الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مقتطف من قصائد ديوان "نقر على أوتار الحرف" للشاعرة التونسية العامرية سعدالله
الساعة 12:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

//تأملاتٌ في المرايا///

 

قالَ :متى يُولدُ من رحيقِ الوردِ عطرًا ؟ 
قلتُ : إذا شربَ النورُ ألوانَ القصيدةِ 
وتملْمَل الليلُ في أحداقِ الحروفِ 
واندلقَ مع المدى يرسمُ تفاصيـلًا سعيدةً... 

 

أيّتُها المرايا 
خُذي حنيني 
خُذي طيفي

 

 واسكُبيه في خَوابئ الضوءِ  
على خدودِ الثّرى 
 ليسْري في تعاريجِ المدى 
وينشقُّ نبعًا قويّاً 

 

                     (2)
 

سأحبسُ وجهي وحُلمي
 حلماً  طــــــــــارَ عن  المرايا 
سأحبسُ صورةَ وطنٍ مهاجرٍ في دمي 
سأحبسُ أنفاسي 

 

وأنتظرُكِ يا أمّي
وأغيّرُ عاداتي و نبضي  
واعتصرُ كلّي 

 

في نكهةِ تفاحةٍ خضراءَ 
لتختمرَ الحروفُ 
وتولدُ القصيدةُ أشدَّ عُريّاً  

 

             (  3  )
 

سأنشدُ لمرأى البحرِ 
تعاويذَ الحياةِ 
وقداسةَ الموتِ 

 

الآن أتعرّى من وجعي 
الآن أهبُّ منكِ ومنّي 
كما كنتُ يومَ مولدي 
جوفاءَ 

 

فاملئيني يا شُعبَ المرجانِ بالأملِ 
أيُّها المحّارُ المتلألئُ على شُعاعِ الشّمسِ 
المتحفزُ للنورِ

 

اِغسلْ وجَلي بخيوطِ الذّهبِ 
المنبعثِ من صَهبكَ
لتنمو شرانقُ المديخِ

(1)
 

وتحتفلُ بحمرةِ المرجانِ   
وتُؤجّ
جُ سبائكَ الفجرِ

 


................................................
 

(1)المديخ : حيوان هلامي تكون هياكله الشعب المرجانية


 

///حدُّ الصّمْت///ِ

 

الصّمتُ مفازةٌ تلتهمُ العبارةَ 
سيفٌ قاطعٌ حدُّه وجعٌ
سأقطعُه قبل أنْ يقطعَ حبلَ الوريدِ 
أو يقطعَ الزّمنَ

 

سأنشدُ واحةَ المجدِ 
وأهيمُ في وادٍ غير ذي زرعٍ 
لتثمرَ حروفي حَبًّا طرياً 
وترفلُ في حقولِ الشعرِ و الكَلمِ  

 

              ( 2  )
 

مُدّي دثارَكِ يا أمّي 
خفّفي حدّةَ الزّمنِ ِ 
لينجلي بياضُ الحَرفِ 
وتنزاحُ غياهبَ الفكرِ 

 

 ويتوهّجُ الحبرُ ...
شُدّي حروفي يا أنايَ العصيّةَ 
يسّاقَطُ نص لوبيٌّ 
يُعانقُ لُججَ المعاني 

 

ويَرتدي صخبَ الحروفِ 
يرُاقصُ وهجَ  النّقاطِ 
ويرسمُ الأحلامَ والذكرى 

 

               (3 )
 

يا أيّها البياضُ الملتحفُ لغةَ الصّمتِ 
هل تتّسعُ لتناقُضِي 
واحتمالاتُ القَلمِ؟

 

هي ذي شرفاتٌ شتّى 
تَحملُني إلى ملاءاتِكِ البيضِ 
تُدثّرني من صقيعِ الزّمنِ 
 

 

العامرية سعدالله الجباهي شاعرة تونسية تعمل مربية بسلك التعليم الابتدائي 
 

 أصيلة قريةمدينة غمراسن (ولاية تطاوين. ) قرية بالجنوب التونسي متزوجة  وامّ لثلاثة أبناء  من انتاجها ديوان :حديث الياسمين  ديوان مشترك لشعراء عرب من المغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا والعراق. صدر سنة 2015 في سوريا الشقيقة.  وديوان( نقرٌ على أوتار الحرف.)عن دار المنتدى للثقافة والاعلام.. كما لها مخطوطات لم تنشر بعد..

لوحة الغلاف بريشة الفنان العراقي سمير مجيد البياتي ...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً