الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ثلاثي الألم في رواية امرأة ..ولكن - سيرين حسن
الساعة 16:31 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

رواية لمياء الإرياني الأولى و الفائزة بجائزة د/عبد العزيز المقالح تحمل عنوان (امرأة.. ولكن) على غلافها الباهت الألوان تأكيداً لعامل النقص الذي سنعرفه في صفحات الرواية ال 145..
سرد الرواية يتخلله حوار خاص بين البطلة و الكاتبة تناقشان فيه مسار الرواية ومصير البطلة, لتتخذ الزمن الحالي نقطة انطلاق لها تعود منها ومن مكانها في الشارع أمام سله الخبز للماضي في سلاسة و يسر.

 

 

استعملت لمياء كلمة تدحرج كثرا في روايتها كأن الكلمات و المشاعر أصابها هي أيضا أعاقه, وأصبحت تتدحرج بسرعة كأنها تسقط من علو فيكون وقع ارتطامها قاسي كما هو وقع سماع كلمه معّوق أو أعرج على صاحبها...
 

 

جمعت لمياء ثلاثة ينابيع للألم, اليتم, الفقر و الإعاقة لشخصيه بالتأكيد قد مرت على الكثيرين منا دون أن تترك أثراً أو حتى ملامح ذكرى...
فالفقر أعاقه تضع أسوارا على الشخص, اليتم يضع أسوارا أخرى حول الروح و الاعاقة تكبل الجسد في خانه المختلف "بشكل سيء"..

ترينا لمياء قسوة المجتمع الذي يمسح ملامح الناس, يطليها بصفة لا تزيد على كونها سكاكين تمزق عواطف المقابل أمام برود مشاعرنا.
 

 

الفقر مؤلم, و اليتم كذلك, ولكن ما هو مؤلم أكثر هو نظرات الشفقة من المحيطين, والأسوأ أن تحمل عله ما وتظن أن لا ملجأ لك في الدنيا سوى لأقرب الناس و دون سابق إنذار تكتشف أن أقرب الناس هذا يشعر بالحرج منك, لتكتشف تدريجياً أنك تخجل من نفسك أيضاً وتتجاهل النظر فيها! لأن من حولك يزيد أعاقتك بقصد أو مصادفة لعينه.. 
حوار البطلة المباشر مع القارئ يجعل القصة أقرب لك وتشعر بصدق معاناتها.. كذلك إدراج الكثير من الأغاني وأناشيد طقوس الولادة يجعلها أكثر حميمية لأنها تقترب من تفاصيل الحياة التي نعيشها, وهذا يعيدني لرواية(حُرمة) للروائي علي المقري والذي أستخدم نفس التقنية بكتابه مقاطع من اغني هام كلثوم (سلو قلبي) على طول الرواية..

 

 

تحكي لمياء وكأن القصة كانت مكتوبة أمام عينيها من أول سطر إلى آخر سطر, فهي تنبئك بما سيحدث لشخصيه ما بعد عدة سنوات ثم تعود لسياق الرواية حتى يحين وقت ذكر التفاصيل.. بالإضافة للفلاش باك الذي يحكي طفولة البطلة التي حفرت فيها خطوط النقص و الاختلاف عن مثيلاتها لترافقها لبقية عمرها.
 

رواية بلغه بسيطة جميله خاليه من التعقيد, مشاعر متدفقة تشعرك بالألم و تجعلك تلاحظ تلك البائعة للخبز أو اللحوح أو تلك المعاقة التي لم تترك مساحه في ذاكرتك سوى بكلمه معاقة لتتخذ اسماً مختلفاً بأنها امرأة إنسانه ولنهمل كلمه ..لكن.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً