الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
الغريب - ياسين البكالي
الساعة 20:00 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

ْ
أنا الغريبُ الذي ما ضمَّدتْ جُرحَهْ
بلادُهُ أو أذاقتْ قلبَهُ فرحهْ

 

في جوفِ صندوقِها المصنوعِ من ألمٍ
أحيا ولم ألقَ في أرجاءِهِ فتْحَهْ

 

أنا الغريبُ قميصُ الفقدِ ملءُ دمي
وأخوتي مِلءَ حُزني حاولوا شرحَهْ

 

كأنهم وأنا حقلٌ يعيشُ به
مُزارعٌ أكلتْ آفاتُهم قمحَهْ

 

ولي ولي ، إن هذي الأرضَ مُجدبةٌ
إلا من الغيِّ ، ما أنمى هنا رِبحَهْ !

 

تُسافرُ الروحُ فيها والخُطى أملٌ
أودُّ لو صرتُ في أسفارِها مِلحَهْ

 

أنا الغريبُ وتلك الأمنياتُ على
شواطئي وطنٌ كلٌّ نوى ذبحَهْ

 

وحينَ أنصتُّ للمعنى ذوتْ جُملي
على مشارفِ حرفٍ صارَ لي جُنحهْ

 

ولم أشاءْ أن أراني خلفَ قافيةٍ
إن لم تكنْ عندَ ضيقِ الحالِ لي فُسحهْ

 

للسّْلمِ قلبٌ وللحربِ التي وقفتْ
على الجميعِ فؤادٌ هزَّ لي رُمحهْ

 

فما اعترفتُ له أني معي ولقد
تَيقّنَ الآنَ إني عشتُهُ نفحهْ

 

إني تبوّأتُ إحدى الغُربتين وكم
غادرتُ منفاي كي ألقاه في لمحَهْ

 

وها أنا بينَ أحضانِ الدُّجى وطنٌ
من الحنينِ تمَنّى لو يرى صُبحهْ

 

فمي على بابِ صمتي يرتمي وأنا
مُعلّقٌ في يدِ الأيامِ كالسُّبحهْ

 

وكلما جدّفتْ بي الريحُ عُدتُ إلى
مَحَارتي مُنهَكاً لم يحْتَملْ جُرحهْ

 

حَلِمتُ أني كتابٌ في يدِ امرأةٍ
لكنها فيهِ ما مَرَّتْ على صفحهْ

 

أُدَارِيَ العُمْرَ ، أمحو ما تيَسّرَ لي
من اللّهيبِ ، أُواري في دمي اللفّحَهْ

 

يزْدَادُ وجهي بياضاً كلّما غَرُبَتْ
شمسُ الشبابِ ، وما أقساكِ من لوحَهْ !

 

وكلما أجْهَشَ السَّارِي بأُمنِيةٍ
تَسَمّرَتْ في يدي روحي مِنَ الفَرحهْ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص