الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تأملات في ديوان "مراية الروح" للشاعر الزجال ادريس الزاوي - حسنة أولهاشمي
الساعة 20:53 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

الأضمومة الزجلية "مراية الروح ".. ديوان للمبدع الزجال إدريس الزاوي، صدر عن طوب بريس لسنة 2011 ، من الحجم المتوسط ،تصل صفحاته الى مائة وست صفحة، لوحة الغلاف من إبداع الفنان التشكيلي العربي المديني. .. 
 

والغلاف باعتباره عتبة النصوص، سيميائياته تضج بالرؤى وتزخر بالسياقات فهو يساهم في جذب حس المتلقي، يؤجج حواسه ويحرضه على مداهمة سر النص واقتحام باطنه.. دلالة الشكل ورمزيته تتعدد وتختلف من متلق إلى آخر ومن عاشق لحديث اللون إلى قارئ للغة الريشة طبعا، لهذا تتناسل الإيحاءات وتتنوع، هنا يتواطأ الشكل والجوهر ليخصبا لوحة تواري خلف صمتها صراخا يتعالى في سرداب عميق، يختزل طبقات الروح المتباينة حيث دوامة الوجود تعصر مسافات التيه، وصخبها يطحن عمر الصمت، في محراب الروح يقف جسدا يمدد النظر والتأمل، يغيب في حضرة السؤال، يشرد في غموض النفس والوجود، يبحث عن توازن مفقود، يصر على العثور عن إيقونة نور تبدد الشروخ الدفين وتذيب أسيجة الحيرة والغموض، في عمق الذات، ظل يجابه فوضى الحقيقة ،يغرس في قلب التراب ثوابت ومفارقات وانزياحات الكيان، يغمس في أديم المجهول شهقة عالية، أيقظت نبع الوجع، وعرت منطقة الشقوق.. ظل يحاكي الموت في السكون، ينبش في تخوم الذاكرة، يقلب صفحات أمس قريب ويرحل في آت بعيد.. تلاقت جداول النفس وعزفت لحن اللقاء، أطلقت الروح عقال الجسد فآن للطائر المغترب أن يخترق لجة السماء، يرحل متمردا في كف الفراغ ليرسم فجوة الضوء وينثر شعاع الأمل.. 
 

 

عنوان الديوان مقتبس من إحدى قصائده وهي الأولى حسب ترتيب القصائد، قصيدة "مراية الروح". هي المرايا حين تحاول فك زر ترانيم مقدسة، تسافر في حقب النفس لتستحضر لحظات خالدة يتداخل فيها الروحاني الصوفي ،الفلسفي والواقعي فتتلملم شظايا الطهر في الوجود، تخطو الروح فوق الغمام تراوغ سكرات الفناء، وتنتظر ميلاد صبح قريب بعيد، يعيد ترتيب النشأة والتكوين لطبقات الذات والكيان.. "مراية الروح" عنوان فسيح الدلالات وعميق الأبعاد يضمن تشريع باب التأويل ويسمح باعتناق حرية التساؤل والترميز.

قدم للديوان الشاعر والناقد سي محمد الشيكي، وصف التجربة الشعرية للمبدع الزجال إدريس الزاوي فقال "إنها تؤسس لحساسية شعرية زجلية واعية بوظيفتها ودورها لها ضوابطها الأخلاقية أولا، ورهاناتها الفكرية ثانيا، وأسسها الفنية والجمالية ثالثا. وكل هذه المقومات تجعل من تجربة الزجال إدريس الزاوي نموذجا لتجربة القصيدة الزجلية الحداثية في معناها الدقيق "من مقدمة الديوان ص12 . تتضمن الأضمومة أربعة قصائد هي كالآتي -مراية الروح-قنديل الروح –بشار الخير- وسادة الغريب ت . وقصيدة بشار الخير تتفرع منها أجزاء تسعة / قصائد تسعة هي سحت الليل-عكاز الطريق-غرام الورقة-حمار الليل-بشار الخير-النهجة المقلوبة – تفلفيضة - لغط الليل- ضوالروح.
 

الزجل كلون أدبي يسعى لمقاربة موضوعات عميقة وجادة تغرف واقعيتها و حرقتها من معين الذات والمعيش والوجود، أصبح يخترق مدارات القوة في معالجة كل ما يؤرق الإنسان المغربي خصوصا والعربي عموما، وكل ما يشغل الإنسان والإنسانية بمفهومهما العميق والواسع ،يكشف عن مواطن الشروخ المجتمعي، النفسي، الثقافي والفكري، هو لون أدبي تجاوز الرؤية السطحية والقشور الفوقية للمواضيع والأحداث ليتوفق في تعميق النظرة وتعرية أماكن الخلل في النفس والقيم وكشف معيقات الحلم والحق في الحياة والوجود.. في كتابة إدريس الزاوي الزجال نلمس هم المبدع وقلقه الدائم، نلامس درجات الإنشغال بقضية الإنسان، بسلوكه وأخلاقه، بوجعه وآلامه، بفرحه و أحزانه، بإحباطه وانكساره وبحلمه وأهدافه.. هي كتابة تسافر بنا في عمق الكيان لتزحزح ثقلا دفينا وتنهيدة يمتد صوتها إلى أقصى بقاع الذات، في قفص هذه الأخيرة تتكاثر الأسئلة وتتناسل، تفيض شرارة الحيرة وتلبس النفس قلق الوجود، لمواجهة اليقين تدمى المسافات الموصلة لبر الأمان، يغيب الهدوء الداخلي وتضيع الروح في متاهة سجنها، تصمد أمام الزمن وتبحث عن مخرج مضيئ.
 

 

"ف قفص ذاتي مسجون بين سواري الكاف والنون فيضت النية غطاتني الغبشية طحت مع راسي نتشارع نتلاوح بين البارد والسخون لفكار ما لقات راحة فين تكون ياما جراح الروح دمات وأنا بارك عليها بالترقاع" ص17
 

نصوص الديوان ترشح معاني ودلالات، ترحل بنا لنتيه في عمق الخطاب الشعري الثري، نتابع بنهم اهتزازات يراع يوقع صخب الحروف ويدون مواقف شاعر زجال يلوذ بالكلمة لتفجر صمتها وتؤجج شرارة كنهها، شاعر يمارس غواية الحرف ليضخ حرارة وحرقة يراعه في شرايين الكتابة الزجلية، ينتصر للنضج المعرفي ويتوسل للعمق الفكري ويتوق للسمو بأهداف الزجل كلون أدبي يمجد الإبداع الحقيقي والمسؤول ويرفض العطاء العليل والتافه الهش.. في جوف الحروف تتمدد الأسئلة الوجودية، ويهتز صوت الزجال ليشق صمت الأنين، يستمر القلق وتحتد المواجهة بين زمن شاخ وعمر يتحدى الزمن، يعاند رياح الموت ويركب زورق التحمل ليصطاد فرصة البقاء، روح ذبلت وريقاتها وجسد تآكل بعضه بفعل تعرية الوجع، لكن يبقى الصمود في إثبات الذات ويبقى البحث مستمرا لإيجاد العنوان وملاذ الروح الأبدي.
 

"أي يا ياي ياحريق السؤل شكون أنا؟ أنا شكون؟ ماحد الشوفة تتبهات نور لبصر تيقلال ف ربيع لعمر نوارة الروح تتذبال بصريط غنان وطريد الدخان السلسول سكة لعروق طرقان هكاك نيت معاكس الريح نبري على عنوان."ص20
 

الكتابة الشعرية كنوع تعبيري ننصت من خلاله لذات الشاعر وللعوالم الذي يختزل فيها تصوراته ومواقفه ورؤاه، منها نستطيع العبور إلى قضايانا وهمومنا، نقترب من حياة تشبهنا ونغوص في جزئيات واقع ليس بغريب عنا، لكن فهم هذا الواقع هو الذي بات غريبا عنا، هنا يتحمل المبدع مشاق إيصال الفكرة والمعنى، يستحضر ذكاءه ويوظف مهارته لتمرير الرسالة وتبليغ المغزى.. شكل الزجال لوحة شعرية مبللة بصدى الإكتواء، نحت صورة الشقاء والضنك في زمن رتيب يفرخ الألم، يستبعد الحلم ويستعبد الوهم ،زمن صعب القبض على مفتاح سره ويسير التعثر في مسالكه الملتوية الشائكة.. يجتر المرء لحظاته العسيرة كصخرة تأبى التزحزح وترفض الحركة ومع ذلك يجبر نفسه على التأقلم مع دوامة الحياة الرافضة الجاحدة.
 

"عام يلوحني لعام وأنا غادي ع لوهام نتشعبط ف تليس لحلام نجرجر خطيواتي ف طرقان كلها تلاوي نقدي وقاتي ف دنيا مخبلة ب التناوي" ص24
تيمات الديوان تتنوع لتضفي الثراء على جوهر القصيد ولتخلق القيمة الأساسية المتوخاة من الكتابة، حاول الشاعر الزجال لمس محاور كبيرة وهو ينسج قصائده، تناول الذات كعنصر محوري تتلاقى فيه كل العناصر الأخرى ليتشكل الترابط المفروض ويتحقق التناغم بين آليات الوجود، فلا يمكن الحديث عن الجانب الوجداني أو القلق الجواني الذي يبثه الكيان دون الحكي عن مسببات هذا التغيير الداخلي، تتأثر الذات سلبا أو إيجابا بما يحيط بها، وبما يصنع حالاتها الثابتة والمتحولة، تدخل في هذا الحراك الجلي والعراك الخفي عوامل نابعة من تداعيات الواقع، الوطن، الطبيعة، الآخر، الحرية، الأرض، الهوية، الجذور، وغيرها من مكونات لها علاقة متينة بمدى تأثير وتأثر الذات .. تهتز الروح ويسيح وجعها حين تضيق مساحة النور، وترسل العتمة حلكة القهر وقتامة الزمن، يشتد الضغط على أوردة الأسى فتطلق النفس زفرات الحسرة، مناجاة ستتولد رغبة في إطلاق سراح الروح من نفيها المقدر.

 

"ماحد النظرة تتحرار الخاطر تيضياق ف لقلب شحال من مسمار عاطي راسو للتطراق ساعفيني غير مرة ياصورتي طلقي اللسان بالشهادة يبوح ياك لوجه مراية الروح والروح يمكن تشهق فأي ساعة وتروح " ص21
حين تئن الذات اغترابا، تتمدد على قلاعها وحشة صمت قاتلة، كأنها أجراس الفناء تنذر بلحظة الرحيل، سكون رهيب يخترق أزمنة الحلم، يشيع نعش الإستقرار ويعزف تراتيل اليتم الوجداني ..في شعاب الكيان أغلال تكبل معصم النفس، تواري خلف صدئها تأوهات حياة عصية، هنا يكتب المبدع بحسه وعفويته غربة النفس في ليل بهيم ساكن، ليل يعزف على وتر العدم لحن التيه والسراب.. ويبقى الحرف هو الملاذ الآمن الأمين، فيه تحيا الروح ،به ومنه ترتوي الذات وتثبت خلودها، يصبح البياض رفيقا وخليلا يؤثث لعلاقة حميمية سامية ،بها يصبح للوجود معنى مغايرا وجديدا.

 

"ف شعاب الخاطر نبات تنطوف نتحسس خطيوات الموري ف سكات الليلة نفتش على حرف عزري تكون له الورقة خليلة" ص28
حرف الشاعر الزجال إدريس الزاوي يجعلنا نؤكد أننا أمام مبدع يكتب بدمه، يراعه يتصبب صدقا، يحرك عمق المتلقي ويخترق دواخله، يشد إدراكه وهو يهيم في دنيا الكلم الرصين البليغ، يروض لغته لتدشن بنيانا زجليا متينا، بعيدا عن الإبتذال الذي أصبح طافيا وطاغيا ينخر جسم القصيدة الزجلية.. في كتابته نلمس المراس الذي يخلق القوة ويمنح السلامة الهيكلية والجوهرية للنص، هي كتابة تحترم مقاييس الجمال وتحتكم لأهداف الشعر العامي الماتع، الغني بدلالاته وأبعاده والناطق برؤاه الفلسفية وخياله الفسيح.. نصوص الزجال تلامس الواقع بكل حيتياته، ينبش في جسد هذا الواقع العليل، يصور هموم كل شرائح المجتمع ،يحمل وجع الأوطان ويتألم لموت الضمائر واختلال كنه الإنسان.. يجعل الزجال القيم إيقونة رئيسية في شعره، يمرر خطابا يوقظ همم النفس اللئيمة التي تبيح الضغينة ولا تجرم العار الأخلاقي، تبخس ثمن القيم وتذل الكرامة الآدمية، فلا غرو إن تشبت صاحب "مراية الروح" وتعلق بشراع القيم والمبادئ وهو المناضل الأمازيغي العربي المغربي الحر الأصيل، هو الآتي من زمن العزة، تركيبته محملة بجينات الشهامة والكبرياء.. تضحياته جمة ودفاعه على حرية الفكر والأرض والنفس والإنسان كان وما يزال ..يذوذ بكل جوارحه على حرمة الروح والكيان، يندد بالفساد القيمي وينبذ الخديعة والخداع ،يتوق لزمن الحق والعدل وينثر أزهار الخير والنقاء في علياء يحلم بصفائها وصفوها..

 

"ياحسيينها فينا محنة على الدوام ياناكرين الدم يا نادسين ملح الطعام يا قاريينها عوجا يا محرفين لكلام يا مخوضين ترابينا را العيب فينا زايد يكبر عام على عام وحنا مدرقين وجوهنا بغمام معلقين الرجا ب اوهام و يزيد العيب يكبر ويكبر فينا عام على عام" ص 30
نتتبع قصائد الديوان فنزحف على بساط يغري بمعانيه وصوره وألفاظه، تداهمنا جمالية نادرة وتعتقلنا اللمسة التي تصنع التفرد، الكتابة هنا راهنت على الحفاظ ببصمتها وأخلصت لتوقيعها الخاص وهي ميزة ليس باليسير ضمانها في كل كتابة أو إبداع، فحين تختفي البصمة الخاصة بالمبدع يفقد العطاء وهجه وعمقه فتتلاشى القيمة المضافة والنوعية المطلوبة التي تثري الحقل الشعري الزجلي وتساهم في رقيه وارتقائه.. بين ريح واقع حزين وزمن قاس مرير يتسلل الحبر ليجرف بالمتلقي إلى جنان الوجدان والرومانسية، حيث الظمأ يخترق صحراء الذات ،والروح تنزف حسراتها أمام واقع رتيب يصادر الوجد ويعبث بالشعور والعاطفة، زمن عنيف، يلسع الإحساس، يزرع الجفاء والقسوة في النفوس..

 

"خبرني ب اللي بك آ قلبي انت العاشق وأنا بك ولهان ف زمان لجفا فيك اللهفة كرجت الحلفة شحفان عايش بلا معنى نصرط لوقات بلا بنة ولا تسالني على عمري شحال" .. ص33
زوايا القلب تشتعل بلهيب السهر، يرخي الليل جناحيه فتفتح الروح حقائب الزمن، تعيد لف لحظات مثقلة بالتيه، ناعورة الحياة تنسج ما تبقى من حكاية عمر، تعزف لحن الرحيل في حضرة الغياب، و وقت كفيف يبتلع أزمنة السهاد ويسكب نار الإنتظار.. القلب وطن الحيارى و إقامة جبرية يقطنها من طلب اللجوء وقذف به الأسى والضياع إلى حيث لا يدري، في العتمة تتعرى تقاسيم الوجود وترحل الذات في عوالمها، تشرع في عمليات هدم وبناء متتالية لأجل ترميم وتوضيب غرف الكيان وزواياه.. في مسافات الليل تعبر الذات أرض التأوهات ،تقف على حدود الضيق والإغتراب، تشهد السماء على ذروة الإحتراق، حيث العين تطوع الأنين لتظل يقظة ترقب لحظة أفول القمر وبزوغ أولى خيوط الشمس.. يناجي الشاعر قلبه ويتوسل إليه ليستمر في ضخ دم الصمود، ويسترسل في النبض الذي يهب للحياة حياة و معنى..

 

"زد عافر بي وكان ياك انت اللي سهرتيني الليل دمك زيت فتيل الليل و ما طال زاند شعال حتى شافت عينيك القمرة غاربة حشمانة والشمس طالعة سخفانة من جوف ليلات دازت قصارة وركيز .. " ص36
بالبحث عن الذات وسط زحام الوجود، يضيع الإنسان في دوامة نفسه، يبحث عنه فيه، رياح التيه تجرف بأمانه وتبعثر توازنه الداخلي، يحاول اكتشاف روحه من جديد بعدما فقد خارطة هويتها، طريق النفس شائك ومسلكها ملتو، والغوص في قاعها وكشف عوالمها قائم ودائم، خصب أسئلة عميقة تؤرق فكر الشاعر وتؤجج فعل الكتابة لديه، اشتعلت الحروف وتداعت الدلالة لتفصح عن رمزها وإيحائها، في نصوص إدريس الزجال تتوارى الرؤية العميقة خلف الكلمة وتتناسل الرسائل من وراء حجاب، حجاب سميك وشفاف في نفس الآن، يجعل الفكرة في قبضتنا حينا ويجعلها عصية، زئبقية ومنفلتة أحايين أخرى، وبذلك ندرك أننا أمام مبدع يمتلك سر الكتابة القوية الواعية التي تورط المتلقي ،تربك حواسه، وتضمن له الم 
وتضمن له المتعة والعمق المنشودين.. يدعونا المتوحد الناسك في محراب قريضه لنستشف سفره الروحاني في عوالم الذات، يسكب نور الحكمة ويستجلي صورا تمتح نبضها الفلسفي الصوفي من معين الثراث المعرفي، في صمت الكلمات وعزلة الكيان ينثر سحر المعنى على أرخبيل النص ويبلل الجوهر بعبق التاريخ، نستعيد من زمان "حي بن يقضان" تأريخ الفكرة الخالدة ونعيد فلسفة الرؤية البعيدة العميقة..
 

"من صغري لكبري ونا نلهت ونجري مسكون بريح الحال ك حي بن يقضان مجيح...مجلي ف خريطة الصمت والتيهان الشاهدة على موت الإنسان ف الإنسان موته بلا شهاده وحياتنا الغادة على غرادة تتمرغ ف الباس تحنت الحال." ص40
في يم البياض تطلق الروح شباك أسرارها، على مرساه يطيب المقام للقاء، حيث يتجدد عمر الحكاية وتتلاقى مرايا الأكوان، تحرض الذاكرة وتتوسل للذكرى، تخاطب أزمنة الصمت وتخترق أمكنة دست وجعا باليا، على جسد الورقة توقد الحروف ليل أماني هاربة، تشيع ريح الآهات وتعتصر خطوط نور تعثرت خطاه.. هناك فوق سحاب المعنى تراوغ الكلمة قطرات غيث خجلى، تتأهب لاحتضان فجوة حياة، تصارع ذبذبات لحن كسيح، تداري خيبات متعاقبة تخنق ما تبقى من حلم.. حدائق البياض ستزهر وطنا يحتضن أنامل ترتعش لتكتب قدرا وترسم طريقا لم يكن بالأمس البعيد سوى سرابا وتيها.

 

 

"علي ضوات الشمعة، لي قالت هاك الشعا يا لغشى أجيني ونجيك ما احلى النزاهة ف عراصي لنظام. رست الورقة، لي قالت صدري بحر ثق بي على بياضي بوح بالسر برد الكية سولني نوريك الطريق ف الظلام" ص52
تواجه الذات المبدعة إكراهات مختلفة تتداخل فيها مركبات فاعلة ومفتعلة، تزرع نزاعا داخليا نفسيا وارتباكا باطنيا، تتجرع فيه الأنا المبدعة مرارة انزياحات وصدامات ،يتداخل فيها الآخر/الكون والإنسان.. تنبت هوة ويتولد أحيانا الموت المفاجئ يجعل الكتابة تتمنع أو لا تبدي الطوع والوفاق، الشيء الذي يخلق نشازا بين صفوة البياض و سخاء الذات المبدعة.. تتدخل أنواع أخرى من الإستلاب الروحي فيحدث الفتور بين الطرفين ،لكن يظل فتورا مؤقتا قابل للوئام والصلاح، بصورة ذكية ناطقة وبشعرية تخدم الدلالة وتضمن التناغم المطلوب بين المبنى والجوهر يمتطي الشاعر الزجال صهوة المحترف القابض على روح القصيد ليحيك قولا بليغا تسمو فيه الرؤية وينطق فيه الخيال.. بين وجع الكتابة وانتظار لحظة الميلاد تنشد الذات خلاصا لتستفرغ ثقلها وتجد توازنها المسلوب ..

 

"يا الورقة طاوعيني خلاص خليني نبرد جنون هذ الراس يومية لعمر تتساس بغيت نذوق من كاس عقليا بغيت نعرف ف هذا لكسده فين الرجلين؟.. فين الراس؟" ص56
قصائد الديوان يجمعها خيط ناظم ينتصر لأهداف القصيدة الحداثية، تشترك النصوص في لملمة ذات مبدعة يسكنها القلق وتشغلها قضايا عامة، تنزف للحفاظ عل وجودها وإثبات هويتها ،وتجابه الزمن لتجعل الكتابة زادها وصوتها وآتيها المأمول.. النصوص جاءت مترابطة ومتماسكة ببعضها تتوحد على مستوى الوجع والهم الذي تتكبده الذات وتتباين على مستوى الأبعاد والآفاق الدلالية.. لتكثيف بنية النص ولتعميق رؤيته وضمان قوته لقح المبدع متنه الشعري بندف من الثرات الإنساني، الحكاية الشعبية والموروث الأدبي ما جعل قريضه ينثر عبق التاريخ والمجد المعرفيين، الشيء الذي سما بالدلالة وحقق الثراء اللغوي وخصب جمالية شعرية نادرة.. في متنه إتكأ الزجال على تناص ديني قرآني فأشار في نصوصه إلى بعض شخصيات القصص التي وردت في القرآن = اللي ركبوا عليها صالوا وجالوا هاجوج و ماجوج ص58/ قال اللي كفنو اسمو هابيل قال اللي دفنو اسمه قابيل ص70 /يطلع الميمون بشي وصية كاتبها لي قارون هذه قرون ص 65 /. .هو توظيف غايته إغناء المضمون الشعري واستجلاء خلفية للموقف الشعوري ،يجعل الرمز وسيلة للتعبير عن واقع وحياة..

 

في سفر "مراية الروح" تداهمنا رمزية الضوء ونلمس دلالاتها في النصوص، هذا الحضور الرمزي له أهميته في تشكيل لوحة شعرية تفيض بالتعبير الرامي لتأثيث رؤية الشاعر للذات والوجود والأشياء، فالتجربة الشعرية بقدر ما تناولت مرادف العتمة كسمة للوجع والألم والحزن والموت وسمة لكل الأعطاب النفسية والمجتمعية والقيمية فهي بذلك تسعى إلى استخلاص البياض من السواد وتخصيب الحياة من جوف الموت وتقطير الفرح من وريقات الألم والجرح، صراع الأضداد قائم وأزلي، الشاعر هنا كانت رغبته أكيدة في تسخير رمز الضوء ليشع الأمل وتنتصر القيم والمعاني السامية وتعلو إنسانية الإنسان.. مفردات عدة ترمز للضوء وجدناها في ص 36 والشمس طالعة/ وفي ص46 نروح الشمس/ و في ص 62 الشمعة سحراتو/ هي بضوها هو بشطحاتو/وفي ص 57 الشمعة والنجمة علينا شهاد/وفي ص 52 هاك الشعا يا لغشى أجيني ونجيك/وفي ص 49 ونيستي ف ظلامو، شمعة البايتة تفرك لغاها دموع/ وفي ص74 وراها النجمة شفيعة الصباح/.. رغم أن السياقات هنا ترتبط بحالة الذات المبدعة وقلقها في رحلة الكتابة وما يصاحبها من معاناة، فتوظيف رمز النور جاء ليخدم البعد الكلي ويضيء عتمة اللاوعي، فالنور كرمزأبدي وخالد للأمل والفرج يراه الشاعر إيقونة ملحة للتحرر من الضيق والإنطلاق نحوالتفاؤل والتجدد والمصالحة مع النفس والحياة..
 

في "وسادة لغريب ت" أو حين تصبح القصيدة أرضا ولودا لأحاسيس حارة وناطقة، تتبعنا بنهم احتراق ذات مبدعة، تنصهر لتغزل خيوط المعنى، تتفنن في تخصيب خطاب شعري عالي الجمالية وقوي الحبكة.. هي حكاية عاشق أسطوري لمعشوقة بسيطة وممتنعة ومتمردة، هي حكاية إنسان مع بلدة تختزل الجذور والإنتماء والنشأة والمعاناة والفرح والشقاء والتهميش والحب.. اخترق الشاعر الزجال سدرة الدهشة وهو يصول في شعاب وطن صغير كبير، تتشقق منه الروح رغم ما يكتنفه من وجع وعلة، هي "تيفلت" بلدة الشاعر التي رضع من ثديها حرقة السؤال، هي الأرض التي أهدته رغيف الحرية بكل سخاء.. لكتابة هنا تكشف حالة تملك وامتلاك، روابط حميمية تتكلم لتصنع شهوة البوح، جسد يرى تفاصيله في قسمات الروح ومعالمها، والروح تبحث عن حياتها في جزئيات الجسد، "تيفلت" قصيدة الشاعر التي لا تنتهي، حلمه القريب البعيد، في ترابها ومن ترابها يستنشق عبق ميلاده وذاكرته ووجوده، يستعيد ويعيد سيرة محنه وتحمله مشاق حياة طريقها شاقة وطويلة.
 

 

"يا اللي ملكت قلبي هوست البال وعلى محاسنك حليت شوفتي من ترابك كنت ولي ما كنت غير قصيدة حر من لعصيدة ف طريق شاقة وبعيدة" ص76
على كف الشعر يرسم المبدع الزجال وشاح قصائده الحريري، ينتقي لغته باعتناء ويتفنن في تخصيب الصورة الفنية، يرقى بالذوق الأدبي ويجعل العبارة تسمو وتحلق في دنيا الجمال.. وعي الزجال بميكانيزمات الكتابة الزجلية جعله يحرص على توفير بناء شعري متين مشيد بإتقان ،يقدس روح الإبداع الحقيقي ويبتعد عن كل إسفاف لفظي قد يؤدي الى تهجين ودمار اللغة.. بوصف عالي الدقة وبصورة تبوح بسر الحياة وسحر الملكوت، نحت الزجال قسمات عروس البر الأطلسية الموشومة بعبق التاريخ، المغتسلة بسحر الحكاية.. عروس طمعت في كسرة كرامة وقطعة حق لتجد الإقصاء هو أوفر حظوظها والتهميش جزاءها ،خلقت فقط لتتألم وتشكو قسوة غفاة الضمير..

 

"ها يا ت عروسة بر رقيقة لوشام الخارجة من لجبال على ظهرها حطيت الرحال ف صلاح البلاد زاوكت طالبة عناية الرجال" ص 79
في تقريبه لجغرافية البلدة وأركيولوجيتها ،يمدد الزجال حروفه ليصقل حكيا زجليا يفيض شعرية ويتدفق بيانا.. يرسم الكلمات وكأنه يشكل لوحة فنية تسيح شغبا وخيالا، ترحل بالمتلقي ليهيم في ألوان الوجود، يضيع بين أروقة البهاء ويرتشف رحيق المعنى .. وصف لا يتقن دقته إلا من تشبعت شرايينه نسائم بلدة "النخلات " وارتوت ذاكرته بصفاء واديها وعيونها، ورحلت روحه في شعاب جنانها وأعراسها.. الطبيعة منذ الأزل كانت تلهم الشاعر وتحرك ينبوع خياله ،تزلزل انفعالاته الحسية وتهيج إحساسه ومشاعره، وعشق الزجال إدريس الزاوي للطبيعة وولعه بمشاهدها يظهر في نسجه لنصوصه الشعرية، تحضر الطبيعة في الكتابة لتخصب جدلية التلاقي بين الملموس والمحسوس، بين المادي والمعنوي، الذات الشاعرة في حالة تأمل دائمة وسفرها أزلي في عوالم جلية وخفية لاقتناص لحظات التناغم بين الروح والجسد.. في هذه الأبيات نهيم في دفء الجماد ونتيه في حركية المشهد الطبيعي الأخاد، تنطق الصنعة لتمنح المتلقي لمسة تعتصر الحياة من جوف الكلم النابض بالرمز والتكثيف..

 

 

"طلقت سالفك هواد تحت النخلات على وجه الواد ف جنابك عيون الرحمة تفور ف جنانك طلعت النشوة طيور" ص 80
"وسادة لغريب ت" قصيدة تكتب جرحا خاصا وتمرر خطابا عميقا يفسخ ملامح الجرح العام الذي يعيشه الوطن الكبير الذي تعاني معظم مناطقه الإلغاء والتبخيس بكرامة مواطنيه، هي صرخة ضمير حي يحمل هم الإنسان وينشغل بما يؤرق حريته وحقه في الحياة، الزجال يتجاوز أسلاك الحدود ليخترق وجع الكون وهموم الأوطان ،بأسلوب ساخر ونبرة ثائرة تجرم الظلم ،تهين الإستبداد وتندد بالطغي وتعري درن عهود، ينزف الحبر شرارة الحرف المشتعل ويخصب الحس حرقة ذات مبدعة قلقة ..

 

"عزايا و عزاك ف حال ركبوا لغمال خروب بلادك ف غلافو بطال تسقات غابتك بالتسطال على عين الشمس خرج الطهج معرس على هاينة تي تدور على صبعان الضمصة تدور فدار اللي يعريها تدور" ص88
"وسادة لغريب" ملحمة شعرية زجلية وقعتها روح تؤمن أن الكتابة جرأة وموقف، حرف بصورة وخيال ورؤية، يفكك صوت ذات مبدعة لدغها وجع واقع مثخن بالأعطاب، ذات مهمومة تبحث عن فجوة فرج في زمن الخيبات، قلم يخترق المدسوس ليعري عن العجز الحاصل في القيم والنفوس.. الكتابة هجرة في الصمت و تفجير لبوح ينبجس ويظهر عبره السؤال ،سؤال يلامس مواطن الشذوذ في الفكر والمجتمع والذات، في حبك خيوط متن هذه القصيدة اعتمد الزجال في خطابه أسلوب سخرية بطعم المرارة لتمرير الفكرة وفضح القبح المجتمعي، أسقط أقنعة الواقع ووقف الزمن لتعيد الذاكرة جرم الإستلاب ،مظاهر النهب وطمع ينهش جسد الأوطان، تتوالى الآلة الإستعمارية لتطمس الهوية وتمحي العنوان، يستمر الجور ويزحف الموت في واضحة زمن تصادر فيه الحريات وتسرق فيه الحقوق والأحلام.. الشاعر حين يشرح جرح بلدته فهو بذلك يشرح هم كل المجتمعات ويخاطب كل الطغاة ويفضح عاهات الضمائر التي تنسف حق الحياة وحق الوجود والكرامة، صوت الزجال وجد لينتصر للنور، صوت يشدو العدل والمبادئ ويقدس إنسانية الإنسان.. بتوظيف نفحات الأسطورة ونوادر الحكاية الشعبية يلبس المتن الزجلي رداء السحر ويضمن الرمز قوة الحكي الشعري، يتوفق الشاعر في تخصيب دهشة بين ثنايا القصيد ويقتنص المتلقي متعة نادرة تمنحه حق اختراق أفق الجمال..

 

 

"يا هاينة تيف أوف سكون الفا ما هو فال على جبينك مكتوب النتيف على ظهرك معدود الشتيف لعفو يا لطيف عيشك لالة باش نفسر لك بوغيلوف اللقوى للي يعرف ثمرة للمعيوف باش نوضح لك بوهيوف الملهوط تيحوف بالنكير ولحلوف" ص91
بين لعنة ولعبة الكتابة تفسخت روح يراع مشاغب متمرد يهوى المجازفة ويمجد التحدي، يرحل في سر المجاز ويغوص في بحر الدلالة العميقة الموقدة لنار السؤال والمشرعة لباب التأويل.. بشعرية وببيان نتتبع رقصة الحروف وهي تختال وتترنم وتشدو بين أصابع القوافي رحلة الوفاء للجذور وتهمس بعنفوان عشق الأرض المعطاء، الأرض الأم والحبيبة والقصيدة والحياة ..

 

"يالاله الحب إيلا طال عوض اهبال نصرفو كتابه نقيم اعراسات ب ازجال عشاق وماني منك ملال حالف ب حلوفي وشاهدة علي حروفي مانخلي عشك مهجور نحلف بحق الولف والحب الصافي نحلف بلسان بويا وامي نحلفلالة يا مو ذلال حق ربي ورثكي ثادجال" ص 104
أمام تردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية وتفشي مظاهر الخبث الإنساني وانحلال القيم يتعالى موقف المبدع ويعلو على كل مساومة تلمس المبادئ وتدنس الرأي الشخصي.. موقف بطنه الشاعر في حبكة ذكية ونسج قوي للدلالة ..بنكران الذات وبضمير حي يموت الإنسان ويحيا، يناضل من أجل قهر الظلام وترميم الجروح وزرع النور والحياة في الوجود..

 

 

"بحق العرف والدم الدافي نحلف ب لسان ذك ..وذاك اللي همهم يشبه همي نحلف ما طعت رعواني.. ما طاوعت مغرور ها يا تيفلت"ص 105
بين ثنايا قصيدة "وسادت لغريب" نثر المبدع عبق اللغة الأمازيغية لإغناء جوهر القصيد وتجميل الخطاب الشعري بنفحة الجذور والإنتماء، ولأن الشعر حرية وتنوع وتجديد فقد ارتأى الشاعر إضفاء لمسة مغايرة، يعبر من خلالها على ثراء المخزون الثقافي المغربي و إيمانه القوي بتلاقح اللغات واللهجات وتسامح اللكنات من أجل تفعيل الموروث والارتقاء برسالة الشعر..

 

"سقسا سال.. سال.... ما كسوان أسيف ما كمجرن إموذال ما كتشان أشال؟؟؟" ص84
"وسادة لغريب" أو/ ت تي فل ت /المتقطعة الشرايين قبل الحروف، رمزية التمزق في الزمان والمكان، صرخة ذات مبدعة متشققة وروح مشروخة عانت وعاينت الجرح عن قرب وعمق، تجرعت مرارة بلدة تئن جفاء ساستها وتذرف دمعة محاصريها، فالشاعر الزجال إدريس الزاوي مسكون بهم الوطن يفجر حروفه ليدون مأساة شعب بأكمله ،يتقطر الحبر أسى وتمزقا فتأبى الكلمة إلا أن تكتب متقطعة من هول الفاجعة.. حين تنزف البلدة حرمانا وبؤسا وحين تغتصب الأرض وتصبح فريسة مورديها الطامعين، يبق العزاء الوحيد هو لملمة الجراح بجرات أقلام، حينها يكون القلم السلاح الأنجع لمواجهة القهر، والتصدي للإستبداد النفسي والتعذيب الروحي.. ذات مبدعة صادقة وفية لنداء الضمير أصرت أن تناهض الرداءة والخواء القيمي، أخلصت العهد لتتشبت بمبدئها وموقفها، تنتصر وتناصر الحرية والعدل الإنساني وتجعل الروح والجسد فداء لتبليغ رسالة إبداعية سامية..

 

"مراية الروح" خطوة ثابتة في مسار مبدع شاعر، تريث كثيرا قبل أن يتحف المتذوق للكلمة الزجلية بحرفه الجاد المتين، تريث دال على وعي الشاعر بمسؤولية الكلمة، ووعيه بحجم الرسالة الخالدة للشعر وللإبداع.. حرص المبدع على قيمة الدارجة المغربية جعله ينتقي خطابا صافيا مخضبا بسحر المحكي ومعتقا بسلطة الأصل والجذر.. بالدلالة البليغة والبعيدة، بالرؤية النافذة، بالصورة المتحركة المتجددة وبالخيال الثري تصبح لغة اليومي جاهزة لخرق آفاق شعرية بعيدة المدى، تضمن قوتها ومكانتها وتحافظ على هويتها بين كل الأجناس الأدبية الأخرى
 

 ".مراية الروح" نافدة على روح صافية خصبت بوحا صادقا سهلا حينا وممتنعا أحايين كثيرة، أضمومة زجلية لشاعر يؤمن أن الكتابة أمانة وموتا جميلا تنجب لحظات ضاربة في المعنى والحكمة والخلود، الكتابة عند الزجال ادريس الزاوي تنتصر لعمق اللغة العامية التي تزخر بالطاقة الشعرية وتحترم مقاييس الجمال الأدبي.. في إبداعه يحرص على تفعيل الأسس الفنية ويسخر أساليب تمنح درجات عالية من الجمالية، لغته أنيقة وقوية، يحتكم للأصل ويواكب مدارات الحداثة في القصيدة الزجلية.. حرف إدريس الزاوي الشاعر يشتعل ليؤجج جوهر عطاء يسمو بالقيم، يمجد الحرية ،يشرع حق الحلم ويقدس إنسانية الإنسان.. فالشعر عنده قبل أن يكون أداة تعبير وإفصاح فهو فلسفة وفن حياة. تبقى هذه فقط تأملات خجولة في ديوان من الحجم الكبير والثقيل، يستحق وقفات عميقة وقراءات شاملة ودقيقة تليق بمستوى هذا السفر المشاغب المشوق الماتع..
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً