الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مسرحية ( بيت العنكبوت ) -عبد الله عباس الإرياني
الساعة 18:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الجزء الأول من المشهد الأول...

صالون جديد، كنبه وأربعه كراسي..سجادة قديمة على الأرض..طاولة صغيرة في الوسط، وأربع طاولات أصغر بين الكرسيين والكنبة..تلفاز ورسيفر على طاولة سقفها أوسع وأرجلها أطول من المنصوبة على وسط المفرشة..يجلس مودف ( 67) سنة على طرف الكنبة..يحك رقبته:
مودف    : ( مناديا زوجته ) يا عتيقه..يا عتيقه.
( يعود للحك..ينتفض واقفا.)


مودف    : ( يعود مناديا ) قلت يا عتيقه..يا عتيقه.
( تدخل عتيقه ( 60) عاما تحمل صينية القهوة..تضعها على طاولة الوسط )
عتيقة    : صلي على النبي يا مقبل.
مودف    : مقبل على أيش على الكتن، أسمي مودف..وقد قلتلك مليون مره.
عتيقة    : مليون..وعادك مودف من قبل أمس.
مودف    : ولو من ذلحين.
عتيقة    : هههه المودف بين الكتن.
مودف    : تضحكي، وأنا المعذب بين الكتن.
عتيقة    : أضحك عليك..عادك دريت بالكتن.
مودف    : سنتين وأنا أعاني..وتقلي عادك دريت.
عتيقة    :  هههههه من يوم قاعدوك، وأنت تشغلني في روحي..ويا ليتهم قاعدوك من قبل.
مودف    : ليتهم؟! ليش يا عتيقه ليش؟
عتيقة    : ( تضرب رقبتها..تقبض على الكتنة الميتة..تناولها مودف.)
مودف    : كتنه؟!
عتيقة    : أيوه..ياااااامودف.
مودف    : ههههههههههههههه
عتيقة    : تضحك على نفسك.
مودف    : على مرتي عتيقه.
عتيقة    : هههه..ليش؟!
مودف    : ( بغيظ مكتوم ) ولا بتحسي بعذاب الكتن.
عتيقة    : متعودة..يا مودف متعودة.
مودف    : ( يحك..منفعلا ) وأنا ليش ما تعودت.
عتيقة    : هيا..عادك من أمس.
مودف    : سنتين..وتقولي من أمس.
عتيقة    : وأشيه السنتين حقك، وأنا بينها من يوم تزوجتك.
مودف    : يا لطيف ألطف..وأنتي ساكته.
عتيقة    : أقل.
مودف    : أقل بكم؟
عتيقة    : بخمس أو عشر سنوات.
مودف    : أو قليل..وأنتي ساكته.
عنيقة    : كانت الكتن في البداية قليل، ولسعهن أخف..كنت أقل لنفسي الصبر، وأنت مستبد ومخيف.
مودف    : ( يحك منفعلا ) ما هيش حجه..المودف بالساكته والكتن.
عتيقة    : وبعد ما خلفت بنتي البكر..سميتها انتصار.
مودف    : عارف..ههههههه..وانتصرتي على الكتن.
عتيقة    : زادت، وزاد عذابي.
مودف    : ولا قوت قلبك انتصار وكلمتيني ( يحك ) كنتي تتخابري.
عتيقة    : كلمت وشكيت لك من الكتن.
مودف    : أنا؟!
عتيقة    : وكنت أطيب نفسي..وأقول لها: يمكن مشغول بعمله..ولقمة عيشه وعيش أولاده.
مودف    : أنا؟!
عتيقة    : أطيب نفسي، بعد أن يكاد تجاهلك أن يقتلني..التجاهل مصيبة، بل الحكم بالإعدام.
مودف    : ( يحك..منفعلا ) أنا؟!
عتيقة    : وها هو التجاهل يتحول وبالا عليك، وعلى ابننا فرج وزوجته بشرى.
مودف    : تجاهل..تجاهل..تختلقين لنفسك الأعذار.
عتيقة    : أنا ؟!
مودف    : ( يحك ) نعم.
عتيقة    : أنا عتيقة، مثل هذا البيت القديم..تجاهلوه كابر عن كابر.
مودف    : كابر..عن كابر؟! 
عتيقة    : وأنت أكثرهم تجاهلا..فزاد وبال الكتن.
مودف    : ما هوش أنا.
عتيقة    : من هو؟
مودف    : لا أدري..لا أدري.
عتيقة    : ههههه بيت الأسرار هو.
مودف    : الأسرار؟!
عتيقة    : أعترف بتجاهلك..ربما تطيب نفسي وأسامحك.
مودف    : ( ناكسا..يحك )..بصراحه.
عتيقة    : يا ليت.
مودف    : غصبا عني.
عتيقة    : كنت تتجاهلين غصبا عنك.؟!
مودف    : نعم..نعم.
عتيقة    : لماذا يا مقبل؟
مودف    : بل يا مودف، كنت وبين الكتن.
عتيقة    : طيب ليش.
مودف    : ( جاثما على ركبتيه ) بدون لماذا..بدون ليش؟
عتيقة    : ياااااه..هل أشفق عليك، أم على نفسي؟ قم يا مودف..والمودفة معك.
مودف    : ( ينتفض واقفا ) وهل سامحتيني؟
عتيقة    : سامحتك.
مودف    : هكذا بفتور.
عتيقة    : سامحتك..سامحتك..طابت نفسك.
مودف    : وأنا لم أقصر، أحضرت كل المبيدات الموجودة بالسوق.
عتيقة    : بدون فائدة، لعلها متوطنه حتى في جذور البيت.
مودف    : ولم أقصر، طلبت من أبنتنا انتصار أحدث ما أنتجه العلم من مبيدات.
عتيقة    : لم تقصر بعد فوات الأوان.
مودف    : عملت واجبي..أحدث ما أنتجه العلم.
عتيقة    : ( سارحة ) تزوجت انتصار، وأخذها زوجها إلى خارج البيت..بعييييييييييد.
مودف    : ( يحك..منفعلا )..ارتاحت.
عتيقة    : والعلم يا مودف.
مودف    : العلم؟!
عتيقة    : أحيانا أسأل نفسي: هل نستحق السيارة، الغسالة..وكل شيء..ونحن نعيش بين الكتن؟
مودف    : ما هو يا عتيقة؟..قدوه الجنان.
عتيقة    : ( تضغط على مفتاح الكهرباء..يتلاشى النور.)
مودف    : الجنان بعينه.
عتيقة    : ( تضغط على المفتاح..يعود النور.)
مودف    : سلامة عقلك.
عتيقة    : ( متجاهلة ) هل يستحق مخترع الكهرباء أن يدخل الجنة.؟
مودف    : هههه..يدخل الجنة..الكافر ؟
عتيقة    : أمي عمرها تسعين سنه أعقل منك: تشير إلى الغسالة، المكنسه..وتقول: لو أن من أخترع

 

هذا نطق
            بالشهادتين كان دخل الجنة..وذات يوم انقطعت الكهرباء فتوقف كل شيء..عندها رفعت يدها                        إلى لسماء تدعو: يارب دخل ذي أخترع الكهرباء الجنه.
مودف    : الكافر الملعون يدخل الجنة؟!
عتيقة    : عاله عليهم وتلعنوهم.
مودف    : خلاص..ثم ما علاقة الكتن بالعلم والجنة والنار.
عتيقة    : أنت من ذكر العلم فذكرت حالنا.
مودف    : حالنا؟!
عتيقة    : وعلمهم أضعف من كتن بيتنا..هل تعرف ليش؟  

 

يتبع

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص