- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء بتوقيت بيروت، وكانت السماء ملبدة بالطيور المهاجرة من أروبا إلى الجزيرة العربية، وكان البحر متخما بالمهاجرين غير الشرعيين إلى أروبا..
صديقي الدرزي الجميل يضع الفحم على الشيشة ورائحة عنب التوت المحترق تسبق الدخان القادم عبر أكثر من شفاه، وهو يحدثني انه سوف يصبح ابا وكانت السعادة تتجلى في حديثه في ابتسامته، في عينيه، في حركة يديه، وكنت أنظر إليه، وأنا أراجع شهادة ميلادي وأتساءل ماذا لو كنت ولدت درزيا ؟!
خصوصا انه لا فرق بين عاليه ونقيل العقاب في الارتفاع عن سطح البحر، هل كنت سأحب بيروت كما هو الآن ؟
أم أننا نتعلق بالأشياء البعيدة فقط ؟
كان ربيع يقلب قصائد من مروا، ومن عبروا، جمرة .. جمرة، وكنت أرى الشعر والنخل والقات يجلسون في الطاولة القريبة، ربما كانت مصافحتي الأولى للناي عبر العيون المخملية..
كانت الروشة عبارة عن نافذة سحرية، نرى منها أحلامنا وحبيباتنا وقصائدنا .. في هذه اللحظة وفي كل لحظة تتناوب الجميلات على غزل الكلمات، واثارة المعنى وتوقيف عجلة العمر ..
كنت اعتقد وما زلت ان بيروت كل يوم تولد من جديد، وأنها لا تعرف الحزن، ولا البكاء وان الذي لا يجيد الغناء والرقص وكتابة الشعر والقصة والرواية تدفع به إلى البحر ..
كنت أرى الحب والعشاق في شوارع الحمراء وكأن هذه المدينة تقتات على العناق، وعلى الحب وعلى الجمال وعلى الحكايات الفريدة ..
كنت في كل مرة أزور فيها بيروت اتحلل من الهزائم ومن الوصايا المرة ، ومن الحب الذي يأتي متأخرا، ومن الشخصيّة المعقدة التي نبتت داخلي في مفترقات الضياع، وعند ملتقى الجراح والألم ..
كانت النادلة تضع البطاطس المقلي، وطبق السلطة، وكان ربيع يحكي عن تجربة جديدة له في مواقع التواصل الاجتماعي.. فقد تعرف اخيرا على سيدة بلجيكية وأنها ستأتي لزيارة بيروت فسألته النادلة الجميلة باستغراب ؟
لزيارتك ام لزيارة بيروت ؟!
في الواقع أنا لم أكن معهم لقد كانت هذه النادلة تشبه تلك السيدة المتزوجة التي احببتها، وأنا في الرابعة من عمري والتي علمتني أن الحب إحدى وسبعين شعبة لذلك عندما أحبتني تلك الفتاة الجميلة في سنة أولى جامعة ، وأنا مشغول عنها بامرأة أخرى اخبرتها أن الحب منازل، وان الحب مواسم وان الحب في الأول والأخير ليس أكثر من لعبة يانصيب ..
لقد علمتني بيروت ان أحب كل الأشياء، وكل النساء وان اعشق امرأة واحدة فقط .. علمتني ان اسافر في كل العيون وان أتي عبر عينيكِ فقط ..
كانت فيروز تعيد تشكيل الطقس، وحرارة الشمس، وتروي الظمأ، وكان الفنان احمد السنيدار يشرق ويغرب من أعماق الذاكرة :
عن ساكني صنعاء حديثك هات وافوج النسيم وخفف المسعى ..
التماهي مع الموسيقى ينقلك من المجتمع الهش إلى تجليات الذات وموانئ المثل العليا،
كان ربيع في كل مرة اقابله فيها يبحث عن طريقة يهاجر فيها من بيروت، وكنت أبحث عن طريقة استقر فيها ببيروت ..
كنت في كل مرة أزور فيها بيروت أبحث عن الأربعين شبيه لي، ولكنني لم اجد سواي ...!!!
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


