أيها الغارق في النهر:

 سلام عليك على قلبك الآن يدرك كيف الفراشات حين تطير إلى الصبح من مقلتيك قل لقلبك ياعزيزي أنه وحده من يركض في ذلك الدرب قل له أنه وحيدا وحيدا على الرمل يمشي وأن السراب هو الموت حين يريد لعطرك أن لا يفوح قل له أن الزمن لم يعد كهيئته يوم خلقه الله قل له:أيها القلب لن تجد ذاتك وضالتك وعطرك الذي دائما ما تشتم رائحته حتى وأنت تقف في أكثر الأزمنة عفنا لن تبتسم وأنت تجرح ذاتك لتسعد الآخرين فلا تصدق من علموك أن بخدمتك لهم قد تبدو سعيدا حتى ولو على حسابك أنت، لاتصدق فلسفة الآخرين للحب إذ أنهم يفعلون ذلك لكي يدفعوك كي تؤمن بوحيهم الذي يخدم مصالحهم أنت أيها القلب تدرك كم هذا الزمن مليء بالزيف والخداع والخيانات والمصالح فلا تثق فيه أبدا أنه سيمنحك صديقا مازلت تبحث عنه منذ أن جئت إلى هذه الحياه فأنت في الزمن العدو.

فاحذر أن تقع في الفخ سيسرقوا مشاعرك ويتركوك للجراح سيطعنوك ويتركوك هناك وحيدا تنزف حتى الموت سيوهموك بالحب وتكتشف بعدها كم هم أعداء عندما تنزف آهات وتفيض عينيك بالدمع إحذر من براءتك وعواطفك علم ذاتك أن الحياه لحظة عابره ربما تعيشها وحيدا أفضل من أن تمر بالوحوش البشريه علم ذاتك أنك لا تحتاج لهم فإنت بغيرهم ستبتسم ستسعد بغيرهم سوف تعيش مع النهر وتصغي لمعزوفاته بدلا من هراءهم سترتاح لجماله بدلا من قبحهم ولنقائه وعذوبته من مرارتهم ستشعر بحب هذا النهر لك أكثر من زيفهم وتملقهم وخداعهم ءامن أيها القلب أن صوت النهر أروع من ضحكاتهم وإنسيابه أجمل من إبتساماتهم ءامن أنه هو من سيرويك بعد أن أنهكوا حقولك بالجفاف هم من أطلوا بالحزن من عينيك وهم من سرقوا صوتك السعيد ولوثوه بالآهات وهم من خدشوا ضوء وجهك وكسروا بريق عينيك وأختطفوا إبتساماتك هم من أوهموك أنك الإنسان الوحيد الذي يملأ أرواحهم وأنك الحاضر دوما معهم وأنك حين تغيب تحدثهم قلوبهم أنك في مأزق لم يدركوا أن حضورهم فيك هو المأزق والكارثه والظلم ، كيف لهم أن يوقظوا هذي الدموع النار في عينيك أن لا يدركوا أن الزمان بمثل قلبك لن يجيء وأنهم سيغادرون الأنس حين تغيب أنت وللأبد.