الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
انعكاسات الفراغ - فيصل البريهي
الساعة 12:00 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

لِي كالَّليالي مع الأحلامِ ميعادُ
وللَّضُّحى رغم عُقْم اللَّيل ميلادُ

 

ولِي مع الفجر وعدٌ غيرُ ذي أجلٍ
للمشتهى فيهِ إبراقٌ وإرعادُ

 

لكنَّهُ وصحارى اليأس عائمةٌ
في عينهِ وهو للأقدار منقادُ

 

يستنفر الخطْوَ والأشباحُ تُقعِدهُ
كأنَّها فوقَ ظَهرِ القلب أوتادُ

 

دنياه في راحة المعنى مسافرةٌ
في موكب الرِّيح...لا ماءٌ ولا زادُ

 

تستمطر الجدْبَ والأجواءُ صادئةٌ
كأنَّها مُهَجٌ تَغْلِي وأكبادُ

 

وجهُ المسافات في أقصى ملامحها
طيّاتُهُ لزحوف القحط إمدادُ

 

عن أيِّ إيماءةٍ صفراء لاح لها
يوماً بمفترق الأقدار إرشادُ؟

** ** **

 

تلك المتاهات أوطانٌ مسردبةٌ
تاهت جموعٌ بها مِنَّا وأفرادُ

 

كي لا يُرى بعضُنا تُهنا لتحضننا
سرّاً كما تحضن الأرواحَ أجسادُ

 

كنَّا اتَّحدنا بها لو أنَّها اَتَّحدتْ
جهراً..،وهل تقبل الأضدادَ أضدادُ؟

 

لأْلأْتُ في ليلها ضوئي لتكشفَ لِي
عن وجهِها...وبقلبي منهُ إيقادُ

 

لكنها استعكستْ لي وجهَ كاهنةٍ
لها من الرِّجس أزواجٌ وأولادُ

 

جنَّدتُ في إثرها الأشجانَ باحثةً
عنها...وللشوق ملء الكون أرصادُ

 

وهي التي في أقاصي الحزن لي وطنٌ
لي في أقاصيهِ أجدادٌ وأحفادُ

 

أسطورةُ الفأر إرْثُ الأمْسِ تبعثها
في كلِّ جيلٍ حضاراتٌ وأمجادُ

** ** **

 

كل العناوين تستوحي نبوءةَ مَنْ
مِن قبلُ لا أسلموا فيها ولا هادوا

 

من لم يروا ناقةً فيها ولا جَملاً

تحظى ثمودٌ بسقياها...ولا عادُ

 

تلك البلاد التي في كل طيِّبةٍ
فيها ترعرع طغيانٌ وإفسادُ

 

قُلْها كما شئت فالآفاق دائخةٌ
وليس فيها لِنار الحزن إخمادُ

 

هذا امتدادٌ لما في الأمس خلَّفهُ
في معبد الشمس نُسَّاكٌ وعُبَّادُ

 

ترويهِ في صدرها كفُّ الرمال كما
تناقلت نقشَهُ في الصَّخر آبادُ

 

هانحن من جنتيها نجتني قصصاً
ومن صداها لنا دَخْلٌ وإيرادُ

** ** **

 

قِفْ بي على ضِفَّة المعنى بمنعَطفٍ
أطرى...لهُ من وجوه العصر إسنادُ

 

خُذْهُ دليلاً على
وجه(السعيدة)هل
طالعت وجهاً عليها فيه إسعادُ؟

 

كلُّ الذي جَدَّ فيها أنَّها أفتقدتْ
حلماً...وما لافتقاد الحلم إيجادُ

 

كانت وكنَّا عليها والهوى معنا
نستنسخ اللَّيلَ أحلاماً ونصطادُ

 

حتى تورَّمتِ الأحلامُ في دَمِنا
ونحنُ في عالَمِ الأحلام رُوَّادُ

** ** **

 

عشنا لهمس الليالي المومسات صدىً
يُطريه شعرٌ وألحانٌ وإنشادُ

 

وما سوى الأحرف السمراء كان لها
في كلِّ قلبٍ تسابيحٌ وأورادُ

 

ظلّتْ تؤدِّي بها الدنيا نوافلَها
كأنَّها في طريق الدهر سُجّادُ

 

تأتي دروبَ الهُدى من كلِّ ناحيةٍ
فيها التَّمتُعُ إقرانٌ وإفرادُ

 

لكنَّها وانعكاساتُ الفراغ على
أهدا بِها تألف المعنى وترتادُ

 

ترنيمةٌ في شرايين الحياة لها
سجعٌ... ومِن حولِها الآلاف نُقَّادُ

** ** **

 

في كل ترجيعةٍ عذراء لي وطنٌ
وما لأوطانها في القلب تعدادُ

 

وفي شرايينها أرضي مواطنةٌ
وفي سُواها لها نفيٌ وإبعادُ

 

أرضي التي استوطنتْ في كلِّ جارحةٍ
مني همومٌ لها سكرى وأنكادُ

 

أوقفتُ في حبها قلبي لِتسكنَ مِن
آلامها جُمَلٌ فيهِ وأقصادُ

 

والقلب كالكون مفتوح المساحة لا
تَحدُّهُ فيه أطوالٌ وأبعادُ

 

ما بالها الأرض ضاقت بالحياة وما
غير الأسى فوقها والخوفِ يزدادُ؟

** ** **

 

حزني على الحبِّ حزن النائحين على
أجداث من غادروا الدنيا وما عادوا

 

إلاّ بقايا حكايا الذكريات لدى
مَن هُمْ على عيشهِم والموتِ أشهادُ

** ** **

 

ناديت يا..!!فاستدار الصوتُ نحو فمي
مستنجداً حيثُ لم يُسعفْهُ إنجَادُ

 

فانهار فوق لساني...واحتوى شفتي
من أذرع الصَّمت أغلالٌ وأصفادُ

 

من ذا تنادي إذاً؟!إنَّ الشعورَ هُنا
عبئٌ وإيقاظُ حسِّ النَّاس إجهادُ

 

غادِرْ فؤادَك وابْرئْ مِن تأنْسُنِهِ
فذو المشاعر والأَشباهُ أندادُ

 

وأنت في عالم الأشباه محتشدٌ
حُبَّاً وحولك ملء الأرض أوغادُ

** ** **

 

مثل الذي في دمشق اليوم تشهدهُ
صنعا...وتشهد ما في القدس بغدادُ

 

عرش الخلافة ما باضت عناكبُهُ
إلاّ وأفرخ سيَّافٌ وجلاَّدُ

 

كانوا عبيداً وإن قامت ممالكُهم
في الأرض...مَن هُمْ هُنا في الناس أسيادُ

 

دُور السياسة ما أحرى وأجدرَ أنْ
يقالَ عنها... مواخيرٌ وقُوَّادُ

 

كم أشبعوا رغبةً للمترَفين وكم
ذا حاصروا معدةً جوعى...وكم ذادوا

 

أرقى وأحدث إبداعاتهم أُمَمٌ
أجلُّ روّادِها في العلْم حَدَّادُ

 

يستغرزون شفار الجهل في دَمِنا
كأنَّنا لِشفار الجَهل أغمادُ

 

لو أسبتوا ما انقضتْ مِن عمْرِهم جُمَعٌ
سَكرى...ولم ترأسِ الأيامَ آحادُ

 

كم أوقدوا في دجانا من مناسبةٍ
عيداً تغنَّوا بهِ فينا وكم شادوا

 

فَنَّ الدعايات في وجهِ الحياة كما
لو أنَّها كلَّها الأيام أعيادُ

** ** **

 

إشراقة الدهر في التعبير مُضمَرةٌ
ليت (الضمائر) لم يعبثْ بها (الضَّادُ)!!

 

في عين كل صباحٍ تنطوي جُمَلٌ
كما انطوتْ في حنايا البحر أطوادُ

 

حتى المعاني التي فُضَّتْ نضارتُها
وللهوى نحوها والشَّوقِ وُفَّادُ

 

تقيَّح الحبُّ في أحشائها وكسَتْ
وجهَ النَّضارة أشواكٌ وأحقادُ

 

تلك الحقيقةُ أقسى مِن تَنكُّرِّها
نكرانُ مَن بدم الأكباد قد جادوا

 

لا بأس إن عاب دهري أو قسى زمني
إنِّي على قسوة الأيام معتادُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً