الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …...والقلم
حقيبتي !!! - عبدالرحمن بجاش
الساعة 15:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 28 فبراير 2021

لا أدري وكنت في لحظة احسب ذهني خاملا ، كيف وردت إلى ذهني ...فوجدتني اضحك بلا حدود …
والحكاية هكذا : 
في المرحلة الابتدائية ، لا أدري من الذي تكرم علي بحقيبة للملابس كبيرة الحجم جميلة الشكل ،وهذا ربما جعلني ارتبط بها عاطفيا على اعتبار أن الإنسان خلق وحب التملك يسري في شرايين دمه …
كل ملابسي وكانت لاتذكر لم تكن لتشغل حيزا كبيرا داخلها ، اكتشف ذلك عندما كنت أسافر إلى القرية في الاجازات ، لا أدري لم كنت احرص على أن ترافقني كل كتب المدرسة ودفاترها !!!..ولأن الكتب ثقيلة كما تعلمون ، فقد كنت أثير الرغبة في الضحك لدى الآخرين كلما شاهدوني اسحبها كيفما اتفق، أو اظل اتعارك معها حتى يقيض الله لي من يحملها عني أوعلى الأقل يساعدني في حملها …
إلى اللحظة لم أدرك السر وراء حرصي على أن ترافقني دائما في حلي وترحالي ، ربما حب الظهور أمام أقراني في القرية هوالسبب …
في اجازة قضيتها في قريتي حملتها معي، وذات لحظة لا أدري كيف اكتشفت أن كتاب المطالعة غيرموجود ، وهات يانحيب ، وهات يابكاء، عملت من الأمر حكاية لها أول وليس لها آخر…
الجميل أن عمتي سألتني وقد سمعت نحيبي، فصورت لها الأمركما لوان الكون سيضيع بضياع المطالعة ، جلست بجانبي وهات يابكاء على " حق إبن أخي" ، إذ لم تستطع أن تنطق وتكرر" المطالعة العربية " ...لتأتي جدتي وتسأل ، ومن بين الدموع اخبرتها عمتي بالكارثة فانظمت إلينا وهات يا مشاركة في البكاء على " حق ابني الضائع " …
اجمل مافي الأمران عمتي ولكي تهدئ من روعي وخوفي الذي صورته على انه عظيم " والله أن الأستاذ جابرسيقتلني ضرب " لترتفع وتيرة بكاء جدتي : " ياويله من الله الذي سيضرب ابني " ، لم الحظ اختفاء عمتي فجأة، لكنني لاحظت ما بيدها عندما ظهرت من جديد ، بيدها " قصعة أناناس" ، هنا كانت اللحظة مفصلية اما أن أظل اندب أواوجه كل اهتمامي للأناناس ، فكأنني اوكلت لجدتي أن تستمرفي البكاء ، وأنا تفرغت لماءها ولذة الأناناس ….
بعد يومين أو في اليوم التالي جاء يدعوني أحد اقراني ،ليهمس في أذني : هناك في قرية الوجد - وهي تبعد قليلا عن قريتنا - ثلاثة كلاب ملاح ، قلت هيا ، لنعود باجملها الذي ظل طوال الوقت يصرخ … قريبي ذهب بسبب حلول الليل وترك لي الكلب، عمي كان لحظتها في المسجد ، دخلت إلى عمتي ورجوتها أن تجد لي مكانا اخبئ فيه كلبي ، فلم نجد ..فاهتديت إلى فكرة عظيمة " حقيبتي " أدخلت الكلب الصغير داخلها وأغلقت …
لبعض الوقت ظل صامتا ، جاء عمي وأنا ادعوالله أن لايعرف عن الكلب شيئا ….
فجأة بدأ يصرخ ، تنبه عمي ، نزل اسفل الداريبحث فلم يجد شيئا ،وعمتي تحاول إقناعه أن الصوت يأتي من الخارج …
مرت الليلة بسلام ،والجميل انه لم يمت داخل الحقيبة وان عبث بكتبي ودفاتري …
فجرا تسللت إلى الخارج لألتقي بالعبادي لنقوم بقطع اذنه ليكون متوحشا …
 حقيبتي سحبتها من جديد إلى تعز ...ولم اعد اتذكر مصيرها …
لحظات جميلة تمرفي حياة الإنسان ...تظل لصيقة بذاكرته …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص