الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عصام الأكحلي
جدار الصمت و خالد الانسي
الساعة 22:50
عصام الأكحلي

ما قبل الفتح المبين في الحادي والعشرين من سبتمبر وخلال ثلاث سنوات ماضية كانت صفحات التواصل الإجتماعي و المواقع الإلكترونية والصحافة الورقية المطبوعة وكذا منابر الجامعة والمنتديات تعج بالناشطين وكتاباتهم وأقوالهم و أنشطتهم و أحلامهم ومدحهم وانتقاداتهم واقتراحاتهم، كانت مرحلة مفتوحة للجميع و لكل الأطراف والإتجاهات , وفيها مثلا إستطاع أنصار الحوثي رفع شعاراتهم في قلب العاصمة وتعز و ذمار بعد أن كانت الشعارات حكرا على جبل مران، وخلالها أيضا تمكن الحراك الجنوبي من رفع أعلام الإنفصال في المعلا وكريتر بعد أن كانت الأعلام محصورة في تلال الضالع.

مرحلة ما بعد وصول المسيرة القراّنية إلى عاصمة الوطن شهدت تمحيصاً و إختباراً حقيقياً للثبات ومداه، وكشفاً صريحاً للغث و السمين و للحق والباطل , و هي مرحلة عملت على التفريق بوضوح بين الثائر والسياسي وبين الوطني والإنتهازي , وبين العاشق والمتسلق , و بقدر مأساة وطننا إلا أن في ثناياها كان الخير الكثير لأنها كشفت ما كنا لن نستطيع معرفته بدون المسيرة القسرية المباركة . 

بقي اليوم كما ترون جميعاً خالد الاّنسي و أعداد قليلة كنبيل سبيع و محمود ياسين وحسين الوادعي واّخرين إلى جانب الصدع بالحق والثورة ومبادئها , وكما ترون أيضا تكالب الكثيرين لدفن الحقيقة وتغييب الوعي و الربيع اليمني , و لولا قلة باقية تدحض وتزيل غبار الباطل لكنا وصلنا إلى مرحلة حرجة تصبح فيها الشمس رمزا للظلام بقرار جمهوري , وتصبح الثورة فيها معلما للكفر بقرار إنقلابي .

صمتَ الجميع كما رأينا جميعاً في توقيتٍ حاسم ٍ للحاضر والمستقبل , و كان جدار الصمت عازلاً لمسار الحلم اليماني , وطريقاً معبداً للميليشيات و إعادة إنتاج القمع والديكتاتورية , و لهذا لاحظنا جميعاً صراحة سماحة السيد وإنزعاجه من كتابات الناشطين والإعلاميين المناهضة لمشروع الانقلاب الذي وصفه بمشروع الثورة , رغم أن الثائر لاينزعج من رأي مخالف له بل يحارب الجميع من أجل سماعه رغم الاختلاف معه , لكن الظلام دائماً يمقت ويخاف النور , فسواد الليل تمحوه في لحظة ٍ إشراقة الحقيقة .

توجه الميلشيا نحو تخريب شبكة الانترنت و إبطاء تصفحها بشكل كبير , وكذا رفع اسعار الانترنت , والسيطرة على صحيفة الثورة الرسمية , وتعميم صفة الفسق و الخيانة و الفساد لكل إعلامي معارض لتدمير حلم إنشاء دولة مدنية حديثة ديمقراطية يسودها العدل والمساواة والقانون هو مجرد خطوة تتبعها خطوات أخرى للبسط القسري على وعي المجتمع وتزييفه لتمرير مشروع الكارثة .

ولهذا إلى الجميع , أقول ..أفيقوا من صمتكم , فالثورة لا تتوقف , و الحرية لا توهب , و لحظة شجاعة تغني عن أعوامٍ من الندم بعد فوات الأوان .

لنكسر جميعاً حاجز الصمت , ونكسر معه حواجز أخرى , ولنعد إلى الساحات , ساحات الحرية والثورة , وإن لم نستطع فلتكن على الأقل صفحاتنا وقلوبنا ساحاتٍ لإستمرار الحلم الذي لا يتوقف لحظة , لأن توقف الحلم للحظةٍ تكفي لتحويله إلى كابوس نراه اليوم واقعاً ملموساً بسبب ذلك , و سيبقى الوطن , والعلي القدير وراء كل قصدٍ وغاية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص