الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"زنبقة المحيط مسرح يتمدد على ركحه واقع مفضوح بأعطاب بليغة".. لمحة أولية في الرواية - حسنة أولهاشمي
الساعة 16:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

يصر الأديب المغربي مصطفى لغتيري على تمتين روابط الوفاء بينه وبين الأدب من جهة، وبينه بين القارئ/المتتبع/المهتم من جهة ثانية، تمتين هذا الوفاء نلمسه في دأبه على خلق و إبداع تنوع سردي يروم تخصيب شساعة "رؤيوية" تليق برحابة رسائل الأدب ومراميه، وهو دأب تسمو به رغبة الكاتب لصناعة الجمال المرتجى،لتفتيت جمالية منتقاة بعيدة عن التكرار والابتذال والمتداول المُنَفر، جمالية يتوق لاختلافها قارئ نهم للأدب الناطق الهادف والسخي ..لتحقيق متعة أدبية تحتاجها حواس متلقي ذكي، يميل للمبتكَر الأذكى يعزم الكاتب على توفير قطع حكي مرصعة بحرارة نفَس روائي مختلف،ضاج بالحركة والصخب الدرامي البناء لأسوار حكايا، تفجر سلطة سفر مغري وثري..

 

"زنبقة المحيط" عمل روائي جديد للأديب المغربي مصطفى لغتيري /رواية بوليسية..هونفَس سردي طويل،حمال أبعاد لا تنتهي،رواية تسكنها قضايا ومواضيع مؤرقة، تلفح
نارها عمق واقع يهتز ويتحرك لفظاعته الحجر والشجر..نصاحب الروائي في عمله هذا في رحلة خيوطها متشابكة، تشابك تفرضه كيمياء الرواية البوليسية،ويستلزمه ضجيج تركيبتها،نرافق المبدع في سراديب محكي حافل بالحركة والدينامية والسرعة في تناسل الأحداث،نتيه في عوالم زئبقية،يستفز سكونها صخب عين لاقطة لصورقوية، برعت أنامل الحكاء وتَأجج مخيله لتثبيت دهشات فيها، تضاهي لسعات المتعة السينمائية المباشرة والحية..تكنيك الكتابة في "زنبقة المحيط" استطاع تبليغ شرارات الرسائل المضمرة والجلية،استطاع إيصال وخز الرؤى البعيدة والعميقة..تواطأ التفوق في اختيار"كريزما" الشخصيات مع الفلاح في انتقاء الأفضية والأماكن ،والتمكن في سل خيط المناخ الدرامي الخادم لتكامل وانسجام زوايا العمل الروائي-

 

 

أقول تواطأت كل هذه العناصر لتخدم متعة المتخيل،وتحقق الانجذاب الضمني والجوهري الذي يبحث القارئ دوما على
سره.."زنبقة المحيط" مسرح يتمدد على ركحه واقع مفضوح بأعطاب بليغة تمس الجذور قبل القشور،جذورالضمير الإنساني المقتول،المنفي بين مسام جسد يباع قبل أن يشترى،ضمير منفي بين سلطة المال وجشع المتسلطين،ضمير منفي بين أنياب ذئاب إنسية شرسة تُغيب القيم والمبادئ وتحضر فقط النزوة والمصلحة والمادة..عمل روائي نسج عمقه لغتيري الأديب ليوقظ أسئلة تفرض الوقوف بتأن على فحواها..أسئلة تحرر المدسوس وتحرر المسجون من الصرخات..مع ليلى وخالد/مع سارة وكمال/مع يوسف وسلمى وسناء/ مع الناشطة الحقوقية رحمة وأخرين عشنا فوضى جمال تشُد،بعيدا عن زيف شهقات كائنات ورقية، ارتوينا بحياة وروح كائنات تلبستنا لتقرأنا،لتقرأ خلل وفساد واقع وحيوات،لتقرأ ثقوب وجع جمعي..كائنات تصرخ في العنان وتقول: لا لقتل القيم..لا لقتل الضمير..نعم لسمو الإنسان.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً