الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
يمُّ المخافات - فيصل البريهي
الساعة 16:58 (الرأي برس - أدب وثقافة)


لِما لانَ مِن صخرِ الحياة وما قسا
وما لَمْ يزل(ثلثاهُ يمّاً مقوَّسا)

 

وثلثاه(موصولٌ)وثلثاهُ(عملةٌ مُيَبْننةٌ)حاكت(ريالاً مفرنسا)
وما ظلَّ تابوتاً على ظَهر لُجَّةٍ تهدهدهُ...لا غاص فيها ولا رسا

 

وما زال في كفِّ الأعاصير مبحراً  
يصارع قلب الموج بالخوف مُوجِسا

 

إلى أين يا(يَمَّ المخافات)تنتهي بك الرِّيح في درب المتاهات(رَيْوَسَا)؟
تجرُّكَ كفُّ الفجر حيناً مبكِّراً
وتأتي بكفِّ الليل حيناً مغلِّسا

***
 

 

ستبقى على أرجوحة الدهر عائماً
مكانَكَ لم تَبْرحْهُ سجناً ومحبساً

 

تُهَوجِس وهماً دربُهُ أنت مثلما
ترى دربَكَ الوهمَ الذي لكَ هوجَسا

 

تجذَّرتَ في وجهِ المنايا ولم تزلْ
فروعُك تهذي كلَّما الجوُّ نسنسا

 

فنامت بأعشاش العصافير وحشةٌ
تخالج روضاً كان من قبلُ مؤنسا

 

وكلُّ المداءات التي تألفُ الضُّحى
مقيماً بها...في جوفها الليل عسعسا

 

يداهمُها في الصَّدر طيراً وروضةً
ويكبتُها في الظهر شطّاً ونورسا

 

ويحقنُ شريانَ السعادةِ بالأسى
لِيظلمَ منها كلُّ ما كان مشمسا

 

ويرصد فيها ما نَمتْ من حدائقٍ
لِيرعى مناشيراً عليها وأفؤسا

***
 

 

تعريتِ من كلِّ المناخاتِ بعد ما
لكِ المجد من بُرْدِ الرّيادات قد كسا

 

لأن التَّعرِّي مُوضة العصر حيثُ مِن
مزاياهُ أن لا يشهد الحُسْنُ ملبسا

 

وها أنتِ في أقصى العباراتِ حانةٌ
مجونيِّةٌ قد عبَّها السُّكر واحتسى

 

تلوحين في أيدي السكارى موائداً
مشبَّعةً خمراً جراراً وأكؤسا

 

وفي كل حضنٍ دافئٍ كم ضمَمْتِ 
في ذراعيك أجساداً عطاشاً وأنفسا

 

فكم نزوةٍ جاعت إليك ورغبةٍ
فأشبعتِها ضمّاً شهيّاً مؤبلسا

 

تُقبِّلهُ الأشواق أشهى من المنى
وأطرى من الأحلام وطئاً وملمسا

 

وكم متعةٍ نشوى أسالتك في الهوى
لعاباً كمن في نشوة الحلم أسلسا

 

هنا لك بنتاً للهوى صرتِ بعد أن
تبنَّاك، أولاك انتساباً وجنَّسا

 

هنيئاً لكِ الحب الذي مدَّ ظلَّهُ
بصدرك للعشاق روضاً مفردسا

 

وكي لا تكوني عملةً صرت سلعةً
بكلِّ مزادٍ....صرت أربى وأبخسا

***
 

 

ولا تحسبيني إذ عشقتك عاقلاً
فقد كنت مجنونا بحبكِ مهوسا

 

عشقتكِ أنثى صدرُها يُسكِر النَّدى
وترتادهُ الأنسامُ فُلّاً ونرجسا

 

عشقتكِ جسماً يرتدي الحُسْنَ حُلَّةً
وتَلبسهُ الدنيا حريراً وسندساً

 

عشقتكِ روحاً يملأ الكون بهجةً
بهِ ألفُ صبحٍ في مداه تنفَّسا

 

عشقتكِ وجهاً فيه للضوء قِبْلةٌ
يحج إليها الحبُّ فرضاً مقدسا

 

ولكنني رغم احتراقي ظللتُ مِن
وراء الَّليالي ظامئ الشَّوق مُفلسا

 

أعلَّلُ نفسي بالتمني...،تَتُوهُ بي
دهاليز عمري في (لعلَّ وفي عسى)

 

فيمَّمتُ نحو اليأس قلبي مخلِّفاً
لهُ ملء آفاقي رصيداً مكدَّسا

 

وما زلتُ أطوي العمر سعياً وإنِّما
مع الناس في درب المعاناة والأسى

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص