- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مركز ابحاث: يكشف تغييرات الحوثيين للمناهج الدراسية لغسل أدمغة ملايين الطلاب والطالبات (تقرير)
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
التقيت بصديق قديم مصادفة في شارع من شوارع المدينة، كنت حينها ماشيا، استعين بالمشي على شبح الانتظار. أصبح الانتظار شبحا كأنه حجاب لا ندري كنهه ولا لونه؛ وإذا درينا فكل شيء ممكن؛ إلا الممكن الذي لا نقدر عليه؟! هههههه، ضحكت، ناكسا، وفي تلك اللحظة من الضحك وقفت قبل أن اصطدم بالصديق القديم. يا لها من مصادفة بعد سنوات طويلة من الفراق أن ألتقي به في تلك اللحظات المشبعة بالضحك، المصادفة الاستثنائية. حدقت في وجهه، مجتهدا في استعادة صداقتنا في سنوات الجامعة البعيدة:
( كان ألطفنا روحا، وأحسننا خَلقا وخُلقا، المشهور بحب النكتة، والمعروف بابتسامته التي لا تفارق وجهه).
تبادلنا القبلات الحميمة، قبلا كان لها وقع ماضينا الجميل، المتطلع للمستقبل المشرق.. بادرته بالقول:
-أين ابتسامتك الجميلة؟!
-ههههههههه.. وأردف:
-ضحكتني.
أحرجني؛ كان له الحق في أن يضحك، الساخر من السؤال في غير زمانه، ثم أن إجابته معروفة، مثله: كيف حالك؟! وكان ردي نظرتي المعتذرة؛ لكن أخلاقه الكريمة لم تخنه، وهو يقول:
-تشتي الصدق.
اكتفيت بهز رأسي.. قال:
-أدخر ابتسامتي لأهل بيتي!
كان لرده الجميل وقع اليد الحانية، مسحت عن وجهي غبار الحرج.. قلت:
-أشكرك، بيت الأسد لا تخلوا...؟!
-تخلوا من أيش.. وأنت؟
-أحاول جاهدا أن أكون مثلك.
-وأنت تضحك في الشارع؟!
-خليها على الله!
-أمجنون أنت!هههههههههههههه
وروحه اللطيفة لن تموت. ضحكت معه، ثم قلت:
-هل سمعت بقول البردوني:
( فظيع جهل ما يجري، وأفظع منه أن تدري.)
-ومن منا لم يسمع؟!
-فهل تدري بما يجري في عدن، وتعز، وغيرهما؟!
-أسمع أقوالا متضاربة، وبالتالي فأنا لا أدري!
-وإذا دريت!
رمقني بنظرة متفحصة، استعدت عندها أحلامه الجميلة لوطن مزدهر، هل خانته أحلامه؟! إلا ان نظرته الحاضرة لم تخنه، وهو يقول:
-الأن عرفت سر ضحكتك.
وأردف شاردا:
- أيهما أرحم: فظيع، أم أفظع؟
- فظيع طبعا.
- خلاص، خلينا مش داريين أحسن!
-وماذا وراء الحجاب؟!
-وراء الحجاب...!
ثم أطرق، حسبته المفكر القديم، وهو يعود ليضع النقاط فوق الحروف؛ لم بكن بدري، ولا نحن، أنها نقاط من ماء، لحظات فارقني بعدها مسرعا. الفراق المفاجئ بعد الغياب الطويل، شد قدمي إلى الأرض وأنا أشاهده
مبتعدا عني. والمفاجأة الجديدة، وأنا أجري وراءه، حتى إذا اقتربت. ناديته:
-يا صديقي انتظر.
لمحني بطرف عينه، ثم انطلق جريا، الهارب من سؤال صديقه! لم أستطع اللحاق به. وقفت لاهثا من التعب، وعيني تلاحقه حتى اختفى عنها. لا ندري أحسن! وشبح الانتظار لن ينزاح عن كواهلنا؛ إلا إذا سقط الحجاب، أسود أو أبيض، كاد الرمادي أن يكتم على انفاسنا!
والهروب هو الهروب، إن كان بالخطوة السريعة مثل صديقي، أو البطيئة مثلي، لا فرق، سنلتقي عند سقوط الحجاب...؟!
يوليو-2015
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر