الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …..والقلم
ضريبة الجهل والتخلف !؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأثنين 2 مارس 2020
 

تذكرته على الفور، كان يقف مرتزحا إلى ركن العمارة ….
اطلت النظرإليه ، مظهره حكى حاله فورا ...قميص ...وثمة فانيلة صوف نصفية ...وسواد يكاد يخفي ملامح الوجه ….
اقتربت منه ، مددت يدي ، سلمت ، اهلابك ، واهلابك أيضا ، كيف حالك ؟ ، ماتراه يغني عن السؤال …
جلس على الأرض ، جلست بجانبه : أين أيامك ؟ ، هنا وهناك …
ماذا تفعل؟ ، لاشيء ..استلم بين الحين والأخر مرتبي التقاعدي واعيش بالكاد واسرتي عليه …، واعود لسؤاله : والسيارة؟ ، أي سيارة !! خلاص ياصاحبي فلاسيارة ولا ولا …
واعود ملحا أساله : مالك مالذي حصل ؟ ، لاشيء ، أنا دفع ضريبة الجهل والتخلف ...لم اعد اطمح لشيء ، وحتى إذا فلن استطيع ...كنت كما تعرف احلم بالكثير، لكنهم خذلوني ...جميعا خذلوني …
طيب ، ماذا على الصعيد الشخصي ؟ ، نظر إلي مطولا : فقدت الحلم ، كان في رأسي الكثير، خسرت من جيبي الكثير، ووجدت في النهاية انني لم اتزحزح من مكاني ….
ذلك الرجل النموذج كان مسئولا كبيرا، وبامكانات كبيرة ، اخلص للوظيفة ، وصرف مافي الجيب على بيئته التي حاول بقدر الامكان أن يغيرها ، أن يعمل لها الكثير…
اكتشف أن الجهل والتخلف في بيئته كان اقوى منه ، فخذله …
وعلى المستوى العام ، خرج بحصيلة مشابهة ، هناك خذله الفساد ، والافساد ...حاول وحاول وحاول بلاجدوى ….،قال : كنت اسمعها إلى أذني : هذا طيب هذا مسكين ، افهم انهم يعنون أنني غبي ، حارس المؤسسة قالها لي يوما : افعل مثل الأخرين ، هكذا ستتعب ، قلت له : لاأستطيع ….
داخله اليأس ، وحتى بدأ يجتاحه النسيان ...لم يعد احدا يسأل عنه ، لامن بيئته ، ولا حتى من الزملاء، ولاممن استفادوا منه كثيرا أيام أن كان مسئولا كبيرا….
ودعته ، وفي الطريق رحت استعرض شريط سيرة الرجل المهني الكبير الذي حمل شهادة عليا من امريكا ، وكان هناك زميلا للشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبد الغني ...، وعندما عاد بحلمه الكبير، عمل مع د. الإرياني رحمه الله في تهامة …
" أنا ادفع ضريبة الجهل والتخلف " ماتزال تدوي في رأسي ..
ضريبة يدفعها كثيرون ، حلموا ، لم يسرقوا ، حاولوا ، هزمهم الفساد وجهل المجتمع وتخلفه …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً