الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
سنا الومضة "نلتقي لنرتقي" - عباس طمبل
الساعة 10:55 (الرأي برس - أدب وثقافة)


في الحادي والثلاثين من شهر يناير من هذا العام 2014،تم تأسيس مجموعة "سنا الومضة" تحت شعار "نلتقي لنرتقي" بالتعاون بين القاص المصري عصام الشريف والقاص السوداني عباس طمبل والقاص المصري الدكتور جمال الجزيري.

 

واكتفينا بذكر اسم "الومضة" في اسم الصفحة مقترنا بـ "السنا" الذي يعني الضوء الساطع الذي يخلب الأبصار، كما في الآية "يكادُ سَنا برقِه يذهَبُ بالأبصارِ"، لإيماننا آنذاك بأن الومضة خاطفة وبارقة وتُحدثُ أثرَهَا الفوري في ذهن المتلقي وللتأكيد على ضرورة أن يمسّ النصُّ ذائقةِ المتلقي مباشرة.

 

كما أن وجود مجموعات أخرى على الفيسبوك مخصصة للقصة الومضة كنا نظنُّه كافيا لأن تقترن الومضة بفنون السرد. ولكن تبيَّن لنا أن تلك المجموعات تتخذ اسم القصة بشكل مُخَاتِلٍ بكل ما تحمله كلمة مخاتل من خداع واصطياد لتُخرجَ الومضةَ عن مسار القص إلى مسار الحكمة والمثل والقول والتعليق وما إلى ذلك من أشكال تعبير لا تنتمي لفنون الأدب. ولذلك قمنا بتغيير اسم المجموعة لاحقا إلى "مجموعة سنا القصة الومضة" للتأكيد على الطابع القصصي للومضة باعتبارها خطورة تالية للقصة القصيرة جدا على مسار التكثيف والإيحاء والاكتفاء بعناصر السرد في أوجز صورها وتجلياتها بما يناسب طبيعة عصر السرعة الذي نعيش فيه، وهي سرعة تقتضي أن نقدم فنا سردِيًّا راقيا بأقل عدد من الكلمات مع الاحتفاظ بلغة السرد الموحية والمكثفة والدالة بعيدا عن التسطيح والمباشرة المخلِّة كي تقوم المجموعة بدورها في الوسط الثقافي العربي. 

 

وكما يدل شعار المجموعة "نلتقي لنرتقي"، لم تكتفِ المجموعة بنشر النصوص كسائر المجموعات الأخرى، وأدركنا بعد بداية المجموعة بفترة وجيزة ضرورة أن تُواكبَ النشرَ حركةٌ نقدية واعدة تقوم بالدور التاريخي الذي ينبغي على مجموعة أن تقوم به وسط فيضان النشر الذي يوشك أن يُخرج الومضة من نطاق أي نوع أدبي إلى منطقة وسطى ما بين الكلام غير الأدبي وما يُطلق عليه الآداب المتاخمة أو المحيطة paraliteratures وهي "آداب" لا تنتمي للأنواع الأدبية ولا تتمرد عليها من داخلها وإنما تقع على تخوم هذه الآداب وتتمسح بها.

 

وإذا كانت هذه الآداب المحيطة تحيط أو توجد في تخوم النصوص الأدبية، فإن الومضة المحيطة أو المتاخمة لا تنتمي للومضة القصصية، وإنما تقع في نطاق ما أسماه جمال الجزيري في مقالة له منشورة بالعدد الأول من مجلة سنا الومضة "الومضة الشعبية" أو "الومضة الاجتماعية"، ولا يعني تسميتها بهذا الاسم إقصائها أو تهميشها، وإنما هي طريقة للتمييز بين الأنواع الأدبية وغير الأدبية، فالومضة القصصية أو القصة الومضة من وجهة نظر المجموعة بنت القصة القصيرة جدا والأمثلة القديمة للومضات السابقة على إنشاء المجموعات على الفيسبوك منشورة كلها تحت مسمى "القصة" في المجموعات القصصية والمدونات والصحف والمجلات، سواء أكانت تتخذ مسمى القصة القصيرة أو القصة القصيرة جدا أو "جدا جدا" أو الأقصوصة، وكان يمارس كتابتها العديد من الكتاب الكبار والصغار حتى بدون أن يضعوا التصنيف في اعتبارهم. 

 

وأمام هذا الخلط، تنبَّهت إدارة المجموعة إلى ضرورة مواكبة حركة النقد لحركة النشر، ولذلك اتخذت خطوتين متلازمتين: تمثَّلت الخطوة الأولى في إفساح المجال للنقد على صفحات المجموعة من خلال التعليقات الواعية على النصوص المنشورة على المجموعة والابتعاد عن نوعية التعليقات الوحيدة الموجودة على المجموعات الأخرى من قبل "روعة"، "ومضة جميلة" وما إلى ذلك من أنواع المجاملات.

 

واشتملت هذه الخطوة الأولى أيضا عقد ورشة نقدية كل أسبوع يتم فيها تناول عشرة نصوص تقريبا بالتحليل الدقيق وبيان جماليات الومضات وما يشوبها من عيوب فنية في الصياغة والأسلوب والتعبير. 

 

أما الخطوة الثانية، فتمثَّلتْ في إصدار مجلة الكترونية باسم "مجلة سنا القصة الومضة الالكترونية" الهدف منها نشر دراسات متعمقة ومستفيضة حول القصة الومضة أو الومضة القصصية ومتابعتها نقديا والتأصيل لها واشتقاق مفاهيم نقدية من الومضات الجيدة إيمانا من إدارة المجموعة بأن معظم ما يُكتب عن القصة الومضة إما أنه ينظِّر للقصة القصيرة جدا على اعتبار أن مصطلح "القصة الومضة" كان من المصطلحات البديلة المقترحة لتسمية القصة القصيرة جدا في بداية التنظير النقدي لها، أو أنه عبارة عن انطباعات وآراء يفرضها بعض من يطلقون على أنفسهم صفة "نقاد" لا تستوعب روح الفن ولا الأدب ولا الإبداع. ولذلك اعتمدت سنا الومضة على أسلوب نقدي يستلهم روح الإبداع ويستنبط مبادئ الومضة وسماتها وينظِّر لها من داخلها، ويسير هذا النهج في حركة عكسية، فبدلا من "من النظرية إلى التطبيق"، ينتقل "من التطبيق إلى النظرية"، فأمثل منهج لتناول القصة الومضة والتنظير لها يتمثل في تحليل وقراءة وتناول ومضات قصصية جيدة مكتوبة بالفعل ويحاول أن يستنبط منها بعض المبادئ، وتظل هذه المبادئ في حالة صيرورة دائما بحيث يتم توسيعها بناء على ما تكشفه نتائج التناول النقدي لومضات جديدة.  

 

وتشرف سنا الومضة بوجود العديد من المبدعين المتميزين فيها. كما تشرف بنشاط المبدعين المتميزين الكبيرين على صفحاتها، وهما الأديب الليبي جمعة الفاخري والأديب الأردني محمود الرجبي. وتشرف كذلك بالمتابعات والقراءات النقدية التي يقدمها الأستاذ الدكتور بهاء الدين محمد مزيد أستاذ اللغويات ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سوهاج بمصر. 

 

عصام الشريف قاص مصري يكتب القصة الومضة والقصة القصيرة جدا والقصة القصيرة ويعمل الآن على إنجاز بعض المشاريع الروائية. 

 

عباس طمبل قاص سوداني يكتب القصة الومضة والقصة القصيرة جدا والقصة القصيرة والشعر وانتهى من كتابة رواية ويعمل الآن على إنجاز رواية ثانية وله العديد من المقالات النقدية والفنية المنشورة في عدة صحف. ويساهم مع الدكتور بهاء الدين محمد مزيد والدكتور جمال الجزيري في كتابة المقالات والدراسات النقدية حول الومضة في المجلة الالكترونية للمجموعة. 

 

جمال الجزيري قاص وشاعر وناقد ومترجم مصري يعمل بجامعة السويس بمصر. نشر عدة 7 مجموعات قصصية و8 دواوين شعرية وكتابين نقدييين. وتشتمل ثلاث مجموعات قصصية منشورة له منذ 2001 على الكثير من الومضات القصصية التي يكتبها منذ بداية تسعينات القرن الماضي.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً