الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
في وهج الربيع - فيصل البريهي
الساعة 22:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

الإهداء إلى جوهرة النضال الأسطوري... ، الحالمة (تعز)

 

صبِّي الوقودَ على الحريقِ وثوري
حتَّى تشعِّي باللظى والنورِ

وَدَعِي «مبادرة الرعاعِ» فَرُبَّما
أضحتْ طعاماً في فمِ التنورِ

لا تُمسكي بعصا السياسةِ واضربي
بعصاك وَهْمَ العَالَمِ المسحورِ

فلأنتِ في وهج الحقيقةِ ثورةٌ
سطعتْ بوجهِ صمودِها الأُسطوري

* ** *

هبَّتْ «تسونامية» الإعصارِ في
قلبِ المُحيطِ الهائجِ المسجورِ

تجتاح أرصفةَ السواحلِ...لهفةً
جوعى...بسيل لعابِها الهستيري

وتمُدُّ ألْسنة الإرادةِ مثلما
يمتدُّ ضوءٌ في حشا الديجورِ

وتفوح في وهج «الجحيم» روائحاً
كأريج أطيب نسمةٍ وعبيرِ

* ** *

لولاك ماجَنَحُوا ولا خضعوا لِما
يُملي عليهم واقعُ التغييرِ

لا تَحَفلي بجنوحِهم وجُموحِهم
وولاءِ كلِّ منافقٍ مأجورِ

مَن أبرموا فيك اتِّفاقياتِهم
كي تَكسُدي في سوقِهم وتَبُوري

وتهافتوا كالأمنياتِ تلَكُّؤاً
بقضيةِ التوقيعِ والتحويرِ

ورموكِ خلْفَ ظهورِهم وتجاهلوا
ما فاض مِن سيلِ الدمِ المهدورِ

* ** *

يتآمرونَ ويُبرمونَكِ صفقةً
لحسابِهم...كدفاتر التوفيرِ

يتشاركونكِ كالغنيمةِ...والمدى
قَلِقٌ كقلبِ السارقِ المذعورِ

يتسلَّقونَ إلى الذُّرى كعناكبٍ
ترتادْ صُطحَ المنزلِ المهجورِ

* ** *

هم في التكتُّلِ عُصْبةٌ صَعَدتْ على
كتفِ الشبابِ وكاهلِ الجمهورِ

أو سُلطةٌ رقصتْ على هذيانها
شرعيةُ القانونِ والدستورِ

ها أنتِ بين شباكِهم كُرَةٌ فكم
واجهتِ رَكْلَةَ لاعبٍ موتورِ

لا تخنعي أبداً لفرضِ حصارِهم
إن كنتِ طامحةً إلى التحريرِ

هم ينظرونَ إليكِ نظرةَ واجفٍ
متمترسٍ بالإفكِ والتزويرِ

لا يملكون سُوى التحايلِ فاحذري
أن تعلَقي بحبالِهم فتخوري

* ** *

مازلتِ في غُرَفِ العنايةِ لم تعي
شيئاً...ولم تصحي من التخديرِ

كلُّ الذينَ تجمهروا جاءوكِ مِن
أقصى مجاعتِهم كسِربِ نسورِ

يتهافتون بأنفسٍ كالنَّارِ في
أعتى شهيقِ تغيِّظٍ وزفيرِ

لا تسلكي الدربَ الذي رسموا ولا
تَقَفِي وقوفَ الحائِر المأسورِ

سيري كما شاءتْ لكِ الأقدارُ أن
تمضي بعزمِ مشيئةِ المقدورِ

فَهُمُ الذينَ أتيتِ منذرةً لهم
بأشدِّ عاقبةٍ وسوءِ مصيرِ

* ** *

السارقونَ الأمسَ مِن أعمارِنا
والراصدونَ ضُحى الغدِ المنظورِ

القاطعونَ طريقَ كلِّ فضيلةٍ
جهراً بكلِّ وسائلِ التدميرِ

جعلوا حياةَ النَّاسِ عاريةً بِلا
قِيَمٍ...كَعِرْضِ الماجِنِ السكِّيرِ

ينتابُها خدَرُ التولُّهِ، كُلَّما
عزفَ الهوى رقَصتْ بدونِ شعورِ

لم يَبقَ غيرُ إشارةٍ حمراء في
نَظَرِ الحياةِ وقلبِها المكسورِ

هذي الحياةُ «العنجهيّةُ» لم يَعُد
غيرُ احمرارِ جحيمِها المسعورِ

ألوانُها مُحمَرَّةٌ ، راياتُها
محمرَّةٌ...كالقتلِ والتعزيرِ

ناريَّةٌ...دمويَّةٌ...عُهْرِيَّةٌ
في النعتِ والتأنيثِ والتذكيرِ

أمٌّ لكلِّ بشاعةٍ ما أخصبتْ
إلاّ بأبشعِ مُنكرٍ ونكيرِ

كانتْ وما بَرِحتْ فواحشُ رجسِها
تزني بجهلِ الشارعِ المغرورِ

تُغري بنكهتِها أنُوثةَ مومسٍ
قبرتْ سنينَ العُمْرِ في ماخورِ

* ** *

يا بسمةَ الأملِ التي رسمتْ على
عُمُري ملامحَ بهجتي وسروري

وأتتْ كأطيبِ نسمةٍ تختالُ في
روضي وتُذكي بالأريجِ زهوري

كم عشتُ أرسمُ طيفَها في خاطري
ألقاً يمازجُ أحْرُفي وسطوري

ونفختُها روحاً لكلِّ عبارةٍ
عَبَرتْ فضاءَ قصائدي وبحوري

* ** *

هذا «ربيعكِ» فابعثيهِ عواصفاً
سَكرى بعطرِ جلالِكِ المحذورِ

واكسي الحياةَ نضارةً واستأصلي
منها جذورَ الحُزنِ والتكديرِ

واهمي بأمزانِ المحبَّةِ واطفأي
ظمئاً صداهُ أصابَ كلَّ ضميرِ

واحْيي مُصمِّمةً إرادةَ أُمَّةً
داختْ بحضنِ الموتِ منذُ عصورِ

عاشتْ كميِّتةٍ على الوطنِ الذي
أقطارُهُ للنَّاسِ شِبْهُ قُبورِ

حتى تمخَّضتِ القرونُ وجاءَ مِن
رَحِمِ العِجافِ ربيعُها الفسفوري

يزهو بوجهٍ كالصباحِ...يحفُّهُ
شفقٌ مِن التهليلِ والتكبيرِ

يجتاحُ وجهَ الليلِ غيرَ مفرِّقٍ
ما بينَ أكواخٍ وبينَ قصورِ

لمّا تأَرْجحتِ المَعالمُ...وارتدتْ
لغةُ الصخورِ هشاشةَ الديكورِ

وكذا انطوتْ صفحاتُ آخرِ عابثٍ 
مُتَفرعِنٍ في الأرض ِ دكتاتوري

* ** *

ولنا مع الأملِ الفَتيِّ حكايةٌ
أجليةُ التقديمِ والتأخيرِ

لا تنظري إلاّ إلى مستقبلٍ
مُتسلِّحٍ بالعْلمِ والتطويرِ

شُقِّي الطريقَ إليهِ فوقَ ركامِ مَن
شاءوكِ أن لا تنهضي وتسيري

لا تقبلي غيرَ النضالِ وسيلةً
للسَّعْيِ فوقَ حرائقٍ وصخورِ

* ** *

ثوري وإن هَمَتِ الدروبُ خناجراً
تنصَبُّ فوقَ جماجمٍ ونحورِ

فالمجدُ غايةُ طامحٍ والسعي في
كلِّ الدروبِ إليهِ غيرُ يسيرِ

وغداً ستبتسمُ الحياةُ لكلِّ مَن
وشَمَ الدروبَ بسعيهِ المشكورِ.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً