الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
رقصة الرمال - عبد اللطيف رعري
الساعة 09:12 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

من على سقف سحابة تتعثر الرقص

سقط سيل دخان

يجاري لطف اطياف البيد

عمياء مبتورة اليدين

وأشكال الرمل هاربة من ظلها

تتملى سقط الهجير بالعين الواحدة

وتحمل على جنابتها هزيع الليالي

المنفردة بالشكوى

وتناشد هذب الريح الجريح

يحلم معها على سرير الفراق

بالعصيان أمام تماثيل الجليد في صولتها

مشت على حافة نهر عمّقته

أوجاع الظهيرة

وطفت به الصواعق منحى الشرود

وغزته حيّل العقم بالنسيان

وهوت به تحفر سابع سطح للسراب

ونبش آثار الاقدام عن معنى هياج الرحيل

كلما ابتسم النهر للمدى

تتساقط أسنان السحب

وتتعرى الخديعة عن أنوثتها

وسار لطيّ الصحاري أعقاب

تجرفها دموع الثعابين نحو النهر

وسار للجبال أدراج تصعدها قوافل النمل

وساحرات تمد الشيطان حصيلة المكر

مقابل ألمكر

فلا تنطوي الخديعة إلا على أهلها

فتسقط العلامة بين حلق زوبعة

شاردة حتى لبس آخر للسحب...

هو المطر قاب قوسين أو أدنى

من السقوط المبكر على الارصفة

الجو رماديا يعاكس مجرى الضباب

وشتّان بين برودة الريح ووخز الإبر

هي الرمال في هذيانها

تسرق الاشجار ظلالها

وتختبئ في ثناياها نار الشروق

لتحتفل وجثث المقابر بعبثية ألملل..

هي الرمال كما يعرفها البحر قصورا بلا تاريخ

لا كما أعرفها وأنا أخطط أسماء العشق

على عتبات شموخها المهترئ

هي الرمال تسكن جناح الريح

تميل بميلها الاشجار بعريها

والأحجار بثقلها أبوابا تخفي الافق.

آه كم أهوى شرودي بين دهاليز الرمال

حتى أضع سبابتي في عيون الهجر

وكم أهوى ركوب الرياح حتى ألتطم بالصدى

ونقبّل معا دموع العاصفة

آه لحظي الشقي لما الرحيل تملص من عقمه

وجدتني قطعة ثلج تعشق الوحل.

وأسراب الديدان حولي في طريقها للنهر

والنهر عاريا إلا من تنهداتي ...

صامتا يحكي جنون القدر ...

وأغنيات الرمال  راقصة  حتى آخر عودة ,,,

 

/مونتبوليي/فرنسا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص