الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
من أين لك؟! - طارق السكري
الساعة 13:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

عندما يطول أمدُ الغربة ..
عندما يُظلم وطنُ الشمس ..
عندما يكون إيصال الصوت مكلفاً .. 
عندما يمنع القلم من الكتابة .. 
عندها يكون : الحصاد المرّ 
 

 

من أين لي 
من أين لك ؟؟!!
عامان لا بحراً يُوصِّلني إليك .. 
لاطائرَ الكركيِّ يحملني 
ولا متن الرياحْ . 

 

لا شأن لي 
قد جئتُ من أقصى البلاد لأسألك !
من أين لي 
من أين لك ؟؟!! 
مشتاقة أمي إليك  
مطرٌ خفيفٌ بين عيني 
وجبيني مرهقُ   
وأبي يوصّيني عليك . 

 

من أين تأتيني الصلابةُ 
كي أدافع كل هذي الأسئلة ؟ 
من أين لي 
من أين لك ؟؟!! 
هذا صمود المقصلة ! 

 

هل يعلمون بأن للمنفى ظلالاً قاتلة ؟! 
أو أنَّ قربَ البحر من لا يستطيع ؟!  
قفْ لا تقل لا أستطيع 
مطر خفيف بين عيني
وجبيني مرهقُ  
حسنٌ .. ولكني أضيع 
لا يسمحون بأن أغني 
لا يسمحون 

 

لا يسمحون بأن أقول الشعر في أوراقهم
لا يسمحون 
من أين لي 
من أين لك ؟؟! 
شعب هنا .. 
لا يقرأون 
وأنا أقلِّبُ دفتراً 
طلعَ الصباحْ .  

 

مطر خفيف بين عيني
وجبيني مرهقُ ! 
منفايَ قربَ البحرِ  
موج البحر يصحبني صباحا ومساء .  
الموج يدخل غرفتي في كل وقتٍ 
هكذا أنَّى يشاء 
أذني تطنُّ من الصدى 

 

هل كل شيء ضدنا ؟!  
هل كل شي ء ..
كل شيء ضدنا ؟! 
أسطورة الشطآن تبدو ضدنا 
قرصان هذا البحرِ
هذي الريح 
تمشي ضدنا 
الناس تصبح ضدنا 
ويموت منهم ميتٌ 
ليقول شيئا ضدنا 

 

 

من أين لي 
لا تسألي 
من أين لك ؟؟!!  
مطر خفيف بين عيني
وذراعي مرهقُ 
منفايَ هاجسنا وبيت أبي
وأحلام الطفولة 

 

 

قلمي تعوَّد أن يحلق وحده 
كالنسرِ
آماد المنافي
والمسافات الطويلة 
قلمي تعود أن يدافع عن هويته
وأن يهجو القبيلة 

 

 

قلمي تعوَّد أن يخالفني 
تعوَّد أن يصب النار في ثوب القصائدِ 
والدواوين الذليلة 
قلمي يناضل وحدهُ
وأنا هنا في الغربةِ النكراءِ 
منقطعٌ
بلا سحبٍ 
وأنفاسي ثقيلة 
مطر خفيف ساخنٌ ..  

 

 

من أين لي وتقول لي 
من أين لك ؟؟!! 
هذا العزيزُ يضيقُ في صدري 
سليمانُ النبيُّ يدق أبواب السحابِ
يسير فوق الماءِ 
يسأل في الطيورِ 
وهدهد الأخبار في صدري 

 

يخاف الأسئلة 
: يا أيها الأفقُ الفسيحُ 
إليك شعريَ 
هدهدٌ يحمل في منقارهِ 
غصنَ سلام 
اكسِر على سيقانهِ 
نورَ القمر 

 

واطبع على أوراقهِ شفتيك
انزل ماءهُ 
اغسِل يديك ْ 
اشرب 

 

فما رَوِيَ الطريقُ من السهر  
والصِقْ فؤادك بي 
فقد حان السفر  
شبحُ الغبارِ يطوف حولكْ
أنا لا أراك ! 
ولا سواكْ 

 

المراعي والحصادُ المرُّ 
لكنْ 
لا أراك 
- الجرحُ أعمقُ -  
رَغمَ أنك في العراءْ 
أمسك يدي 
واصعد إليك 
أنا لا أراك 

 

وجعُ الرمالِ الآن 
تخرج نارُهُ من مقلتيك 
الآن دَرْدارُ الطبيعةِ واجمٌ  
الآن من طول الغيابِ 
يئنُّ صوتُ النهرِ
: لن تبقى الجبالُ منيعةً  
ستراك أصواتُ الذئاب . 

 

أنا لا أراك  
هذا السؤال إليك ياقلق التراب
من أين لي ؟!    
هذا السؤال إليك ياقلق التراب
من أين لك ؟! 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص