الاثنين 30 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
وزير الخارجية السعودي: لا خلافات بين الرياض والقاهرة حول سوريا واليمن
عادل الجبير وزير الخارجية السعودي
الساعة 16:44

نفى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وجود خلافات بين مصر والسعودية بشأن الازمتين، السورية واليمنية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده مع نظيره المصري، سامح شكري، اليوم الأحد، في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، قال فيه أن "هناك تقارب في الرؤية بين الدولتين، فيما يتعلق باليمن وسوريا، وهناك تنسيق بيننا. وكلا يسعى لابعاد الرئيس السوري بشار الاسد، حتى نتعامل مع التحديات فيما بعده".

وبدأ المؤتمر الصحفي بترحيب الوزير شكري بنظيره السعودي، فى أول زيارة له لمصر، منذ توليه مهام منصبه، مشيرا إلى أن "هذه الزيارة تأتي فى وقت مهم، لما يموج به العالم العربي من تحديات". 

ولفت شكري إلى أنهما التقيا فى مشاورات ثنائية، ثم في لقاء موسع، لتأكيد الروابط التاريخية، مضيفاً "أكدت له أن الروابط التى تجمع البلدين، تفوق تلك التي تربط بين الدول في إطار العلاقات الدولية، فالعلاقات المصرية السعودية، هي علاقات خاصة، تربط بين شعبين، يجمعهما المحبة والاخاء،  ورغبة دائمة فى أن تكون الأواصر متينة. وهو ما يعمل من أجله الزعيمان، الرئيس عبد الفتاح  السيسي، وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز".

وأردف شكري أن المباحثات "تناولت العلاقات الثنائية في مجملها، سواء السياسية والاقتصادية أو الثقافية، وكانت هناك رغبة مشتركة للاستمرار في العمل بشكل كثيف، خلال المرحلة القادمة لتفعيل هذه العلاقات، والارتقاء بها الى مستويات أرفع، تحقق طموحات الشعبين الشقيقين".

 وأوضح شكري أنه تم أيضا تناول العديد من القضايا الاقليمية، سواء المرتبطة باليمن، وتحالف استعادة الشرعية فيه، ووجوده على الساحة حاليا، والسعي إلى تنفيذ قرار مجلس الامن، والتفاعل الايجابي مع المبعوث الاممي، وأيضا استمرار العمليات العسكرية، فى اطار التهديدات التي تمثلها الأسلحة الموجودة فى أيدي عناصر غير منتمية للشرعية فى اليمن.

وأكد شكري على "تطابق الرؤى، بالنسبة لاستعادة الشرعية، وتنفيذ قرار مجلس الامن، والوسائل المبذولة لتحقيق الاحتياجات الانسانية للشعب اليمني الشقيق، ورفع المعاناة عنه بقدر الامكان"، مشيراً إلى أنه تم أيضا بحث الاوضاع فى سوريا، "وأهمية ايجاد الدعم لقوى المعارضة السورية الوطنية، حتى تستطيع أن تفعل العمل السياسي لخروج سوريا من أزمتها، وفقا لمقررات جنيف-1، بالاضافة الى تناول تكامل العمل بين مصر والسعودية فى دعم المعارضة الوطنية، ومقاومة ما يتم من انتشار لظاهرة الإرهاب والعناصر الإرهابية على الساحة السورية". 

وأعرب شكري عن تطلعه لعمل مثمر مع نظيره السعودي، خلال الفترة القادمة معتبرا أن "العمل المشترك بين مصر والسعودية لا غنى عنه للحفاظ على الأمن القومي العربي فى هذه المنطقة، وكذلك فى اطار العمل مع الدول الاسلامية".

   وردا على سؤال حول ما يتردد من أحاديث عن وجود اختلافات فى الرؤى بين البلدين، بشأن حل الأزمة فى اليمن والوضع فى سوريا، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن "المواقف متطابقة، والعمل يقوم على تنسيق وثيق، ولدينا رؤية مشتركة واضحة فى كيفية التعامل مع الوضع فى اليمن، ونحن شركاء فى الائتلاف الذى يعمل على استعادة الشرعية فى اليمن، وأيضا التواصل والفهم المشترك قائم فى التعامل مع الوضع بسوريا".

وأضاف شكري أن سوريا تعد مكونا هاما فى الأمن القومي العربي، وأن "ما تعرض له الشعب السورى من تدمير، هو ما يقتضي منا أن نكثف من عملنا وتنسيقنا، وهو ما يتم بالفعل" مشيرا أن "مصر ستستضيف الأسبوع القادم المعارضة الوطنية السورية، ونحن أيضا على اتصال مع الشركاء الدوليين، الذين لهم التأثير على الساحة السياسية، حتى يتم اطلاق المشاورات السياسية، وفقا لمحددات جنيف-1، وتنفرج الأزمة السورية الحالية، ونعفي الشعب من ويلات ما تعرض له، من قتل وتدمير، ونعيد إلى المنطقة العربية جزءا من الاستقرار، الذي افتقدته على مدى السنوات الخمس الماضية".

 وردا على سؤال حول التحرك المصري السعودي لمواجهة  ظاهرة الإرهاب، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها مصر و السعودية و ليبيا، قال شكري "إنه من الأمور الهامة، التي يتم التنسيق الوثيق بين مصر والسعودية فيها، هي مقاومة الإرهاب، ونحن نشترك في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب،  المتمثل فى داعش ولكن لدينا رؤية واضحة فى إدانة كل الاعمال الارهابية، وأنتهز هذه المناسبة لا تقدم مرة أخرى بالتعازي لضحايا الحوادث الإرهابية النكراء، التى تعرضت لها المملكة".

 وردا على سؤال حول محاولة بعض الدول الاقليمية، وخاصة إيران، التدخل فى الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، قال سامح شكري، "تطرقنا فى مباحثات اليوم الى كل ما يهم الامن القومي العربي وتحقيق الامن والاستقرار فى الدول العربية وللشعوب العربية"، وأكد أن الامن القومى لمصر مرتبط ارتباط وثيق بامن السعودية وامن دول الخليج بصفة عامة".

وأضاف شكري أن "مصر ترفض اى تدخلات من خارج الاقليم فى المقدرات العربية"، مشددا على ان اى نوع من محاولات النفاذ او فرض النفوذ على الامة العربية، هو امر مرفوض من قبل مصر، وستواجهه بكل حزم فى اطار دفاعها عن الامن القومي العربي .

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على أهمية العلاقات التى تربط بين البلدين، وحرص قيادتيهما على تعزيزها، معرباً عن تطلعه لمزيد من التشاور والعمل مع مصر لصالح البلدين والشعبين، كما أكد أنه يتفق تماما مع ما قاله سامح شكري، فيما يتعلق بسوريا واليمن، ولايوجد خلافات بين مصر والسعودية، فيما يتعلق باليمن أو سوريا.

وقال الجبير:"كلنا نسعى لابعاد بشار الاسد عن الحكم، بعد أن فقد شرعيته، ونسعى لايجاد الأمن والاستقرار، كما نسعى للحفاظ على المؤسسات في سوريا، حتى يمكن التعامل مع التحديات فيما بعد نظام الاسد" مضيفا أن "اتصالاتنا مع روسيا تتطابق مع الاتصالات المصرية مع روسيا، وهى لاقناع روسيا بأن تتخلى عن بشار الاسد، أو تفرض ضغوطاً أو تستخدم نفوذها مع الاسد لاقناعه بالتخلى عن السلطة".

و تابع الجبير أنه بالنسبة لليمن، فإن مصر كانت من أول الدول التى شاركت فى التحالف، وأن التنسيق مستمر بين مصر والسعودية معربا عن دهشته، "لما يتردد عن وجود خلافات فى الرؤى بين المملكة ومصر، وخاصة فى تلك الملفات".

ولفت الجبير أن هناك تقاربا فى الروى بالنسبة لسوريا واليمن، و"هناك جهود لاستىناف المفاوضات السياسية، لايجاد حل لليمن على اساس أنه بعد مؤتمر الرياض هناك اجتماع جنيف، الذي يتم الترتيب له، وهناك تشاور بين الأمم المتحدة والحكومة اليمنية الشرعية بالنسبة لتحديد موعد لهذا الاجتماع. والهدف منه هو تنفيذ قرار مجلس الامن، أما المرجعية لهذا الاجتماع هى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى، وقرار مجلس الامن رقم ٢٢١٦".

وأكد الجبير أن "التعاون بين مصر والسعودية فى المجال الامنى قوى جدا، وكذلك فى مجال تبادل المعلومات لمواجهة الارهاب، ويجب ان نسعى معا لتكثيف التعاون الدولى لمواجهة الارهاب".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص