الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في نص هايكو للكاتب المغربي أيمن منصف - الشاعرة والناقدة المغربية ثريا بن الشيخ
الساعة 18:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أولاً النص:

كشمعة في مهب الريح
تصارع قدرها 
نورما جين

 

ثانياً القراءة :

 

وهو يغني the candle in the wind كان البيانو يئن وجمهور المعزين يذرفون الدموع بسخاء ،، هكذا عزاء الرائعة ديانا ،، وفاجعتها استدعت من قبلها من نساء دخلن التاريخ بعشق وخرجن من الحياة بفواجع بصمت حساسية عصر بأكمله ،، مارلين رمز للمرأة العاشقة التي كان ذنبها وخطاها أنها لا تدين بغير الحب ،، هي أسطورة الأنثى في مجتمع ذكوري لا يعترف بانسانيتها وإنما يخاصرها أن لم تكن ضمن لائحة الخضر والفواكه تصبح طعما لعشاق الرقيق الأبيض ،، صوتها وهي تردد happy birth day to you president طبع الذاكرة السمعية لعدة عقود وهي تسعى الی تمرير خطاب تعرض لاسوء القراءات ،، خطاب تدعو فيه الی نبذ الغل ونشر المودة والسلام ..مارلين وديانا ثم الأم تيريزا رموز إنسانية عميقة للمرأة الأنثى وهي في مهب الرياح ،، صحيح أن هناك اختلافا كبيرا بين رحلتي مارلين وديانا ومشروع الأم القديسة ،،

 

إلا أن الأسطورة لا تنطلق من أحكام قيمة قدحية لتبرير حكم الإعدام علی صفاء السريرة ،، نهاية مارلين بين الرئيس والمخرج والجندي حكاية لا تنتهي ،، صورها في جيوب الجنود وهم يخرجون في حرب ' ظلت ترفضه-ا وهم غير مقتنعين فبما قد يقعون فيه من موت مجاني ،، جميعهم يشاركونها حلما إنسانيا عميقا تعود فيه الأنثى الی سدرة التقدير والتبجيل وهي تحمل خطابا عميق الدلالة ،، ذنبها انها ما تربت علی غير الحب وغير البحث عن لحظة الشعور بالأمان ،، حينما أصبحت محط الأطماع تكسرت علی جسدها كل الإرادات وكان الفداء عنيفا وغير متكافئ ،، خرج الجميع للعزاء وهم يخفون دموعا لن تجف ابدا ..

 

حكايات نفخ فيها التاريخ بدون صور لتظل أساطير لسيدات دفعن ثمن الرذيلة وهن في الواقع أكثر صفاء من القضاة الذين يصدرون أحكاما غيابية مستندين الی ما يبرر وحشيتهم وبربريتهم ...هنا تدخل الأستاذ الفنان المصمم الذكي ليجمع كل هذه اللحظات في هايكو عربي متفتح علی الثقافة الإنسانية التي لا تخضع لأي تصنيف ،، نهل من الحركة والحدث في أن وفتح أمام القراءة بعدا جديدا تصبح فيها رحلة بحث جديدة عن صيغ أخري لقراءة الأحداث من جهة وربط حركة الحياة بسيرورتها خارج الزمان والمكان ، انت فعلا إمبراطور وانت تحقق تعالقات كسرت الحدود النوعية الفاصلة بين اللحظات وانت تضعها في سياقات جديدة تستفز فينا الرغبة في تحدي ذواتنا ونحن نتوقع بحثا عن أساليب جديدة نكون معها أكثر وعيا بحركة التاريخ. 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً