بعد ان أخبر الجميع بأنه توصل بالعديد من الشهادات والكلمات في حق المحتفى بها من العديد من الأعضاء الذين لم يتمكنوا من الحضور .

 

وكانت اول شهادة لمنجز هذه التغطية حسن بواريق والتي جاء فيها :
يسعدني أن أحضر هذا العرس الأدبي في هذا الفضاء البهي الذي يجمع عشاق الكلمة الجميلة ..وأشكر غاليري الأدب في شخص رئيسته الاستاذة القديرة سعدية بلكارح ومديره العام الأستاذ القدير مصطفى لغتيري على مبادرتهما النبيلة في الاحتفاء بالشاعرة المتميزة حسنة اولهاشمي وبفراشاتها
حين اتصل بي الآستاذ مصطفى لغتيري وطلب مني تقديم شهادة في حق شاعرتنا حسنة أولهاشمي لم أتردد لحظة واحدة ووافقت على الفور. لكن بعد ذلك تهيبت و شعرت بحجم المسؤولية وثقلها فالادلاء بشهادة في حق شاعرتنا ليس بالأمر الهين خوفا من شهادة لن تفي بحقها خصوصا وأنا اعتمد فقط على ما استخلصته من كتاباتها وبعض المصافحات بالغاليري وبعض الدردشات الأدبية على النت ..
الشاعرة حسنة أولهاشمي أديبة وشاعرة وناقدة متميزة ومثقفة، وصاحبة مكانة متميزة في الأوساط الأدبية والثقافية بدماثة أخلاقها و بثقافتها الواسعة والتي كانت تعمل دائماً على زيادتها بالقراءة والدراسة و نهلت من مختلف ينابيع المعرفة فكرا فلسفة تاريخا وتصوفا مما خول لها بأن تتسلح بحمولة معرفية كبيرة ظهرت جليا في كتاباتها .

 

حسنة أولهاشمي صوت شعري متفرد بروحانيته فحين تختلط نبوءتها وقداسة نفسها بالشعر يرحل شعرها بالذات صوب عوالم عليا لينيرها ببلاغتها الشعرية وانزياحاتها وسحريتها ورمزيتها المدهشة ويتوغل في معارج الروح , وذلك مع كل قصيدة، بل مع كل صورة
حسنة اولهاشمي ، تؤسس عالمهاالشعري، في فرادة، تغازل فضاءات البوح الباذخ،ويتوغل في الوجدان الخصب،,يكشف في مجمله عن غنى وخصوبة الينابيع التي غرفت متها الشاعرة ، ومنحت لكل قصائدها تميزها وخصوصيتها.هذه القصائد التي تعانق جراحات الذات والوطن والانسان بابداع متفرد ببصمة حسنة أولهاشمي وهنا أفتح قوسين لأقول وبيقين مني وأتحمل مسؤولتي في قوله ( بأن

حسنة أولهاشمي فلتة من فلتات قصيدة النثر المغربية بتفردها وبعمقها وبصورها الشعرية الخاصة بها والغير المسبوقة وبرؤيتها للذات وللغير وتتجاوزها لتعانق ببوحها الأرواح وتحرر روحها الشاعرة لتغازل الحلم )
حسنة الانسانة
أختصرها في كلمات قليلة المبنى لكنها كبيرة المعنى

 

حسنة أولهاشمي عزة النفس - جمال الروح - صفاء السريرة - صدق في القول والعمل - الوفاء النادر - الايثار نعم الايثار حتى يخيل لكل من يعرفها عن قرب بأنها نذرت حياتها لاسعاد الآخر .
شخصيا تعلمت منها كيف استمد قوتي من ضعفي ... لا انسى تاريخ 24 غشت من سنة 2014 حين دخلت مكتبة فرنسا لحضور لقاء للغاليري وأنا في عز الألم , واليأس يحيط بي , وخرجت من المكتبة بعد نهاية اللقاء وانا متسلح بالأمل متشبث بالحياة ... كانت يومها حسنة تلقي مداخلتها
حسنة شكرا على كل شئ , شكرا لأنك فقط حسنة
مساؤكم شعر ومحبة .
ليتقدم بعد ذلك الزجال الكبير السي ادريس امغار المسناوي ليدلي بشهادة مؤثرة تشيد بالشاعرة حسنة البهاء وبعزيمتها وباصرارها علي الوصول والنجاح متغلبة في ذلك على كل الصعاب والمعيقات ومتحدثا عن حسنة أولهاشمي الانسانة والتي لها عنده مكانة كبيرة وعن علاقته المتينة التي تجمعهما ومنوها بأخلاقها وخصالها الحميدة .

 

ولتتقدم بعدها الشاعرة رحيمة بلقاس الى المنصة للادلاء بشهادة شاعرية في حق حسنة النقاء وفراشاتها تحت عنوان
بريد الفراشات يحط بقلوبنا
فراشة ضوء تعبر المدى، تجلب نجوم الصفاء من بيادر السناء، تزرعها بقلوبنا بريدا للتسامح والعطاء، تبعث في الوجيب نسيم العبق، ترصه أزهارا، طيبها صدق، يذكي شمعة الأمل في أفق، بعينيها نراه نورا لا يعرف الأفول، أقباسها تختلج ببياض يرتق بالدم يباس الغصون، فتحيى من جديد، تطوي غبار الشجون.
أطلسية تهدهد خيال الذاكرة، تراقص طينها، تنبعث كالفينق لتورق من نعومة الرماد، تتهجى شهوة التكوين، فلسفة تنم عن دراية عقل، نهل من أسرار هذا الكون فاقتات بشراهة من أجساد الحكايا، يسكب في كف الأزمنة لحنا، يضخ في جوف الغيمات حياة، ويأتي المطر، يغزل الحلم من خيوط الشجن.
شامخة بين صراخ الأزمنة وصمتها، حافية...عارية دمى الريح، في أرصفة الطفولة يتردد صدى القبيلة، عند مفترق الحلم بين الوجع والزيف، يغشاها الهروب، مستنجدة بأبيها أن يغير فصيلتها، هذا الدم الآدمي تتبرأ منه، من شراسة الرصاص والبنادق، من رائحة الخيانة، من غابة الفوضى والضجيج، عواصف تدون لحون التاريخ الضرير، والوطن النحيل، يتدحرج حلمها الجريح، في أفواه الأرض، وتبقى الهوية معلقة على أبواب المدافن.

 

نشيج يذبح حشرجات صوتها، فيفيض منها الكيل متقطعا يرفع آيات الأمنيات، بطعم النفي المؤكد والحتمي "لا حارس يشذب جناح الموت
لا نسائم تناغي زهر الدفلى
حين تردده رئته
نشيد رحيل مبكرا"

 

تحمل شعلة الاستنكار والتمرد، وديعة تسجل الانتفاضة تحترق بوعي الفيلسوف، تتشظى بمشاعر الإنسانية الضاجة برقتها، تذوب حروفا ثائرة رشيقة، فكأني بقلمها ينقش على الزجاج، بحذر خشية كسره ولا حتى خدشه، فراحت تنقلب على نفسها، تتألم، تتوجع، تعيد ميلادها من جديد، بفصيلة دم الفراشات تحمل البريد، توزعه بقلوبنا حبا وعشقا، تلقي أصابع النجوم حول خصر السماء، فتحلق بيننا فراشة أجنحتها من نور ونار، تدعو للسلام ...للأمان.
 

لك أيتها الغالية أحمل محبة مفعمة بالفخر والاعتزاز، بإنسانة ناذرة في كون تتناهشه الشوائب تلوث البياض. تحية ببياض روحك وإشراقة محياك الطيب أختي حسنة.
وكان آخر المتدخلين قبل الانتقال الى الفقرة الثالثة من اللقاء الاستاذ مصطفى امزارى والذي استهل كلمته بأن الشاعرة حسنة أولهاشمي غنية عن كل الشهادات , مفضلا بأن يشاركها الاحتفاء بقراءة قيمة أنجزها بالمناسبة

 

تحت عنوان
قراءة في قصيدة " بريد الفراشات" للشاعرة حسنة اولهاشمي.
في قصيدة بريد الفراشات يتأطر مسرح الحكي خلف" الزقاق القديم " لتتمكن الشاعرة من رؤية كل ما يجري/جرى ، حيث تقبض زاوية الرؤية على شخصية محورية هي تلك الطفلة التي مارست لعبها بادوات تحيل على الماساوي:تزين عرائس الريح/ترسم زهرة الربيع فوق اثر خطى شاحبة/تنسج رسوما من ماء....
ولعل مرد هذا التاسي أن "الخطيئة" تدثر الزقاق القديم ، لينفتح باب الخوف :
يخفق نبضها الهش
مرتجفة تعدو
وإدراكا من الشاعرة ان زمن الحكي يتطور ، فإن النص عبر مجموعة من الازمنة بدءا ب" الصباحات" ومرورا "بالمساءات" وصولا الى "الليل : كأزمنة صغرى تحيل على ازمنة كبرى تحيل بإمعان على المأساوي :السنين/ عمر ضئيل/ زمن ضال/ القدر/عهود صماء/غواية الفصول...
فمن خلال مسايرة حركية الزمن في عنفه ، نرصد تطور الحكاية، فصورة "احمرار وجنتي الريح" دالة على افق انتظار يعلن تصاعد الماساوي :
تهتز تنورة السنين
ويتعرى جحر الانين

 

فالتنورة حينما تهتز تكشف سوءة الايام وتعريها بعدما اتخذ "الانين " لنفسه "جحرا" ،من هنا يتوالى مسلسل الحيرة لان الزمن بتمفصلاته يبدو "ساخرا"/ "ضئيلا" والامل شبه منعدم :
يخرس المدى
ويغيب ضوء النجوم
إن الواقع موسوم في هذه الظروف بالفراغ والضلال والوجع...فإذا كانت البطلة هي تلك الطفلة الموجوعة فإن صورتها المنعكسة في غيرها من الصبايا اللواتي يعشن نفس المعاناة المتجلية اساسا في العري الملح :
الصبايا عاريات
الا من سترة وجع سحيق
يغتسلن لفيح الوهم
بعيدا
يلوحن بوشاح الرحيل

 

إن البعد الانساني للنص جعل الشاعرة تتجاوز ذاتها لتكون عنوان جيل برمته خاصة في صيغته المؤنثة لتذوب في سديم حكايا مشروخة يؤطرها حكي جدة تلوك حكايا الوجع / الاسى/ الخوف ...في غياب رؤية واضحة :
تتلمس كضرير ليل عهود صماء
إن مصير الصبايا في ظل افق معتم يكون معادلا موضوعيالواقع بلدة برمتها، بلدة غجرية ، تبيح الخطيئة والغواية ، الشيء الذي يؤجل افق الامل :
"بلدة تستعير زمنا جديدا
تؤجل بريد الفراشات "
ويصبح الحاضر موسوما بالانتظار
"تسكب نار الانتظار
في رماد الحاضر"
في رماد الحاضر

 

ان ماساوية النص الموجعة تتاكد من خلال معجم اختارته الشاعرة بعناية ، ف : البريد
تاخر " والفراشات " غفت على سرير واد منسي " لان تباشير الهزيمة قد لاحت في
الافق مع كل ما يرافقها من مؤشرات "الوداع" و"الرحيل" ،لكن الرسالة الاخيرة كانت
وعدا " بلسعة موت ثائر..."

 

وبعد استراحة موسيقية جاءت الفقرة الثالثة من اللقاء والتي خصصت للقراءات الأدبية في جو احتفالي وتواصلي جميل، ران عليه طابع الحميمية والتلقائية. شملت القراءات نصوصا شعرية وزجلية افتتحتها المحتفى بها الشاعرة حسنة أولهاشمي والتي أمتعت الحضور بقصيدتين من مجموعتها ( قصيدة دمى الريح ) و ( قصيدة أيها العا ئدون ) , لتتوالى بعد ذلك قراءات الحاضرين شارك فيها كل من الشاعرة القديرة سعدية بلكارح والزجال القدير السي ادريس المسناوي والشاعرة نجاة الشرقاوي والمبدعة رجاء القباج والشاعرة فاطمة الشيري والشاعرة المميزة رحيمة بلقاس والزجالة مليكة أمصاد وحسن بواريق والشاعر عبد الرحيم هري والزجال مصطفى الريمي والمبدع أحمد عباس وقبلها تناول الكلمة الآستاذ عبد العزيز حنين ليشير الى دور المكان ورمزيته في شعر الشاعرة حسنة أولهاشمي وتوالت القراءات الشعرية من طرف باقي الأعضاء ودائما في جو احتفالي رائع ...
 

لينتهي الحفل دون ان ينتهي الاحتفال والذي استمر في الكواليس بين جل الأعضاء .
هنيئا لنا بهذا العرس الثقافي الذي يحق لنا أن نفخر به وأن نفخر بعروسته حسنتنا البهية .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً