السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وقرأتُ جميع نصوصك - طارق السكري
الساعة 17:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

وقرأتُ جميع نصوصك
يا أللهُ ولم يبرح فزعي ! 
وشربتُ غمامك
مذ سوَّيتَ غمامَ الأرضْ
ودفنتُ دماغي
مذ ولدتني الريحُ حشيشاً ، وسط دنانِ الخمرِ 
ولم يسكر يارب سوى هلعي !
بي رجفةُ غصنٍ
أنحله الخوفُ من الجدبِ الوحشِ ، وبي رعشةُ عصفورٍ بَلّله القطرُ 
بي من عهدك وحشةُ آدمَ حين أناب إلى زوجتهِ ، واسترخى ثملاً وتداعى همسُ الشيطانِ
كمثل فحيحِ الحيةِ .. أغواهُ وأغواها الوزرُ 
فاسترجعَ .. لكن قد بانت سوأتُهُ ورأى حواءَ بلا شيءٍ ، تهرب من لا شيءٍ يلبسها الذعرُ 
بي صورتُهُ حين هبطتَ بهِ للأرضِ الغربةِ ينبح في عزلتهِ الجوعُ 
وتلحقه أصداءُ العارِ 
ولا أمٌّ إلا الأحزانُ
ولا وطن إلا الحرمانُ
وحواءٌ 
زهرةُ ليمون في الصحراءْ
يشعلها ، يطفئها الجمرُ 
ولم يبرحْ مذ هبَّت منك نسائمُ لقيا فاجتمعا من شوقٍ فزعي ! 
يارب لماذا يرتحل الناس الأشرارُ
ولم يرتحل اللحظةَ يأسي ؟! 
ياساقي الحانةِ
لاح الفجر ولم أسكر بعدُ ؟! 
فما تسقي كأسي ؟ 
لاذاقت عيناك النومَ ولا هدأت بالخمرةِ نفسي 
هل نغمةُ فرحٍ ياساقي
هل وجهُ غلامٍ  
هل شيء يُرجع لي بأسي ؟
مصباح الحانة يغمز لي ! 
الغمز الغمز ولا يجدي الغمز ولا السحرُ
هل أنت يهوديٌّ 
تخفي تحت الأرض الجنةَ
للكبراء وللأعيانِ 
وتعطيني بول الأغصانِ ؟ 
هل حتى في الخمرة هذا التمييز الشيطاني ؟ 

 ١٧ مارس ٢٠٢١

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص