الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
أنثى من عطر - عبدالرحمن دغار
الساعة 12:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


وأنا أركض في طبيعة الأمكنه أشعر بالزمن يحاصرني وبالمسافة تتسع أكثر من حولي حتى وإن كنت في رحلة قصيرة لكنني حين أسعى في عينيك تتلاشى أطول المسافات فتنكمش الجغرافيا وتزداد سرعة الزمن فأفقد اللحظة التي كنت أحلم بها طويلا.
..... 
 

المكان خارج الجغرافيا،
الزمان ما قبل ولادة الوقت والتاريخ،

.....
 

كغيمة تعبر السماء تقصقص أسهم أشعة الشمس التي كانت توخزني بضراوة في نهار صيف شديد الحرارة،،
هطلت باردة تعيد لروحي الإخضرار والطراوة بعد أن كدت أموت من الذبول وطول الإنتظار،
إبتسامة واحدة وطار كل ذلك الشحوب الذي كان يغطي ملامح وجهي،،
كلمة واحدة وعدت من طريق الموت لأفتح في قلب الحياه نافذة لحياة إنسان آخر،

......
 

يسعد لي صباحك أيها الحلم الحياه،آسف كثيرا على التاخير،وأنا في الطريق لمحت روح وردة كانت ترفرف ورأيت فيها وجهك الطفولي وإبتسامتك الأنيقة وجمالك الرائع فأليت على نفسي أن أمنحك شيئا منك أقصد شيئا يشبهك فكانت الوردة،، وكنت سعيدة أنني سأمنحك ذاتك،،
خفت عليك أن تبقى وحيدا هناك تعبث بك الريح ويقتلك الظمأ،أقصد خفت على ذلك الشبه الذي ءآمنت به حد اليقين أنه منك، أخاف عليك من يد لا تؤمن بالجمال ولا تحافظ عليه ومن زمن يألف الشوك ويكره الورد، أخاف لأنك العطر الذي أتنفسه ويمنحني نشوة عارمة بالسعادة والنقاء والحيويه،،
كانت تحدثني وفي عينيها يركض ألف نهر من الحنان ومن بوحها يهطل شلال من الدفء وأنا متكئ على صخرة محدق في عينيها أقرأ كل ذلك التاريخ الكبير والخارق للسحر والجمال والحب،،

......
 

صباحاتك أسعد وأروع يا مليكة القلب،
لا عليك يا عزيزتي شكرا لأنك أنت،،
لأنك أنت التي أقترحتها لقلبي كي تكون دليله وحاديه نحو السعاده،،
لأنك التي بنيت عليها أحلام سنين قادمة ستدونيها بالضوء والحب والسعادة،
حين لمحتي وجهي الطفولي في روح تلك الوردة كنت أنا ألمحك في روحي أبهى من القمر وعلى شفاهك تصلي الإبتسامات،،
كنت ألمحك في مستقبلي بكل تفاصيله،
ربما كنت ترين نفسك في الوردة لأنك تشبهين روحي،فأنا ما ءآمنت بك إلا لأنني اكتشفت فيك سرا عظيما ظللت زمنا وأنا أركض مع كل لحظة من عمري أبحث عنه في كل أنثى مررت منها أو عبرت مني ولم أجده إلا فيك أنت،، 
كنت أبحث عني في أنثى أو حتى عن بعضي،،
فتشت كثيرا في أكثر النساء، عشت كمتسول يطرق الأبواب ليتدارك جوعه وعطشه،طرقت قلوب الكثيرات وكنت أعود كل مرة خائبا أترقب القادم،، كنت أصارع القدر في إسعاد قلبي كما يجب لا كما تريد له كائنات الدنيا،،

 

كم تألمت كثيرا وأنا أتسبب بجرح إحداهن أنها لم تستطع أن تساعدني في أن تكون هي أنت،،
تلك الفتاة كادت أن تكون أنت لكن القدر لم يرد ذلك،، بكت كثيرا لأجلي ورافقتني في أماكن كثيرة تساعدني في البحث عنك لكنها ماتت قبل أن ألقاك بعام،،
ماتت بمرض لم يستطع أغلب الأطباء تشخيصه ومعرفته ربما هي الوحيدة من تعرف داءها،،
بكيتها يا عزيزتي حتى بح صوتي وأبتلت ثيابي من الدموع وتورمت عيناي ومازلت أبكيها حتى الأبد لأنها بعض منك،
نعم كانت بعض منك،،

سأحدثك حين تحين الفرصة عن هذه الفتاة وأحلامها ومشاعرها ومغامراتها الشجاعة وعن دورها في وصولي إليك،،
........
 

 

رفقا بي أيها الوجع الكبير ،رفقا فقلبي لا يحتمل كل هذا العذاب الذي كنت أنا سببه كيف لي أن أنظر في وجهك وأنا عذابك في سني ربيعك الأولى؟
كيف لي أن أكون فرحك اليوم وأنا من حطمت شبابك وعجنت روحك بالألم والحرمان؟
كيف لي أن أدون مستقبلك بالضوء وأنا من كتب ماضيك بالعتمة؟
كيف لي أن أغني فيك وأنا من عزف بروحك مواويل الوحدة والفراق والحنين والضياع والبكاء؟
كانت تتحدث والدموع تترقرق من عينيها.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص