الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
هبِّي جنوبُ صَبَا - طارق السكري
الساعة 18:55 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


أوَّاهُ 
محترقُ الفؤادِ أنا ..  
ذراعي أيكةٌ  
غيمٌ
ظلالٌ 
وممرَّاتُ فراشةْ 
الصَّدى المجروحُ عيني 
والهتافاتُ التي تركضُ في الرملِ الكتابةْ 
جبهتي طُرُقُ الغوايةِ 

 

 

والكَهَاناتُ التي تخرجُ بالشِّعرِ على الناسِ  الحشاشةْ 
مغرمٌ .. أكبرُ مني حُلُمِي 
مبْعَدٌ .. أضيقُ مني وطنُ البنِّ
وصدرُ العدمِ  
بينَ سَدَّيْنِ نَمَا طرفُ سعادْ 
مُشْبَعاً بالسِّحرِ 
والعمقِ 
وأسرارِ الطبيعةِ
والمطرْ 

 

فوقَ أقلامِ الجفونْ 
شُهُبٌ تكتبُ بالملحِ على لوحِ فؤادي 
والحجر  
: لا فكاكَ ولا جيادَ ولا مدادْ 
خفقَ القلبُ من الحزنِ
كما تخفقُ أعلامُ البلادْ 
انفخي النارَ .. ومرِّي 
واقطعي الميلَ بصبرِ .. 

 

ودعي للحزنِ رجعي ونواحي
بين غاباتِ الشجر  
ودعي كفيك ينسربانِ في روحي 
كأنداءِ السحر 
ودعي أوجاعَ ظهركِ في طريقِ الشعرِ 
عينايَ المطر .   
ربّاهُ  .. 

 

وجهُ سعادَ يسطعُ كالقمرْ
وأنا خرجتُ الآنَ
من أحلامِ مخدعها ..  
وضاجعتُ السفر 
( يا أيها الليلُ الطويلُ : ألا انجلي )  
الخيلُ مُسرجةٌ على طُرُقِ الرياحْ  
لا أنتَ مرتفعٌ ..

 

ولا الفجرُ الخصيبُ بمقبلِ  
هِبِّي جنوبُ صَبَا نزيلُكِ ملْهمٌ  
والغربةُ الوطنُ الوحيدُ لنا 
على هذي الرمالْ

 

 
وهنا الشَّتاتُ يقينُنا الشامخُ في وجهِ الضلالْ
وهنا الإعصارُ ينفحُ عن حِمانا .. 
كلَّ ذؤبانِ الجبالْ

 

وهنا الوحدةُ والعزلةُ والفرقةُ والمنفى البعيد 
وهنا الوحشةُ والقفرُ الذي أملؤهُ شعراً 
ويملؤني فراغاً من جديد  

 

وهنا ياحزنُ ..
عشْ ماشئتَ ردحاً
فأنا .. ظلُّ الرماحْ 


الدمام - ١٩ أكتوبر ٢٠١٥

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص