الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تسابيح المقام - أحمد المعرسي
الساعة 19:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مَنْ قابَ قوسينِ مِنْ ربِّ الوجودِ دنا؟!
فحيّرَ العقلَ والأسرارَ والزمنا
دنا، فضلتْ عيونُ الكونِ شاخصةً
في بوحِها ألفُ حُلمٍ وارفٍ ومنى
وغابَ والوعي بعضٌ من مدارِكِهِ
ما أجملَ الوعيَ سكراناً بكأسِ فَـنَا

*  *  *
في حضرةِ الحقِّ عبدٌ في خواطرِهِ
أقامَ للحبِّ في دنيا الأسى وطنا
المصطفى غرةُ الأنوارِ أعظمُ مَنْ
يقولُ من بعدِ ربِّ العالمينَ: أنا!
مَنْ روحُهُ كعبةُ الأرواحِ، رؤيتُهُ
يومَ الحسابِ أمانٌ يُذهبُ الحزَنَا
مَنِ اسمُه خمرةُ الأذواقِ، ما سكنتْ
شمسُ الكمالاتِ إلا قلبَهُ الفَطِنا
أبو اليتامى، وميزانُ الوجودِ، لهُ
في كلِّ فضلٍ أسامٍ أشرقتْ وكُنى
أسماؤهُ الحبُّ، والإيمانُ غُرتُهُ
وقلبُهُ خيرُ عرشٍ للإلهِ رنا
في هديهِ سارَ كلُّ الأنبياءِ، ولمْ
يكنْ سواهُ لأسرارِ الهدى سَكَنا
أحاطَ بالكونِ حُـبّاً، والنهى أملاً
وكانَ بَرّاً رحيماً يُذهبُ الشَّجنا
اللهُ مادحُ معناهُ ومُرسلُهُ
جلَّ الذي باسمِهِ الهادي قدِ اقترنا
سبحانَ من قالَ: سبحاني، سريتُ بهِ
فكانَ أعظمَ ممدوحٍ بغيرِ أنا

*  *  *
يا من أناديهِ والأشواقُ تَصلبُني
في جذعِ آهٍ تُقِلُّ الريفَ والمدنا
البحرُ قلبي، وطوفانُ المنى أملي
ووعي موسايَ أردى داخلي السُّفنا
في مَفرقِ الشوقِ، والآهاتُ صاخبةٌ
طرَّزتُ بالماء طورَ المشتهى كفنا
شوقي إليك بلا حدٍّ، فكن لفتىً
يموتُ في الحبِّ شوقاً، لوعةً، وضنى
وزرْ محبَّكَ، إنّ الشوقَ قاتلُهُ
لا غيبَ اللهُ عني وجهَكَ الحسنا
أشتاقُ لقياكَ شوقاً لو عَدلتُ بهِ
البحرَ والبرَّ والأفلاكَ ما وزنا

*  *  *
يا أشرفَ الخلقِ في الدَّارينِ معذرةً
طوفانُ شوقي بغيرِ الوصلِ ما سَكَنا
قلبي قصيدةُ شوقٍ أنتَ ملهِمُها
واللهُ يعلمُ مني السِّرَّ والعلنا
وأنتَ وشمٌ بخدِّ العرشِ تخدمُهُ
بــِـيضُ التسابيحِ، والذِّكرُ الذي فُـتِـنا
أتيتَ والكونُ سكرانٌ بغفلَتِهِ
يَخِيْطُ بالشركِ ثوبَ الجهلِ والفِتَـنا
فكنتَ للحُبِّ في ليلِ الأسى مُهجاً
وكنتَ للفضلِ في صبحِ المنى بدنا
أقمتَ بالعدلِ مجداً قالَ قائلُهُ:
مَنْ يجعلِ اللهَ ميزاناً، فما وَهَنا!
يا غُرَّةَ الدِّينِ توحيداً ومعرفةً
اُنظُرْ إليَّ, وكسَّرْ داخلي الوثنا
إني أُحبُّكَ، والعشّاقُ أسئلةٌ
بلا جوابٍ تعافُ الصحوَ والوسنا
صلّى عليكَ إلهُ العرشَ يا نغماً
من التسابيحِ مُلقىً في شفاهِ دُنا
صلاةَ حُبٍّ وإجلالٍ يُعَـتِّـقُها
ربُّ السماواتِ فضلاً، رحمةً، وغِنى
تطوفُ بالعرشِ والكرسيِّ حاملةً
من نورِ وجهِكَ أسراراً تَشِعُّ سنا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص