الجمعة 31 يناير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن …..والقلم
ضريبة الجهل والتخلف !؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأثنين 2 مارس 2020
 

تذكرته على الفور، كان يقف مرتزحا إلى ركن العمارة ….
اطلت النظرإليه ، مظهره حكى حاله فورا ...قميص ...وثمة فانيلة صوف نصفية ...وسواد يكاد يخفي ملامح الوجه ….
اقتربت منه ، مددت يدي ، سلمت ، اهلابك ، واهلابك أيضا ، كيف حالك ؟ ، ماتراه يغني عن السؤال …
جلس على الأرض ، جلست بجانبه : أين أيامك ؟ ، هنا وهناك …
ماذا تفعل؟ ، لاشيء ..استلم بين الحين والأخر مرتبي التقاعدي واعيش بالكاد واسرتي عليه …، واعود لسؤاله : والسيارة؟ ، أي سيارة !! خلاص ياصاحبي فلاسيارة ولا ولا …
واعود ملحا أساله : مالك مالذي حصل ؟ ، لاشيء ، أنا دفع ضريبة الجهل والتخلف ...لم اعد اطمح لشيء ، وحتى إذا فلن استطيع ...كنت كما تعرف احلم بالكثير، لكنهم خذلوني ...جميعا خذلوني …
طيب ، ماذا على الصعيد الشخصي ؟ ، نظر إلي مطولا : فقدت الحلم ، كان في رأسي الكثير، خسرت من جيبي الكثير، ووجدت في النهاية انني لم اتزحزح من مكاني ….
ذلك الرجل النموذج كان مسئولا كبيرا، وبامكانات كبيرة ، اخلص للوظيفة ، وصرف مافي الجيب على بيئته التي حاول بقدر الامكان أن يغيرها ، أن يعمل لها الكثير…
اكتشف أن الجهل والتخلف في بيئته كان اقوى منه ، فخذله …
وعلى المستوى العام ، خرج بحصيلة مشابهة ، هناك خذله الفساد ، والافساد ...حاول وحاول وحاول بلاجدوى ….،قال : كنت اسمعها إلى أذني : هذا طيب هذا مسكين ، افهم انهم يعنون أنني غبي ، حارس المؤسسة قالها لي يوما : افعل مثل الأخرين ، هكذا ستتعب ، قلت له : لاأستطيع ….
داخله اليأس ، وحتى بدأ يجتاحه النسيان ...لم يعد احدا يسأل عنه ، لامن بيئته ، ولا حتى من الزملاء، ولاممن استفادوا منه كثيرا أيام أن كان مسئولا كبيرا….
ودعته ، وفي الطريق رحت استعرض شريط سيرة الرجل المهني الكبير الذي حمل شهادة عليا من امريكا ، وكان هناك زميلا للشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبد الغني ...، وعندما عاد بحلمه الكبير، عمل مع د. الإرياني رحمه الله في تهامة …
" أنا ادفع ضريبة الجهل والتخلف " ماتزال تدوي في رأسي ..
ضريبة يدفعها كثيرون ، حلموا ، لم يسرقوا ، حاولوا ، هزمهم الفساد وجهل المجتمع وتخلفه …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص