الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
رسالة إلى حبيبتي..- مروان الشريفي
الساعة 18:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لقد شغلنا ما نحن فيه من وجع، كثيراً. كل ما حاولت الهروب أجد نفسي أمام موقف مؤلم.. تارة أمام أطفال فقدوا حقهم في الحياة، وتارة آخری أمام وجع مدينة بأكملها، والأفضع عندما نفكر جيداً بأن وطنا يقف علی شفاء حفرة من الضياع، اختفی العقل، والمنطق، والعقل.. وحضر الجهل، والعنف، والحقد.
 

حبيبتي أتدرين حجم الفاجعة عندما نتقاتل ونحلم بالنصر، لا لأن النصر مستحيلا.. بل لأن من سننتصر عليهم هم من أبناء الوطن ذاته، إخوتنا. _أحياناً أحاول أن أكتب كل ما يحدث، لكنني أتذكر حين تقرأني طفلتي ذات يوم، لتسألني وقتها عن أحداث قصة ما، هل أجيب بأن هذا الألم والظلم حدث في وطنها، أي سلاحا سيتسلح به أطفالنا غير ماض مظلم، وصل فيه الظلم والفساد إلی منتهى صورة.
أي جريمة أن يقرأ أطفالنا يوماً بأننا باركنا عدوانا قتل زملائهم، أقرانهم، آبائهم، أمهاتهم؟ والأفضع عندما يبحثون سبب هذه المباركة. ليجدوا بأن هناك من أبناء وطنهم أرادوا لوطن أن يكون ملكهم..

يحكمونه كما يشاؤون، يأكلون ثرواته، وينهبون أمواله، وآخرون رفضوا من ليس يجاريهم في كل ما يريدون، قتلوا من يقول لهم "لا" فجروا المنازل.. المساجد، جعلوا من الوطن دمية في يد الغير، لأننا قلنا:
نعم للتعايش، والاختلاف. 
نعم للحب، والحرية.
نعم للتغيير، نعم لمستقبلٍ مشرق لا يتوقف برحيل رئيس، لأننا قلنا:
لا للشعارات الدينية التي تقتلنا، لا للطائفية، لا للعنف، لكنهم أرادوا كل هذا وعندما رفضنا، بطشوا تجبروا، دمروا الوطن، وصفوا أبنائه بالدواعش، والتكفيريين.

 

نعم حبيبتي، لقد جعلوا من الحب جريمة، وإلا لما وصلنا إلی كل هذا، أتدرين لو أنهم يحبون فعلاً، هل سيقتلون البراءة، سيحرقون الجمال؟
لكن وحده الرفض لكل هذه الأعمال هو من جعلهم يتجبروا ومن جعلنا نقاوم ونقاتل دفاعاً عن قضية أن سكتنا عنها لن ترحمنا الأجيال قط.
حبيبتي ابتسمي دوماً 
ففي ابتسامتك نصر 
اغضبي لما يحدث 
ففي غضبك ثورة.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص