- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
-
حصاد العام الأول لحكومة بن مبارك13 قراءة
رواية " ظلال الجفر " المغامرة التي قام بها صديقي الشاعر/ وليد دماج ، حين حاول أن يجوب رحلة روحية صوب أربع مسارات مختلفة
- الــروح باعتبارها
- الجسد باعتباره وعــاء
- النفس باعتبارها رغائب وأهواء
- العمــر باعتباره هباء .
لقد حاول هذا الروائي الجاد أن يبتكر شكلا جديدا لكتابة الرواية ، عبر توظيفه أحدث تقنيات الرواية العالمية اليوم والمعروفة بـ" التخييل التاريخي " ، ولقد ساعده في تحقيق ذلك كما - يبدو لي - قوة مخيلته وجرأته على التجريب ..
تبدأ مغامرة دماج بدخوله قارات مجهولة لم يجرؤ أحد قبله بالارتحال صوبها فـــ" ظلال الجفر " رحلة روائية إشراقية ، بقصد إيجاد سبل جديدة ، لكشف مكنونات النفس البشرية ، وإدراك التشوهات التي تصيبها ، بحثا عن التوازن الذي يفتقده إنسان العصر ..
فموضوع " ظلال الجفر " إذن هو الإنسان ، من حيث هو كائن حي ، يرغب ويحس ويدرك ، ويعقل ويتذكر ، ويتخيل ، ويفكر ويعبر ، ويريد ويفعل ...وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه ويستعين به ، وهو قادر على أن يتخذ من نزعات وميول ورغبات وانفعالات وإحساسات وصور وذكريات المحيط به عوالم روايته من ناحيتين :-
- ناحية ذاتية داخلية - ناحية موضوعية خارجية
وهنا تطلُّ رواية " ظلال الجفر " كأول رواية يمنية ، تبحر باتجاه أغوار النفس وأعماقها ، عبر إجراءات تستوجب المزيد من الإدراك والوضوح ..
رواية " ظلال الجفر " رواية طويلة ، متسلسة الأحداث ، يؤدي كلُّ حدث فيها إلى الآخر ، مع دوام الحركة والتصاعد ، وليست مجرد أحداث يستطيع القارئ استنتاج ما سيتمخض عنها ، بل تأتي أهمية تتابع الأحداث وتواشجها وتوالدها، في أعماق أعماق الرواية ، حين تلبي الرواية رغبة الراوي باستخدام الأسلوب الحرِّ أو التداعي ، لتحقيق إمكانية الكشف عن العوامل الديناميكية المهمَّة، لنمو الشخصيات ، وملاحظة تفاعلاتها وانفعالاتها ..
وأحداث الرواية تكشف لنا الكثير عن الحياة والناس ، وتجعلنا أجدر بمعرفة ذواتنا ، وأقدر على مواجهة مشاكلنا ، كلما تسارع إيقاعها ، كما تمنحنا الحكمة والإشراق كلما تباطئ إيقاعها ، وهي سرد غرائبي عجائبي لعوالم ظِلالية يتداخل فيها الخيال بالواقع بالسحر بالمعرفة ، بقصد معرفة السري والمتخفي ، في العالم الماورائي ، الذي ليس بالمقدور أن يتكشف إلا لشخصية رسمت ملامح حياتها بعناية فائقة ، وفق مسارات في غاية الدقة والإتقان ، كل ذلك تمَّ توظيفه عبر لغة أنيقة مشرقة قادرة على الإفصاح والتعبير ، إلى حد وصف أدق المواقف والانفعالات والعلاقات ، بل والظواهر البشرية ، والطبيعية ، كما تؤدي اللغة / ذاتها وظيفة رمزية تتطلب من القارئ البحث عما تُرمِز إليه ، وهنا لا يهمني استرجاع المعنى ، وإعادة بنائه ، فهذه وظيفة رجال الدين ، وإنما يهمني تحليل ، أو تجزئة المعنى ، وليس تجميع أجزائه ، وردِّ المعنى ، وردِّ المعنى إلى عوامل ودوافع كامنة وخفية ، تشف عن كل الصراعات والتناقضات ، حين تبدو الرواية وحدة مترابطة حية تضمُّ الشخصيات والأحداث ، محاولة في الآن ذاته الاعلاء من شأن الحوار الداخلي والحركة والأسلوب بشكل متكامل متصل ، يؤدي إلى ذروة التوتر التصاعدي بحبكة ذكية نامية ومتطورة رفيعة المستوى محمة النسيج ...
ولكن كيف تأتى للروائي المدهش / وليد دماج ، أن يصنع كل ذلك ؟ هذا ما ستفصح عنه بقية سطور هذه المقاربة النقدية ، ولكن قبل ، أن يتسنى للقارئ الكــــريم إتمام مقاربتي النقدية عن عوالم الرواية المتكاملة المتداخلة ، أتمنى أن تتاح الفرصة أمامكم لقراءة هذا الثراء والتنوع المسمى بـــــ"ظلال الجفر "
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
حصاد العام الأول لحكومة بن مبارك13 قراءة