الاثنين 03 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
لم اعد أحب المؤتمرات الثقافية منذ بداية الألفية - محمود ياسين
الساعة 12:08 (الرأي برس - أدب وثقافة)


اذ شاركت كصحفي في مؤتمر الشعر العربي الألماني ، وبدلا من سؤال شاعرة المانية بارعة الجمال عن الشعر الالماني الحديث ، سألتها عن ما ان كانت قد وجدت عوالم الف ليلة وليلة في صنعاء القديمة ، كان ذلك لتنبهر بشخصيتي ، لكنها قالت : هذا كلام قد اكل عليه الدهر وشرب ،، ابتسم المترجم برثاء وهو ينقل لي الرد التاريخي ، ففكرت في فظاظة الجميلات احيانا ورحت اهرب لحديث جانبي مع المترجم واسأله : انته من "الاعروق" ؟! 
 

كان مؤتمرا ضم نخبة من المتغطرسين بمن فيهم عباس بيضون الذي اعتبر تساؤلي عن قصيدة "علي" التي اعلن برائته منها ، اعتبر ذلك اعتداء من نوع ما ،
وحده قاسم حداد منحني سيجارة وابتسم لي بذكاء من يدرك ارتباك البدايات في الصحافة الأدبية ، منحني سيجارة وبدأ يتحدث عن قصيدة "منذ بنات آوى" التي القاها في المؤتمر ، سري عني قليلا واكتشفت موهبتي في ارتجال نص مواز لبنات آوى حد التصفيق النزيه من كفين طيبتين يكسوهما الشعر والعناء الانساني ، كانت رفقة قاسم حداد انتصارا ضروريا بعد نكبة الفاتنة الالمانية ، وفرصة للانتقام منها فلقد حشرتها ضمن بنات آوى اللواتي هجاهن حداد في قصيدته ، لكن عطرها بقي يظلل اجواء لوبي الشيراتون بمزيج من الخيبة والافتتان ، 

 

المزيد من السجائر وصوت عباس بيضون وهو يفترس صحفيا اخر طرح عليه السؤال ذاته ،، وقاسم حداد يتحدث للفضائية اليمنية اظن حول السؤال ذاته ، واللعينة هناك في الركن تتحدث لصحفي ثالث ، والمترجم يضحك مجددا ، ربما اراد ذلك الصحفي ان يبهرها هو الاخر ، لكن الاكيد ان لا أحد سيطرح عليها سؤالي المأساوي ذاته .
 

ارسلت التقرير لمجلة اماراتية كانت كل عدد تريد مني انجاز حوار مع الكابتن روزا عبد الخالق او هكذا اهتمامات من بينها تغطية من قاعات الازياء في صنعاء ، وانا اخبرهم ان صنعاء مليئة بالقاعات لكن ما من ازياء ، 
 

سألني مشرف الثقافة في المجلة لماذا اغفلت الشعراء الألمان في مؤتمر اسمه " مؤتمر الشعر العربي الألماني " فقلت له :
"ألمانك هؤلاء حمير"جملة من هجاء طويل في واحدة من قصص تشيخوف تحكي عن جلافة الالمان .
من يومها قررت انه على الانسان التخلي عن بعض المؤتمرات واستخدام شفرات حلاقة جيدة كل صباح والمضي قدما بلا ضغائن .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص