الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
قصيدة - يحيى الحمادي
الساعة 17:40 (الرأي برس - أدب وثقافة)


دَعِي مَــن علــى عَينيكِ قبـلِي تَلَصَّصُوا
و مَــن باكــتمالِ العِــطرِ بَعـــدِي تَرَبَّصُوا
.

 

دَعِي كُلَّ مَن قالُـــوا, و مــا قِيلَ, إنَّهُــم
جَمـيعًا أحاسِيسـي و قَــولِي تَقَمَّــصُوا
.

 

دَعِي كُلَّ ما قُلــنا لِصنعاءَ.. و اجلِسِـي
فَبَاريسُ مِن خَـــدَّيكِ فاحَت و قُــــبرُصُ
.

 

و لا تُسرِفي 
بالخوفِ مني.. 
فإنني
على كُلِّ أَسراري 
أَمِينٌ 
و مُخلِصُ
.

 

و لا تُطفِئِي كَفَّيَّ
_بالصَّدِّ_ 
إنني
قريبٌ مِن السَّلوى.. 
و ذَنْبي مُرَخَّصُ
.
.
.
.

 

لقد عِشتُ 
أعوامًا مِن الجَدْبِ 
لا أَرَى
سِوى غَيمةٍ تَأبَى 
و أُخرى تُنَغِّصُ
.

 

و قَد جئتُ 
مَحمولًا على الشَّوقِ 
لِلَّتي
لها الشَّوقُ 
و المَحمُولُ 
يُهدَى و يُرخَصُ
.

 

تَقُولِينَ لِي: 
عُدْ بي.. 
و "عُدْ بي" ثَقِيلةٌ
على نازِفٍ 
لَم يَدْرِ مِن أَينَ يُقنَصُ!
.

 

أنا ظامئٌ مُذْ غِبْتِ عني, 
و لَم يَزَل
على جَمرَةٍ 
وَصْلِي 
و صَدِّي 
يُحَصحِصُ
.

 

بعَينَيَّ أَجيالٌ مِن الشَّوقِ 
تَتَّقِي
رُجُوعِي, 
و تَستَجدِي بَقائِي 
و تَحرِصُ
.

 

و لِي كُلَّما حَرَّكتِ رِمشَيكِ
شَهقَةٌ
لَهَا خافِقِي يَهفُو, 
و عَينايَ تَشْخَصُ
.

 

تُرِيدِينَ إرجاعِي 
_كَمَا جِئتُ_ 
ظامئًا
أَلِلدَّمعِ؟ 
أَم لِلجَّمعِ وَصلِي مُخَصَّصُ؟!
.

 

بكَفَّيكِ ما يُغرِي بُكائِي 
و ضِحكَتِي
فَلَا تَستَبِدِّي بي 
و أَنتِ المُخَلِّـــصُ
.
.
.
.
.

 

إذا كُنتِ لا تَدرِينَ ما الشَّوقُ.. 
إِنَّهُ:
غِناءٌ بُكائِـيٌّ 
لِطَيرٍ يُقَفَّصُ
.

 

و إنْ كُنتِ لا تَدرِينَ ما الحُبُّ 
فاعلَمِي
بأنَّ الذي في القَلبِ: 
حُزنٌ مُمَحَّصُ
.

 

و أَنَّ الذي في القلبِ: 
نايٌ مُعَمَّرٌ
يُغَنِّي 
إذا لامَسْتِ صَدرِي 
و يَرقُصُ
.

 

و أَنَّ الذي في القَلبِ: 
شَوقٌ 
حَنِينُهُ
كَقِنِّينَةِ العِطرِ التي 
ليسَ تَنقُصُ
.

 

و ما زالَ عَن عَينَيكِ 
يُخفِي دُمُوعَهُ
و يُدْنِي 
عَنَاقِيدَ القَوَافِي 
و يَفحَصُ
.

 

جَلالٌ هُو الحُبُّ الذي 
أَنتِ أَهلُهُ
فَلا تَسأَلِي قلبي 
لِماذا يُقَرفِصُ!
و لا تَسأَلِي 
ما بي!
إذا عُدتُ صامِتًا
فَتَنهِيدَةٌ حَرَّى 
_لِما بي_ 
تُلَخِّصُ

 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص