الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
حبٌّ في الثامنة - *عصمت محمد عبدالله شهاب
الساعة 13:46 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

أكنتَ تنتظرني هناك؟
فكم طرتُ من فرحتي التي سرعان ما طارت مني، لقد كنتَ تتسلى، في الثامنة صباحا، في الخامسة عصرا، مابين ليل وليل، ونصف يوم..

 

گُنتَ هناك كطائرٍ رحَلَتْ عنهُ أليفتهُ التي كان يأنسُ بها..
رحلتْ عنه من قلبه، لأنه هو الذي أخرجها منه بإرادته المحضة..
هي مازالتْ تحبه، وتعيش في كنفه، تحتضن زهوره الذابلة كل صباح ..
ترتشف معه قهوتها الصباحية، لكنه دائما خارج حدود الوعي ..
يحلق عبر الخيال بجناحيه المكسورين ..

 

تخرج إلى حديقة منزلها كل صباح، وتتذكر كيف كان هناك يمسكُ بيدها، وينظر إليها ليسمعها بعضاً من أشعاره التي تنبثق حال ما ينظر إلى بحار عينيها، ويغرق في سحرهما وجمالهما ..
تتذكر كيف التقتهُ اللقاء الأول في الثامنة صباحاً، عندما كانت لا تعرفه ولا هو يعرفها، ولكن للقلب حديث آخر..

 

جعلها حبُ الثامنة ملكةً خرافية، وجميلة ملائكية ..
عاشت معه الحب بكل تفاصيل الساعة الثامنة وبعضٍ من دقائق الخامسة عصرا..
التفتتْ وراءها علَّها تجده كما ألِفتْ، لكنها لم تكن إلا مع الصمت يلفها وحدها، وينثرُ ذكريات قلبها على امتداد تلك الحديقة الذابلة من الحب ..

 

عادت إلى حجرة المنزل لكنها لم تجدهُ.. هروَلت بها لهفتُها إلى غرفته الخاصة، لكنها توقفتْ برهةً وشعرت بقلبها يدقُ بسرعة والعرق يتصببُ بغزارة من جبينها الأبيض عندما سمعت ألحان أغنية تحبها لأم كلثوم تنبعث من خلف الباب، مع ترديد خافت لها بصوته المبحوح المثقل بالشجن والشوق:
- (أغداً ألقاكَ يا خوفَ فؤادي مِن غدِ......؟)

 

شعرت بدقات قلبها تتسارع أكثر وأكثر، وبقدميها قد تسمرتا، حينها استعادت كل تفاصيل حب الثامنة، وأجهشتْ بالبكاء.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص