الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مع المجهول - فيصل البريهي
الساعة 18:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لستُ مِن قبْل ثلاثينَ سنَهْ
قطّْ في ميسرةٍ أو مَيْمَنهْ

 

إنَّما في القلبِ حُرّاً تلتقي
في مراميهِ جميعُ الأمكنهْ

 

أدرأُ الآلامَ بالآمالِ عَن
وجهِ تلكَ الرِّحلةِ المُستهجَنهْ

 

رِحلةِ العُمْرِ التي ما جاوزتْ
بي ضفافَ الذكرياتِ المُحزِنهْ

 

لم أزلْ في نُقطةِ البِدءِ التي
بالخُطى الحيرى وبي مُحتقِنهْ

 

كُلَّما استجديتُ إنسانيَّتي
ألبستْ معنايَ دعوى الأَنْسَنَهْ

** *** **
 

نحنُ في الغاباتِ لم تُثْبتْ على
كَونِنا فيها أُناساً بيِّنهْ

 

هذهِ أوطانُنا لم يبقَ في
وجهِها غيرُ النُّعوتِ الهيِّنهْ

 

لم يَعُدْ للآدمياتِ التي
«نحنُها» إلاّ شظايا الألسنهْ

 

منذُ أن أستوطنتْ أجسادُنا
للمآسي أصبحتْ مستوطَنهْ

 

إنَّما آمالُنا في الكَبْتِ لم
تخلُ مِن أعتى صفاتِ «البَرْكَنهْ»

 

لم تزلْ مكبوتةً أسرارُها
في الحنايا تستثيرُ الأدخنهْ

 

ثورةً موقوتةً في لحظةٍ
تنطوي فيها طُوالُ الأزمنهْ

** *** **
 

يا بلادي أنتِ حتَّى اليومِ لم
تشهدي إلاّ سياطَ الهيمنهْ

 

حيثُ لم تتَّصفي الاّ بما
يحتوي معنى الأسى والمسكنهْ

 

أنتِ حتَّى اليومِ ما نُودِيتِ أو
جئتِ إلاَّ في ذهولٍ مُذعنهْ

** *** **
 

هذهِ الأرضُ التي عاشتْ على
هَضْمِ أشلاءِ الضَّحايا مُدمنهْ

 

مِن شرايين المآسي انتفضتْ
صيحةً في كلِّ وجهٍ مُعلَنهْ

 

شائتِ الأقدارُ أن ترفعَ مِن
كلِّ سجنٍ قمَّةً أو مئذنهْ

 

ونداءً: أيُّها السَّفاحُ ما
قدَّمتْ فيها يداهُ حسنهْ

 

ما الذي خلّفتَهُ فيها لِمَن
فوقَها غيرَ الجراحِ المزمنهْ؟

 

ما تعدَّى كلُّ ما مارستَ مِن
خبرةٍ في الحُكم حدَّ القرصنهْ

** *** **
 

ثُلْثُ قرنٍ لم يَعِشْ في ظلِّها
غيرُ أوزارِ الحروبِ المُنتِنهْ

 

صُودِرتْ أحلامُنا مِنَّا ولم
تُبقِ غيرَ الأُمنياتِ المُثخَنهْ

 

واستُبيحتْ عِفَّةُ العيش كما
تَسلُبُ الفحشاءُ عِرضَ المحصنهْ

 

وتمادى البغيُ والترويعُ في
قتلِ أحلامِ النُّفوسِ المؤمنهْ

** *** **
 

إنَّ مَن كفَّاهُ في قتلِ الرُّؤى
واغتيالِ الضوءِ منها مُمعِنهْ

 

مَن أشاعَ الخوفَ في آفاقِنا
لم يَعُد في وُسْعِنا أن نأمنَهْ

 

وهو مَنْ ألقتْ بهِ الآثامُ في
قَمعِ أشذاءِ الزُّهورِ الليِّنهْ

 

فاجأتْهُ المستحيلاتُ التي
كانَ أعصى أن يراها مُمكِنهْ

 

فاضَ طوفانُ المنايا جارفاً
مَن بنى مِن كومِ ريشٍ موطنهْ

 

إنَّ أحنى جُملةً في وصفِهِ
نَتَهجّاهُ بها أن نلعنهْ

 

سوفَ يبقى في فَمِ التَّاريخِ ما
ظلَّ يُحكى...لعنةً مستحسنهْ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص