السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وصايا ابن دأية - يحيى الحمادي
الساعة 13:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



شَجَنٌ بُكَاؤُكَ، أَم حِدادُ؟
ودَمٌ دَوَاتُكَ، أَم مِدادُ؟
وهَوًى شُرُودُكَ، أَم أَسَى مَطَرٍ تَـوَعَّدَهُ الجَرَادُ؟
وخُطَى بَرَابِرَةٍ مُطَارَدَةٌ بِصَدرِكَ، أَم فُؤَادُ؟!
أَرِحِ الجَوَادَ.. 
فأَنتَ مُنهَزِمٌ إِذا تَعِبَ الجَوَادُ
وضَعِ السِّلَاحَ.. 
فربّما غَلَبَتكَ أَلسِنَةٌ حِدَادُ
وأَعِد سُؤالَكَ مَرَّتينِ 
تَكُن إِجابةَ ما يُعادُ
أَنا في مَكَانِكَ كُنتُ..
حين هَوَت على كَتِفِي البِلادُ
أَنا كانطِلاقِكَ كان يَصعَدُ بي ويَهبِطُ 
مَن يُصَادُ 
وبِمَا أَتَيتَ أَتَيتُ..
لا اكتَرَثَ الصَّلَاحُ ولا الفَسَادُ
وعلى الدُّخَانِ مِن الدُّخَانِ هَطَلتُ.. 
يَسبِقُنِي الرَّمَادُ 
أَفَتَستَطِيعُ سوى انسِحَابِكَ
حين يَخذُلُكَ العَتَادُ!
يَدُكَ القَصِيرةُ غيرُ مُبصِرةٍ وعَينُكَ لا تَكادُ
وصَلاةُ أُمِّكَ دون أَجنِحَةٍ ودَمعَتُها اجتِهادُ
وأَبُوكَ دَينُكَ لِلحَياةِ.. وما لِدَينِ أَبٍ سَدادُ
وأَسَاكَ مُتَّحِدٌ عليكَ وما لِوَاحِدِكَ اتِّحَادُ
فَلِمَ العِنادُ وأَنتَ صاحِبُكَ الوَحِيدُ.. لِمَ العِنادُ!
ولِمَ الرَّحيلُ! وما الذي بِذَهَابِ رُوحِكَ يُستَفادُ!
لك أَن تُراقِبَ ما يُبادُ على الطَّريقِ 
وما يُشَادُ
لك أَن تَعِيشَ وأَن تَمُوتَ..
ولستَ تَعلَمُ ما يُرادُ
ولك الوُقُوفُ على النَّقِيضِ
إِذا استَقامَ لكَ الحِيادُ
ولك الدِّفاعُ عن انتِمائِكَ
حيثُ لا وَطَنٌ وزَادُ
ولكَ القصيدةُ..
فهي بَذرَةُ نَفسِها.. وهي الحَصَادُ
فَخُذِ القَصِيدةَ 
-قال لي- 
وأَخَذتُها.. 
وبِها سُهادُ
ووَقَفتُ أَسأَلُهُ: القصيدةُ..
هل لِآخِذِها رُقادُ؟
فَيُجِيبُنِي مُتَضَاحِكًا:
رَهَقٌ يُعَاوِدُ.. فاعتِيادُ
فإِذا أَصَختَ إِلى النُّجومِ وكادَ يَبلَعـُكَ السَّوادُ
وإذا وَقَفتَ على اليَقِينِ وحالَ بينكما اعتِقادُ 
وإِذا بَلَغتَ ذُرَى الجُنُونِ وصارَ يَلمَسُكَ الجَمادُ
فَخُذِ القصيدةَ..
فالقَصيدةُ لا تَبِيدُ ولا تُبادُ
وأَخَذتُها.. 
وعَليَّ مِن قَلَقِ المُغامَرَةِ 
ارتِعـادُ
ويَدَايَ قافِيَتانِ حافِيَتانِ
والسُّبُلُ انتِقادُ
وبَدَا الدَّليلُ كأَنَّهُ سَيَقُولُ لي: 
(بانَت سُعادُ)
(وبَدَت لَمِيسُ كَأَنَّها) 
وَطَنٌ أُقِيمَ له المَزادُ
وتَنازَعَت (ذاتَ العِمَادِ) يَدَانِ
فانكَسَرَ العِمادُ
وأَعادَ (عَبهَلَةُ) الإِشَاعةَ عنهُ
وانتَحَرَت (أَزَادُ)
وأَزالَ (أَبرَهَةُ) القِـناعَ
ومَلَّ مِن (مُضَرٍ) (إِيَادُ)
وعَدَت (ثَمودُ) إِلى الكُهُوفِ.. 
إِلى السَّقيفةِ عَادَ (عادُ)
وطَوَى (البَرامِكَةُ) البِسَاطَ 
فلا (بَكِيلَ) ولا (مُرادُ)
وأَنا بَقيتُ مع القصيدةِ
حيثُ لِي ولها احتِشادُ
وبَدَأتُ أَنتَظِرُ القِيامَةَ
بين مَن رَحَلُوا وعادُوا
وبَدَأتُ مُضطَهَدًا أُسَائِلُ
والمُساءَلَةُ اضطِهادُ:
أُتُراهُ يا سَفَرَ الجَدَاوِلِ سَوفَ يُنصِفُنِي القَتَادُ؟
أَتُراهُ يَعرِفُنِي (ابنُ دَأيَةَ) حِين يَجمَعُنا المَعادُ؟
أَتُراهُ يَعبُرُ بي الصِّراطَ إِذا تَنَكَّرَ لي الجِهادُ؟
أَتُراهُ يَغفِرُ لي التَّخبُّطَ بين مَن بَخِلُوا وجادُوا؟
وهل النِّهايةُ في القيامَةِ؟
أَم لِمَوعِدِها امتِدادُ؟!
نَفِدَ الكَلَامُ.. 
وغايَةُ الكَلِماتِ ليس لها نَفَادُ

22-4-2021

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص