الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تكاسير القمر - سامي الشاطبي
الساعة 18:29 (الرأي برس - أدب وثقافة)


ليس لي درهم للوقايةِ
حتى يقال:الوقايةُ خير من الشعر
ليس لي بلسم خارق
لأداوي به طعنة الهجر
ليس لي غير نار من الشوقِ
تأكلني حطباً
وأنا..آكل الصبر..

"زياد القحم"
 

ضربات:
 

لا اضطراب في شعره ..لا خذلان، رغم الأسى الذي يبدو مسيّطراً على نصوصه الشعرية..فقط ثمة مرتكز واحد يتمثل في الإبداع الشعري.. إبداع يستند الى الاشتغال على القصيدة بقصد رفدها بأفكاره حول تطوير النص الشعري !
 

إنّه الشاعر الشاب المجد زياد القحم والذي صدر له عدة دواوين شعرية احداها هذه التي سنستعرضها "تكاسير القمر".. ديوان شعري احتوى على عدد من القصائد الحداثية التي، كلها تشكّل فتحاً جديداً في مسار الشعر الحديث في اليمن.
 

تكاسير القمر:
 

ونظراً للاعقلانية تناول كل قصائد الديوان في هذه الزاوية التي اعتز بها فسوف أخصصها لتناول قصيدة تكاسير القمر..قصيدة رائعة ومتشككة من اعلى صنف!
 

لغات:
 

لعل من ميزات الشاعر القحم إقحامه الأمل بصوره الايجابية المتحققة، وليس الهلامية كما هو متداول لدى الشعراء العرب، فلغة الحزن المسيطرة على الشعر العربي بشكل عام تبدو خارج سياق تجربته الشعرية "يَسْبَحُ في لُجَجِ الفَوْضَى البَلَدِيةِ/هذا الحالمُ/.. يرجعُ من ميدانِ الشمسِ المُطْفَأةِ الآنَ / بلا ضوءٍ في لَهْفَتِهِ / وبلا حلمٍ أصغرَ حجماً مما راحَ بِهِ/ وبلا إمكانيةِ حلمٍ / أو عُكّازٍ يسندُ إنْ عادَ الضوءُ."
 

القمرُ مَعِي
 

ثمة أفكار جديدة تتحطم منكسرة امام كل ما هو تقليدي ولعل تسمية الديوان بتكاسير القمر يسير على هذا المنوال ..مثلاً من التقليدي بان من يريد التغيير عليه ان يفعل كذا وكذا باسم احد من البشر، لكنّ التغيير في عرف الشاعر القحم هو التغيير باسم الله!.."الثائِرُ يبدأُ باسمِ اللهِ/ ويَرْجِعُ منْ أعماقِ الفعلِ الثوريِّ بلا اسمٍ/ يَسْتَفْتِحُ مَشْهَدَهُ/ بالرّغْبَةِ في التّصحيحِ/ وحينَ تؤولُ إلى وطنٍ/ لا يجِدُ المشهدْ/ قُرْصُ القمرِ الآنَ/ تقاسَمَهُ إخواني في الأَوجَاعِِ/وكٌلٌّ يَحْمِلُ منهُ قِطعةَ ضوءٍ في مَذْهَبِهِ/ويقولُ لنقعٍ يتطايرُ خَلْفَ مطيته :القمرُ مَعِي ، والباقونَ بلا قمرٍ/والقمرُ المقْسومُ على المختلفينَ/ يخبؤ ضحكتَهُ" ولكنّ هذا اقفل الشاعر الباب نهائيا امام الفشل الدائم لكل تغيير ..لا يبدو الامر كذلك فمن كانت لغته هي لغة الوردة والأمل يضع الوردة ويرويها بدم قصائده ويعبر مثل كل عابر عظيم "السابحُ في الفوضى والثّائرُ/ والموهومونَ بوصْلِ القمرِ ..الآنَ/أمامي في مرآةِ اللحظَةِ/يتبارونَ معَ الأوهامِ/ويروي القادمُ منهم من غَفْلَتِهِ/ما لم يَرَهُ/في الغفلةِ"
 

سيف في الغمد:
 

سيف الشاعر مازال في الغمد ..هكذا يقول الشاعر في قصيدته فهولا يستخدمه انطلاقا من اعتبار بان الشاعر ليس مهمته سفك الدماء، بل منح الحياة المزيد من المحبة والأمل، رغم كل ما يكابده من العناء ..لذلك قال "والشّاعِرُ يحكي غصته للزَبَدِ الحاملِ قنواتٍ شمطاء/للقمر الضائع في صنعاء/ للأهل المحتكرين أمانيه إلى أجلٍ عجلٍ/ لكنْ/ محتجز في غرفة تفتيش الأزمنة الوهمية/والغمة جمعاء/ إن عزمتْ في الليلِ على صبحٍ تترددْ"
 

مضامين:
 

تتنوع رسائل القحم ..مئات من الرسائل المتوارية بين نص هنا ومقطع هناك وكلمة في قصيدة هنا وأخرى هناك..ليس الحب وحدة الفكرة المسيطرة على الشاعر، بل الرغبة الشديدة في جعل الارض مكانا افضل للعيش ..لكنّ يبقى السؤال المهم برأيي ..ان كل هذا التفاؤل الذي اغدق به زياد القحم القارئ كمن اخذه في جولة في الجنة المتوقعة – ان فعل كذا وكذا- انهاه بان أوصله الى فخ عظيم تمثل في –تكاسير القمر-! 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً