- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مركز ابحاث: يكشف تغييرات الحوثيين للمناهج الدراسية لغسل أدمغة ملايين الطلاب والطالبات (تقرير)
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
كانت دقات قلبي تخفق بشدة ..وجبيني يتفصد عرقاً , رغم شتاء كانون البارد , حينما اعتليت المنصة , موجة من التصفيق ضجت بها القاعة المكتظة بالجمهور الذي أواجهه للمرة الأولى , حضور متميز من الأدباء والمثقفين , سافرت عيناي بين الحضور في خجل تبحث عنه ..هناك في المقدمة جلس أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب بهيبته ووقاره, أومأ برأسه مشجعاً لي ,حينما التقت عيناي الخجلتان بعينيه , شعرت بالسعادة لوجوده ! لطالما شجعني ومدني بالنصيحة .
يد تلوح لي من بين الحضور دققت النظر فيها , أوه يالسعادتي ! أنها صديقتي مرام , كما أنتي وفية يا صديقتي , شهور طائلة لم أرها فيها أرسلت لها رسالة منذ اسبوع اخبرها فيها بموعد فعاليتي الأدبية , لقد تجشمت عناء السفر من تعز الحالمة إلى صنعاء لرؤيتي ,كنا صديقتان منذ الطفولة لم نفترق إلا في السنوات الأخيرة ,حينما انتقلت إلى صنعاء لإكمال دراستي الجامعية , ذكريات جمة استعدتها لحظة رؤيتها , الحي ,المدرسة , صديقات الطفولة ..
عادت عيناي تتنقل بين الحضور , تصفحت وجوههم , بحث عنه في قسماتهم , لم أره , ذك المقعد الذي حجزته له خصيصاً بدّ خالياً , أوه .. يا الهي لم يحضر شعرت بخيبة أمل ..الحزن يغزو نفسي المشتاقة إليه ,أطرقت براسي .. تمتمت بداخلي " مستحيل لقد أكد لي حضوره ! لازالت رسالته عالفيسبوك تشتعل بأشواقه الملتهبة , لماذا لم يحضر ؟ لقد وعدني بذلك ..تداخلت مشاعري بين الحزن ..التوتر.. الخجل ,شعور غريب يختلجني , افتقده اليوم أكثر مما مضى , زفرة حزينة كادت تشق صدري , "كم احتاج إليك اليوم..!! " تذكرت تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها معاً قبل رحيله إلى هناك حيث مصدر رزقه ومستقبله المنشود , لازالت تلك الأماكن التي شهدت لقائنا تنفح بعطر الذكريات , شاطئ الحديدة.. حديقة الحيوان التي زرناها في مارس قبل عامان , ذلك اليوم الذي لن أنساه أبدا, يومها تأبطت ذراعه ونحن نتمشى بين ممرات الحديقة ,نلقي تحيتنا لتلك المخلوقات الجميلة التي تقبع خلف القضبان الحديدية , ليستمتع الآخرون بحريتها المصادرة ,طيور مختلفة الألوان تغرد فوق الأشجار , وأخرى تمشي مختالة تنعم بإعجاب المتأملين لها , قردة تحتضن صغيرها تتلمس جسده , تفلي رأسه , ضحكت كثيراً وأنا أتأملها تصدر تلك الأصوات المضحكة , توقفنا أمام ملك الغابة الذي كان يصول ويجول داخل مملكته الصغيرة ,وقفت أتأمل ضخامة جسده ..أنيابه القوية لقد كان هائجاً نوعاً ما , احد الأطفال رماه بحجر ,على أثرها أطلق زئيره المفجع في وجوهنا , الذي جعلني اهرع مذعورة لحضن من اشتاق إليه اليوم حقيقة لا اشعر بالأمان إلا في وجوده , كانت تلك الرحالة آخر عهدي به, لم يأتي بعدها إلى ارض الوطن, حينما ودعته ذلك اليوم شعرت بالألم يعتصرني وددت لو اثنيه عن الرحيل , اشعر بالوحدة .. بالغربة دونه ,يومها احتضن وجهي بكفيه ..
مرر أصابعه بخصلات شعري المتناثرة .. طبع قبلته على جبيني قائلاً سأراك قريباً ومضى,وهاهما عامان مضيا لا يجمعني به إلا سطور من كلمات تنفح بالشوق ثارة والحزن ثارة أخرى, هو من شجعني .. من صقل موهبتي .. بل هو من صنعها ..كلماته يتردد صداها في أذني:
تابع نفحة عطر
" تعلمين ستكونين يوماً ما أديبة مشهورة , يفخر بك الجميع وأنا أولهم ..سأكون إلى جوارك دائماً .. " ها انا اليوم في أول ظهور لي لا أجدك إلى جواري , كم احتاجك الآن !!
استحضرت ملامح وجهه ..عينيه السوداوتين , حاجبيه المقوسين , شاربيه اللذين يلتقيان مع دقنه , رائحة عطره لاتزال تعبق في انفي , تنبهت لتصفيق الحضور بعدما انتهى مقدم الفعالية من تقديمي إليهم شعرت بالارتباك , كفاي يكادان يغرقان في عرقهما , رجفت اعترت أطرافي .. هممت بالنزول , لا حاجة لي بهذا العالم كله الذي افتقد فيه وجوده " نعم سأغادر .. لم يفي بوعده لي ..تجمعت بحيرة من الدموع في مقلتاي .. رفعت بصري لأواجه الجمهور باعتذاري حينما لمحت باقة من البنفسج توضع أمامي , ورائحة ذلك العطر الذي افتقده منذ سنوات تغزو انفي من جديد .. حدقت في وجهه .. يالسروري لقد حضر!! ابتسامته الهادئة تزين وجهه , لمعت عيناي فرحاً حينما التقت بعينيه ..وددت لو أعانقه في تلك اللحظة .. أن اشكي إليه شوق تلك السنوات , سأطلب منه أن يبقى ..أن لا يغادر مرة أخرى ... مسحت دموعي .. استجمعت شجاعتي ..طردت ارتباكي .. أمسكت بالمايكروفون ..أهديت كلماتي ..أشعاري .. إليه
الإهداء إلى من صنع شاعريتي .. والدي الحبيب
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر