- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
تسريب معلومات خطيرة، نُسبت للمستشار أحمد الزند، حول نية السلطات الانقلابية في مصر، بالإقدام على تنفيذ حكم الإعدام، بحق الرئيس المصري الشرعي، محمد مرسي، صبيحة عيد الفطر المقبل، هي بتقديري -في حال تأكدت صحتها- خطوة استباقية، أرادت منها سلطات الانقلاب تحقيق شيئين:
الأول: جس النبض لدى الرأي العام الدولي والإقليمي، لمعرفة المدى الذي يمكن أن تذهب إليه ردود الأفعال المحتملة، إزاء مثل هكذا خبر خطير وهام، وبخاصة من جهة الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان، أو حتى من حكومات دول الإقليم، وخصوصاً منها المملكة العربية السعودية، التي شهدت تحولات كُبري في الآونة الأخيرة، بقيادة الملك سلمان.
والشيء الثاني: هو تهيئة الأجواء النفسية لدى الرأي العام العربي والعالمي، لتلقي مثل هذا الخبر الصادم، الذي لا نستبعد أبداً تنفيذه، في ظل عصابة فاشية، أجرمت -ولا تزال – بحق مصر وحضارتها، كما بحق شعبها العظيم، منذ الانقلاب الفاشي، الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في مصر، كما ولأول مرة في العالم العربي برمته.
عبد الفتاح السيسي، كائن مصاب بالـبارانويا، التي تعني حالة مرضية، تتسم بالهذيان المستمر، نتيجةً للاعتقاد الجازم لدى المريض بها، بأفكار خاطئة ووهمية، لكنه يعيشها على أنها واقع، أو بشكل أكثر دقة، هو يتوهمها كذلك، وهي عادة ما تصيب الزعماء والقادة السياسيين، الذين يصلون إلى كراسي الحكم في غفلات من التاريخ، على متن الدبابات والمصفحات، والتي اصطلح على تسميتها ب "جنون العظمة"، وهي تنطبق تماماً على معظم القادة العرب، وبمقدمتهم قادة دول الربيع العربي.
ربما كان السيسي حالة استثنائية ومتفردة، في خِضم هذا الجنون، الذي تعدَّى الهذيان إلى الهلوسة، وهي مرتبة متقدمة، يُصبح فيها المُصاب "مريضاً لا يُرجى بُرؤه"، والسيسي كذلك، كل تصرفاته تشي بذلك، فقد أحرق "هذا الكائن" وجَرَف الآلاف بالجرافات في رابعة والنهضة، بسابقة لم يسبقه إليها أحد في العصر الحديث، وهذا الكيان الصهيوني، عدُوّ العرب الأول، وخصمهم اللدود، لم يمتدح زعيماً عربياً قط مثلما امتدحه، بل ولسان حاله يقول ويُفاخر" السيسي منَّا آل صهيون"، ثم ها هو يُمهِّد الطريق لخطوة رعناء، "يتوهمها" وفق هلوساته نصراً، بل وإنجازاً خرافياً، وخارقاً للعادة، لم يسبقه إليه أحد، بينما النتيجة الحتمية لمثل هذا التصرف في حقيقة الأمر، ستكون وبالاً عليه بدون أدنى شك.
السيسي يعيش فعلاً حالة من الصراع النفسي، تُدلل بوضح تام على أنه مهزوم من الداخل، ولا يحتاج لمنازلة من خصومه على الإطلاق، فشبح مرسي يطارده في كل اتجاه، مثل كابوس مُرعب، ذاك الإنسان القابع في زنزانته بلا حول ولا قوة، يملك قدرة عجيبة، تُطارد السيسي في حِلِّه وتِرحاله، وفي يقظته ومنامه، كما يملك إرادةً وشموخاً خارقين، أرَّقا مضجع السيسي وحاشيته، وأفقدتهم لذة النوم، إنه ببساطة، يملك عزيمة ذلك الإنسان، الذي قال الله فيه، "إنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأرضِ والجِبَالِ، فَأبَيْنَ أن يَحْمِلْنَهَا، وأشْفَقْنَ مِنْهَا، وحَمَلَهَا الإنْسَانُ، إنَّهُ كَانَ ظَلُومَاً جَهُوْلاً"، وهنا يكمن سرّ قوته، الذي لم ولن يفهمه السيسي بأي حال.
في حقبة الستينات من القرن المنصرم، عندما أقدم عبد الناصر على إعدام سيد قطب، صنع منه بطلاً قومياً وعروبياً وإسلامياً، ذاع صيته في الآفاق، وجعل منه مُلهماً للأجيال المتعاقبة، التي جاءت إلى الحياة بعد رحيله بسنوات، حتى باتت كُتبه ومقالاته تنافس أعرق الأكاديميات المتخصصة في العلوم السياسية، كما تتربع في صدارة المراجع، لأعرق مراكز الأبحاث الغربية، المتخصصة في دراسة الفكر الحركي الإسلامي، ولعل السيسي يحاول اليوم تقليد سلفه خطوة بخطوة، ولفرط غبائه نسي أنه يعيش في العقد الثاني من الألفية الثالثة، بينما كان عبد الناصر يعيش في العقد السادس من القرن الماضي، وشتان شتان.
لعل الفارق بين السيسي والقادة الآخرين، الذين سبقوه بـ "عاهة الهلوسة"، هو أن هذا "الشيء" يصنع كل ما يصنع اليوم، في الألفية الثالثة، في عصر ثورة المعلومات والإنترنت والقرية الصغيرة، عصر الفيس بوك وتويتر وإنستغرام، عصر المواطن الصحفي، العصر الذي بات العالم فيه يرى كل شيء يحدث لحظة بلحظة، حتى وإن كان داخل غرف ومكاتب الانقلابيين ذاتهم، وهذا ما يفسر لنا بوضوح تام، تفوق هذا الكائن غريب الأطوار على قرنائه في الغباء والحُمق السياسي، الذي لم يسبقه إليه أحداً بالفعل.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر