الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إطلالة على قمر عدني - صالح بحرق
الساعة 10:50 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

في الخساف هناك يحلو له السير حافيا على الرصيف..ويكون بمقدوره أن يمشي ويصفر على ذلك اللحن العطروشي فين التقينا وشفتك فين وقد اكتسحته بوادر عشق جميلة طوقته من كل مكان فراحت السهول والوهاد تزف إليه البشرى . كانت أشعة الشمس الحريرية تلف نفسها حول عنق الوجود وتضفي على منازل الخساف ألفة خاصة وتغسل شوارعها بماء محبة جميلة وحنان.. إذ راح يدنو من السوق ومن بائعي الباغة الصباحية الشهية فتتلقى روحه تلك السعادة الغامرة وتتلبسه تلك الأشواق فينظر إلى الأشياء بعين العاشق وقد انهمرت على افئدته صبابات السنين وغدا يشعر بخفة في جسمه ولذة في فكره واجتياح للحب والعنفوان  وإذ ذاك أخذ يدلف إلى ممرات معتمة في القلب والمكان يضفي عليه متعة تنتزع مكامن الألم فيه وقد بدأ الباعة في الأسواق وعمال الميناء يهرعون سريعا إلى أعمالهم وأصوات أبواق السيارات تصل إلى سمعه فتنتعش روحه على مسميات غافية فيه. وفجأة على حين غرة طفق يستعيد ذكراها وبدأ هنا فقط في خضم سرور عميق ينسى الاشياء من حواليه ورويدا رويدا يدنو من حافة مشتعلة ويتخيل روحه في سماء التذكار تحيط بها سحب الماضي وتمتد أشرعة الرحيل إلى افياء الأمس وتلتقي الكلمات بالكلمات والضحكات الندية بالضحكات فيغفو فيه الحزن وتتسلقه تباريح ذكرى جديدة ليتجاوز الشارع العام ويجد نفسه في وسط حافة الخساف قريبا من منزلها بجانب عشش صغار العمال..وتقدم نحو الباب الخشبي ومسك بيده المزلاج بيد أن نفس الإخفاق يعاوده نفس الألم نفس التردد فينسحب إلى الخلف ليشرق في المدى البعيد قمرها الغافي فيه..

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص