الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تجليات الحوار الداخلي مقاربة نقدية في رواية"ظلال الجفر"- عبدالرقيب الوصابي
الساعة 14:45 (الرأي برس - أدب وثقافة)



رواية " ظلال الجفر " المغامرة التي قام بها صديقي الشاعر/ وليد دماج ، حين حاول أن يجوب رحلة روحية صوب أربع مسارات مختلفة 
 

- الــروح باعتبارها 
- الجسد باعتباره وعــاء 
- النفس باعتبارها رغائب وأهواء 
- العمــر باعتباره هباء .

 

لقد حاول هذا الروائي الجاد أن يبتكر شكلا جديدا لكتابة الرواية ، عبر توظيفه أحدث تقنيات الرواية العالمية اليوم والمعروفة بـ" التخييل التاريخي " ، ولقد ساعده في تحقيق ذلك كما - يبدو لي - قوة مخيلته وجرأته على التجريب ..
تبدأ مغامرة دماج بدخوله قارات مجهولة لم يجرؤ أحد قبله بالارتحال صوبها فـــ" ظلال الجفر " رحلة روائية إشراقية ، بقصد إيجاد سبل جديدة ، لكشف مكنونات النفس البشرية ، وإدراك التشوهات التي تصيبها ، بحثا عن التوازن الذي يفتقده إنسان العصر ..
فموضوع " ظلال الجفر " إذن هو الإنسان ، من حيث هو كائن حي ، يرغب ويحس ويدرك ، ويعقل ويتذكر ، ويتخيل ، ويفكر ويعبر ، ويريد ويفعل ...وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه ويستعين به ، وهو قادر على أن يتخذ من نزعات وميول ورغبات وانفعالات وإحساسات وصور وذكريات المحيط به عوالم روايته من ناحيتين :-

 

 

- ناحية ذاتية داخلية - ناحية موضوعية خارجية 
 

وهنا تطلُّ رواية " ظلال الجفر " كأول رواية يمنية ، تبحر باتجاه أغوار النفس وأعماقها ، عبر إجراءات تستوجب المزيد من الإدراك والوضوح ..
 

رواية " ظلال الجفر " رواية طويلة ، متسلسة الأحداث ، يؤدي كلُّ حدث فيها إلى الآخر ، مع دوام الحركة والتصاعد ، وليست مجرد أحداث يستطيع القارئ استنتاج ما سيتمخض عنها ، بل تأتي أهمية تتابع الأحداث وتواشجها وتوالدها، في أعماق أعماق الرواية ، حين تلبي الرواية رغبة الراوي باستخدام الأسلوب الحرِّ أو التداعي ، لتحقيق إمكانية الكشف عن العوامل الديناميكية المهمَّة، لنمو الشخصيات ، وملاحظة تفاعلاتها وانفعالاتها ..
 

 

وأحداث الرواية تكشف لنا الكثير عن الحياة والناس ، وتجعلنا أجدر بمعرفة ذواتنا ، وأقدر على مواجهة مشاكلنا ، كلما تسارع إيقاعها ، كما تمنحنا الحكمة والإشراق كلما تباطئ إيقاعها ، وهي سرد غرائبي عجائبي لعوالم ظِلالية يتداخل فيها الخيال بالواقع بالسحر بالمعرفة ، بقصد معرفة السري والمتخفي ، في العالم الماورائي ، الذي ليس بالمقدور أن يتكشف إلا لشخصية رسمت ملامح حياتها بعناية فائقة ، وفق مسارات في غاية الدقة والإتقان ، كل ذلك تمَّ توظيفه عبر لغة أنيقة مشرقة قادرة على الإفصاح والتعبير ، إلى حد وصف أدق المواقف والانفعالات والعلاقات ، بل والظواهر البشرية ، والطبيعية ، كما تؤدي اللغة / ذاتها وظيفة رمزية تتطلب من القارئ البحث عما تُرمِز إليه ، وهنا لا يهمني استرجاع المعنى ، وإعادة بنائه ، فهذه وظيفة رجال الدين ، وإنما يهمني تحليل ، أو تجزئة المعنى ، وليس تجميع أجزائه ، وردِّ المعنى ، وردِّ المعنى إلى عوامل ودوافع كامنة وخفية ، تشف عن كل الصراعات والتناقضات ، حين تبدو الرواية وحدة مترابطة حية تضمُّ الشخصيات والأحداث ، محاولة في الآن ذاته الاعلاء من شأن الحوار الداخلي والحركة والأسلوب بشكل متكامل متصل ، يؤدي إلى ذروة التوتر التصاعدي بحبكة ذكية نامية ومتطورة رفيعة المستوى محمة النسيج ...
 

 

ولكن كيف تأتى للروائي المدهش / وليد دماج ، أن يصنع كل ذلك ؟ هذا ما ستفصح عنه بقية سطور هذه المقاربة النقدية ، ولكن قبل ، أن يتسنى للقارئ الكــــريم إتمام مقاربتي النقدية عن عوالم الرواية المتكاملة المتداخلة ، أتمنى أن تتاح الفرصة أمامكم لقراءة هذا الثراء والتنوع المسمى بـــــ"ظلال الجفر "

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً