الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مُخالَفــــة.. - يحيى الحمادي
الساعة 12:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

قَـــوَامُ الــتـي مَـــرَّت صَـبَـاحًـا بِـحَـارَتِي
يَــقِـيـنٌ.. وإِنــكَــارِي صَــلَاةُ اسـتِـخَـارَةِ

بَـــدَت كـالـتي غـابَـت، قَـوَامًـا ونَـظـرَةً
وبـي مِـن خَـيَالِ الـشَّوقِ أَلـفُ اسـتِعَارَةِ

وكَــم تَـكـذِبُ الأَشـبَـاهُ إِن غَــابَ أَصـلُها
وكَــم يُـخـطِئُ الـمُشتَاقُ رُغـــمَ الـمَهَارَةِ

لَـقَد أَرجَـعَت شَـوقِي وحُزنِـي علـى التي
سَـرَت فـي عُـرُوقِ الـرِّيحِ يَـومًا، وسَارَتِ

وقَـــد أَبهَرَت مَــن لَـيـسَ يَـخـبُو لَـهِـيبُهُ
ومـــــا خَــلَّــفَـت إِلَّا رَمَـــــادَ انــبِــهَـارَةِ

ولَــمَّــا نَــــأَت عــنـي، وأَيـقَـنـتُ أَنَّــنِـي
تَـوَهَّـمتُ.. لَـم أَشـعُر بـطُولِ اسـتِدَارَتِي

ولَـــم أَسـتَـفِق إِلَّا وقَــد هَــزَّ سَـاعِـدِي
غَـــرِيــبٌ.. ووَازانِــــي عَــمُــودُ الإِنَــارَةِ

ومـــا كُــنـتُ قَــطَّـاعَ الإِشَـــارَاتِ.. إِنَّـمَـا
قَـلِـيلٌ عـلـى الـمُـشتاقِ قَـطعُ الإِشَـــارَةِ

يَـقُـولُونَ لِـي: (خَـالَفتَ)! يـا لَـيتَ أَنَّـهُم
رَأَوا غَــيـمَـةً سَـــودَاءَ غَــطَّـت قَــرَارَتِـي

ولَـــو أَنَّــهُـم ذاقُـــوا عَــذَابـي بـذِكـرِهـا
لَـمَـا اسـتَغرَبُوا قَـولِي.. وقَـاسُوا حَـرَارَتِي

*****

كَـمَـا يَـسـتَعِيدُ الـكَـهْلُ ذِكــرَى طُـفُـولَةٍ
وتَـسـتَـرجِعُ الأَطـلالُ عِــطـرَ الـحَـضَارَةِ

كَـمَا يُـبصِرُ الأَعـمَى عـلى الـمَاءِ وَجـهَهُ
ويَـسـتَنشِقُ الـبَــــاكِي قَـمِـيصَ الـبِشَارَةِ

كَــمَـا يَـلـمَـحُ الـمَـهـجُورُ طَـيـفًا لِـوَصـلِهِ
تَــذَكَّـرتُ.. والــذِّكـرَى عَــذَابُ الـخَـسَارَةِ

عـلى زَهـرَةٍ فـي الـقَلبِ حَـطَّت فَرَاشَةٌ
وطَـــارَت.. ولا أَدري إِلـى أَيــنَ طارَتِ!

يَـمَـانِـيَّةٌ.. يُـغـنِـي عَـنِ الـوَصـفِ ذِكـرُهـا
ويُـغـنِي سِـوَاهـا عَــن هُـمُـومِ الـصَّدَارَةِ

إِذا مـــا بَـــدَت حَـسـنَـاءُ شَـبَّـهتُها بـهـا
وإِن لَـــم تَــكُـن أَهـــلًا لِـــذَاتِ الـجَـدَارَةِ

ولَـــو أَنَّــهـا لَـــم تَــرقَ حـتـى لِـشَـامَةٍ
عـلـى خَـدِّهـا.. أَو وَردَةٍ فـي (الـسِّتَارَةِ)

وفـي الأَرضِ مـا فِـيها مِن الحُسنِ دُونَها
ولــكــنَّـهـا كـــالــدُّرِّ بَـــيــنَ الــحِــجَـارَةِ

تَــذَكَّــرتُ مَـــن لِـلَّـيـلِ ظِــــلٌّ بِجَــــفنِها
ولِـلـصُّـبـحِ دُرٌّ خَــلــفَ جُــنــحِ الـمَـحَـارَةِ

تَـذَكَّـرتُ مَـن لَـم أَنْـسَ يَـومًا.. ولَـم أَكُـن
لِأَنـسَى الـتي في القَلبِ كانت، وصَارَتِ..

تَـذَكَّـرتُـهـا حــتــى تَــلَاقَــت خَــوَاطِـرِي
وسَـالَـت عـلى رُوحــِـي دُمُـوعًا، وفَـارَتِ

وقَـد حِـرتُ.. لا أَدرِي إِلـى أَيـنَ وِجـهَتِي
ولا أَيـــنَ تَـمـضِـي بــي دُرُوبُ الـمَـرَارَةِ

*****

أَتَـــدرِي الــتـي مَــرَّت بـقُـربي هُـنَـيهَةً
-وإِنْ لَـم تَـكُن مَـرَّت بـِقَصـدِ اسـتِثَارَتِي-

بـأَنـي قَـضَـيتُ الـيَومَ لَـيلًا مِـن الـضُّحَى
وأَدمَــيـتُ أَقــدَامِـي وضَـيَّـعـتُ حـارَتِـي

وأَنِّــي دَخَلتُ الـحَـيَّ "مِـن غَـيرِ حـاجَةٍ"
وأَنـــي ظَـنَـنـتُ الــسُّـورَ بــابَ الـعِـمَارَةِ

وأَنــي وفي كَفِّـــيْ مَفَاتِـــــيحُ غُرفَـــتِي
بَدَا البـــابُ مِن خَلفِي.. فَأَفزَعتُ جَارَتِي!

ولَاقَــيــتُ مـــا لَاقَـيـتُـهُ مِـــن صُـرَاخِـهَـا
وكُـــذِّبــتُ إِثــبَــاتًـا لِـــسُــوءِ الـــزِّيَــارَةِ!

وضَـاعَت عـلى قَـدرِ انـكِسَارِي مَـــدَارِكِي
وضَـاقَـت عـلـى قَـدرِ اتِّـسَاعِي عِــــبَارَتِي

______________________
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص