السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قيامة اللقاء - حسين مقبل
الساعة 16:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كسحابةٍ
أمضي وحيداً في ضَلالي
أمضي،
وأمتشق الأغاني من شفاهِ الضوء
أرسم في جبين الليل
خطوات خيالي.
أزاوج الأصْداءَ
في صوتي،
وأخلق من ضجيج الموت قهقهةً،
ومن الممرات الحزينة فرحةً،
وألف إجابةٍ عمياء مبهمة الملامح
من حديث الوقت.. أصطحب المتاع،
فربما
سيجوع في يومٍ سؤالي..
أمضي
تسائلني الأزقة عن طريقي،
وتُلوح الجدرانُ
تهمس في مسامع خطوتي الخطوات
تشحذها الحثيث
وصافنات الشوق في صدري
تسأل مُهجة الكلمات:
متى سيحين ميعاد الوصالِ؟
أمضي..
لا أدري إلى أين؟
أجهل وجهتي.. كينونتي
هل أنا راحل إليَّ؟
هل الذي في الضفة الأخرى يكون أنا؟
قادمٌ نحوي لكي يأتي إليَّ.
جدوَى.. ليس لي
من علامةٍ هزيلة
تطأطئ رأسها في خضم القول،
فقد فات الأوان..
عقيمة معالم الأقوال 
والحرف مخصيٌّ
قاحلٌ كالموت..
لا فعل لديَّ الآن
غير تجاهل الأصوات في صوتي،
والبدء في جزِّ المسافات الطويلة
كي أجدني،
كم تمنيتُ بأن ألقي تحايا القرب
في يومٍ عليَّ.
أمضي
أرتل في طريقي أغنيات الأمس
وأعيد خشية كل شيءٍ سوف أخبرني بهِ
عند اللقاء،
عن ليالٍ قضيتها في (الصليلة)
في محاجرها العتيقة في (العقار)
أواه يا أرضاً يدثرها قميص الله،
ويلبسها الجمال.
سوف أخبرني وأسألني وأتحدث معي
عن مسقط الذكرى، وعُش طفولتي
وعن مراهقة القصيدة
عن مغازلة النجوم لخواطري
تحت جُنح الدفء.
ذاهبٌ نحوي
شغوفاً لأسمع ما أقوله لي
وأسمع ما لديّ.
أمضي
وموج تجهُّمي يعصف بثقلي
كيف ألقاني؟
هل يا ترى لا زلت مثلي؟
لست أدري..
هل سأعرفني؟
هناك.. على مرمى من الأحداق
رأيتني واقفاً
فغرقتُ بي،
مستعجلاً لكن لا أقوى على الخطوات
فأتيتني
يا أيها الزمن الشحيح
ماذا فعلت؟
أراني كهلاً أحمل الحِقب التي مرت بعمر الأرض كلها
فحضنتني...
أشتمُ رائحة الطفولة بي
وأزهار الشباب،
أرى بوجهي خرائط الأحداث كلها..
أبكيتني يا أنا
فماذا حل بي؟
فسمعتني أهمس:
لحاك الوقت
طال العمر وأنا وحيد لا أراني.
الآن فلتهدأ نفوس الشوق
ولتزهر لياليَّ
فلن أخشى عليَّ الموت بعد الآن.
لملمتُني بين ذراعيَّ مرةً أخرى
ولا زلت أخاطبني بهمسٍ
أسترجعُ الماضي معي،
وأمضي باحثاً عما تبقى مني
وما أبقيتُ بي..

______________

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص