الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الاربعاء 25 سبتمبر 2024
إنتظار - حامد الفقيه
الساعة 16:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


هذا المساء .. كانت المدينة تعد أنفاسها .. تتنفس بصمت مُرْعب , تتدفق أحيانا عنوة كتلة متتالية من انفاس خوف مع زفيرها .. خوفها من السماء والآتها الصماء تعد تلك الزفرات . تحسبها نفسا نفسا وعداد الآلة لا يفقه تعابير وجه مدينتي المستعطف . يتلمس فقط يتلمس ادنى همسة من فمها . وآلة الأرض لم ترحم موتها أيضا فأطفت مواتير الكهرباء أضواءها وغاصت المدينة في ظلام تتلمس اطراف مصرعها , وتستجمع ثوب عرسها الكان محتمل انبجاس اهازيجه وهي توعد به منذ فبراير الحب للعام 2011 للميلاد . ولم يولد الفرح ولا هي يأست من لبس ثوبها الأبيض كل مساء .. كان ثوبها ذاك تهمة الأرض والسماء فظلت عين الآلة تترقب وهج ذلك الفستان بحنق وغيض .. 
 

من نافذة غرفتي الآن أنادي مدينتي الخائفة ؛ فينفجر حنينها للأمن والسلام نياحا بصوت طفلة بريئة مُرْعبة وجرت إلى حضني تجر اطراف ثوبها الابيض . أضم طفلتي واكفكف دموعها المحرقة التي انهكهت صدرها الغض تناهيد الوجع .. وأنتظر ... 
انتظر هدايا السماء القاتلة .. هدايا دونما موسيقى وصول حتى , هدايا أشد خبثا من هدايا طفل غزة الذي كان على الأقل يسمع موسيقى عذبة يختتم به أحلام طفولته المنهكة . 

 

وجع وموت أحمر هي هدايا سماء ذلك المساء . نامت طفلتي ومازالت ممسكة بأطراف ثوبها بكلتا يديها . .. 
طل القمر قبل موعده ليكسر وفاق الأرض والسماء, وحطم غسق ذلك المساء . أنطلقت انفاس طفلتي بأمان في حضني , ولم تعد تحاصرها كما قبل, ظنا منها ان في يدي حمايتها من آلة السماء والمساء .. مع كل نفس كان ينطلق كانت تفرج شفتيها عن مشروع ابتسامة.. في زقاق من ازقتها تستذكر قناديل رمضان وضحكات السمر .. وفي زقاق ىخر لأقرانها الآخرين العاب البكور وضحكات تفتح أبواب الكون . 

 

القمر يزداد حماسا كما انا مع مشروع حلم طفلتي النائمة بحضني بسلام..
ثلاث أنفاس أخيرة لميلاد الحلم قطعتها هدايا السماء العادة انفاس طفلتي .. أستحال الحلم خليط من وجع ودماء تمتلئ بها الأزقة ..
غاااابت طفلتي عن عيني وفي فمها ابتسامة محروقة وقد صُبغ ثوبها واحترق ..
أما القمر فغرق ضوءه في دموع الوداع ..

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص